دمشق ـ جورج الشامي
بالتزامن مع انعقاد مفاوضات جنيف2 ما تزال البراميل المتفجرة تحصد أرواح المدنيين في داريا وحلب، على وقع اشتباكات عنيفة على مختلف الجبهات، وسط قصف بمختلف أنواع الأسلحة على منازل المدنيين، واستمرار الجوع الذي يحصد أرواح المدنيين في الجنوب الدمشقي. ونقلت الهيئة العامة للثورة السورية
عن مراسلها في ريف دمشق أن مروحيات النظام تستمر في استهداف داريا بعشرات البراميل المتفجرة منذ أكثر من أسبوع، وخاصة المناطق السكنية فيها، ردا على تقدم مقاتلي المعارضة على مختلف جبهات المدينة.
وكان مقاتلو داريا وما حولها أعلنوا عملية واسعة لكسر الحصار عن الأحياء المحاصرة جنوب دمشق تحمل اسم "أحد الحسنيين"، حيث يخوض المقاتلين معارك طاحنة مع قوات النظام على جبهات أحياء القدم وعسالي ومدينة داريا، حققوا خلالها تقدما كبيرا.
وعلى الصعيد الإنساني، يستمر مخيم اليرموك في تشييع المدنيين، شهداء بالجملة، ووفق الناشطين، سجل مقتل ثمانية مدنيين جوعا، وآخر آخر، أثناء محاولته جمع بعض الحشائش ليقيت بها ذويه.
وبحسب الهيئة العامة للثور، فإن أربعة قتلى كانوا ضحايا الجوع والجفاف إضافة إلى قتيل تم قنصه أثناء محاولته جمع الحشائش وهم:"1.المسن "محمد حسين عمايري", 2.المسنة "رئيفة محمد قرعيس" - 50 سنة, 3.المسن "سعيد سليم درباس" 66 سنة, 4.المسنة "نبعة جمعة قويدر" 65 سنة، 5 - المسن أبو مروان - 65 سنة قنصا خلال البحث عن الحشائش في بساتين الحجر الأسود.
وبهذا يرتفع عدد قتلى الجوع والحصار في مخيم اليرموك إلى 70 بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء نتيجة الحصار المفروض على المخيم منذ حوالي 200 يوم من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له. وفي السياق نفسه أكدت مصادر أن الجوع خطف أول قتيل له في حي جوبر الدمشقي، محمد عرابي.
من جهة أخرى أكدت مصادر الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام تقصف مناطق المعارضة وخاصة الأحياء المدنية حيث استهدفت دباباته ومدفعيته منطقة الحسينية وبلدة رنكوس ومدينة الزبداني في ريف دمشق، كما استهدفت بصاروخ أرض أرض أطراف بلدة المليحة.
وأشار مراسلو المكتب الإعلامي في حلب إلى أن الجبهة الشرقية والجنوبية للمدينة تشهد معارك طاحنة، بالتزامن مع إطلاق المعارضة معركة تحرير جبل "معارة الأرتيق" المطلة على كتيبة مدفعية النظام المتمركزة في حي جمعية الزهراء.
ووفق المصادر فإن العملية تهدف للسيطرة على أحياء حلب الغربية من جهة أهم معاقل النظام في الغرب وهي كتيبة المدفعية وفرع المخابرات الجوية، بالإضافة لتخفيف الضغط على جبهات عزيزة وكرم الطراب والقصر القريبين من المطار.
وخلال المعركة قتل عناصر المعارضة عدداً من عناصر المليشيات العراقية، وميليشيا "حزب الله"، وتقدموا إلى أعلى التلة بعد معارك خاضوها مستعملين الأسلحة الثقيلة من رشاشات وقذائف هاون محلية الصنع.
وقد ردت مدفعية النظام المتمركزة تحت التلة، بقصف مركّز على مباني المدنيين في بلدات معارة الأرتيق وكفر حمرة والليرمون، قابلها مقاتلو المعارضة بتفجير مبنى كانت تتحصن بداخله قوات النظام في جبل شويحنة المحاذي لجبل معارة الأرتيق وقتل جميع عناصره.
كما كثفت قوات النظام قصفها بالمدفعية والدبابات من داخل مطار النيرب العسكري على أحياء الميسر والقاطرجي وطريق الباب ومساكن هنانو والحاووظ والمرجة بمعدل قذيفتين كل ثانية وسط حالة هلع وخوف بين الأهالي.
وفي حي الصالحين في حلب انتشل الأهالي اليوم الثلاثاء جثث 8 قتلى من تحت الأنقاض ليرتفع عدد القتلى في الحي إلى 21 بينهم 13 طفلا وسيدة، يضافون لعشرات الجرحى الذين أصيبوا جرّاء قصف الطيران الحربي للحي، كما ارتقى أربعة مدنيين جراء سقوط قذيفة مدفعية على حي طريق الباب بحلب.
وفي حمص يستمر القصف العنيف على مناطق عدة في المدينة وريفها ضمن الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأمن وجيش النظام منذ 589 يوما، حيث وثق الناشطون قصف 16 منطقة وهي: الدار الكبيرة- بلدة الخالدية- الميدان- الوعر- الحمراء- كرم الشامي- قلعة الحصن- الزارة- جورة الشياح- القصور- القرابيص- باب هود- باب التركمان-باب تدمر- باب الدريب- الباب المسدود.
وفي محافظة الحسكة قال مراسل المكتب الإعلامي للهيئة العامة، إن أعداد القتلى في صفوف حزب "الاتحاد الديمقراطي" في قرية المناجير ارتفع إلى 44 قتيلاً وعشرات الجرحى، بعد استهداف مقاتلي المعارضة لحاجز قوات الحزب الحاجز في القرية وما أعقبه من اشتباكات منذ يوم الأمس.
وفي سياق متصل قال ناشط من المحافظة إن البلدة والقرى المحيطة بها تشهد حركة نزوح كبيرة نتيجة الاشتباكات، وأضاف أن وحدات حماية الشعب الكردية دخلت البلدة تحت ستار مدفعية جيش النظام، واعتقلت عشرات الأشخاص من البلدة بينهم أطفال حتى سن 12 عاما.
وفي حماة أعلن الجيش الحر سيطرته على حاجز (تل الناصرية) الواقع جنوب جسر (حلفايا)، بعد اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام، قتل خلالها ثمانية جنود معهم ضابط برتبة رائد، وأسر خمسة عناصر بينهم ضابطان، كما غنم الثوار مدفعين عيار 130 مم، كان النظام يستخدمهما في دك الريف الحموي، بالإضافة إلى دبابة وعدد كبير من الأسلحة والذخائر.
وداخل مدينة حماه هز انفجاران قويان أحياء المدينة، في كل من حيي جنوب الملعب والصابونية، في حين شهدت المدينة استنفارا كبير لقوات النظام، ترافق مع اقتحام قوات النظام لحي الجراجمة وقطع بعض الطرق الرئيسة داخل المدينة، وفي ريف حماة الشمالي نالت كلٌ من كفرزيتا ومنطقة الأزوار نصيبهما من القصف الذي طالهما من قبل مدفعية النظام المتمركزة بدير محردة، تزامن مع تحليق لطائرات النظام رغم وجود الغيوم في سماء المنطقة، أما في سهل الغاب تعرضت قرية الحويجة للقصف المركز من الدبابات المتواجدة بقرية "الرصيف" الموالية.