ظاهرة السيارات المتهالكة تُهدّد حياة الكثير من المواطنين

أصبحت ظاهرة السيارات المتهالكة تُهدّد حياة الكثير من المواطنين في عدد من المحافظات تتسبب في زيادة نسبة حوادث الطرق خاصة، وذلك بسبب غياب الرقابة من الجهات الحكومية.

وانتشرت عشرات السيارات المخالفة في منطقة بولاق الدكرور، في انتظار تحميل الركاب لمناطق ترعة المجنونة وأرض اللواء والمعتمدية.

واستمعت "مصر اليوم " لعدد من المواطنين كان أولهم  محمد علي  45 عامًا مدرس لغة عربية، والذي أكد "أن معظم السيارات في الموقف غير صالحة، لأنها متهالكة، وساقطة في المرور، وسائقيها معظمهم أطفال، وهو ما يزيد من نسبة الحوادث في ظل عدم وجود أمان في السيارة، مشيرًا إلى أن أي سيارة ميكروباص يكون عدد الركاب بها 14 أو 15 راكبًا، إلا أن السائقين يحملون داخل السيارة أكثر من 20 راكبًا، فكل يوم تحدث مشكلة أكثر من مشكلة تحرش غالبًا ما يحدث بسببها مشاجرة، تصل إلى حد القتل ولا أحد يعلم شئ عنا ولا مشكلاتنا وخاطبنا الحي والمحافظة والمرور أكثر من مرة ولا أحد يلتفت لنا، كاننا نعيش في بلد أخر".

وأوضح الحاج فوزي 53 عامًا، فكهاني، قائلًا "أنه زيادة على ما سبق يقوم السائق بتحميل شخصان أخران يقفان على " أكصدام" السيارة الخلفي وكثير ما يسقط هذا الأكصدام ويتسبب في كوارث تصل إلى الإصابة بجلطة في المخ أو الموت في الحال. وعلى بعد أمتار قليلة من قسم شرطة بولاق الدكرور، يقع موقف السيارات الأول الذي تتجمع فيه سيارات نصف نقل وأخرى ميكروباصات قديمة، أغلبها بدون لوحات معدنية، يفصل بينها وبين قسم الشرطة حواجز حديدية، تتداخل أمامها السيارات مع "التوك توك " الذي يزيد الموقف عشوائية، السيارات تعمل على خطَّىْ سير من أمام قسم الشرطة إلى منطقة الكوبري داخل "صفط اللبن"، بينما الخط الثاني من بولاق إلى شارع فيصل.

وتخلو معظم سيارات الموقف من فتحات شبابيكها الخلفية من الزجاج، لا تظهر لها أي هوية، فالمكان المخصص للوحات المرور، يكسوه عبارات "عين الحسود فيها عود" وآخر "الرزق على الله" و"بر الوالدين أحسن من أبوك وأمك" وغيرها. وأن معظم هذه السيارات ممتلئه بالأتربة ويخرج من عوادمها دخان كثيف وليس بها شبابيك، فضلًا عن وجود فتحات نتيجة الصدأ في الأرضية وهو ما يجعل الدخان يدخل إلى كبينة السيارة ويخنق الركاب، ورغم كل ذلك يتحدث السائق مع الراكب بشكل غير لائق وبأسلوب فرض العضلات، إذا فتح فمة بكلمة، فليس على لسان السائقين ألا "اللي مش عاجبة ينزل" وكل ذلك يقع علي مرأى ومسمع من المسؤولين.

وأضافت منة عبدالرحمن، موظفة، من منطقة البصراوي، "أصبحنا مضطرين لركوب الميكروباصات "الخردة" لأن "مفيش بديل" ولا مفر من استخدامها حتى لا نتعطل عن موعد عملنا، ونتعرض لاستغلال السائقين كل يوم، وحاولنا شكواهم أكثر من مرة ولكن كيف يحدث ذلك وسياراتهم لا تحمل أية لوحات معدنية، وطالبنا بأن توفر المحافظة بدائل لتلك السيارات المتهالكة، مؤكدة أنهم يسمعون يوميًا عن حوادث تقع في الشارع بسبب تلك السيارات.

وبيّن مصدر أمني في مديرية أمن الجيزة أن أجهزة الأمن رصدت أكثر من 6 آلاف سيارة متهالكة لا تحمل لوحات معدنية تسير في الشوارع الداخلية لقرى المحافظة، مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن بصدد اتخاذ اجراءات قانونية رادعة لمصادرة تلك السيارات والتعرف على مالكيها. وأشار المصدر أنه ليس من المستبعد أن تكون تلك السيارات مسروقة، أو مجمعة من سيارات مسروقة".

وتابع "أنه تم شن حملة بقيادة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اللواء طارق حجاج، استهدفت المواقف العشوائية، وتم تحرير أكثر الف مخالفة انتظار خاطئ، وحجز 20سيارة، و30 توك توك، ضبط 140 مخالفة عدم حمل رخصتي تسيير وقيادة، والف و 560 مخالفة خط سير. وتم مصادرة أكثر من 54 سيارة متهالكة كانت تعمل في مناطق عشوائية وقري نائية في المحافظة، إضافة إلى فحص 30 سائقًا تبين تعاطي 8 منهم للمواد المخدرة.

ولفت المصدر إلى أن مدير المرور أصدر تعليماته بإلغاء كافة المواقف العشوائية وعمل محاضر وغرامات لأي سائق ميكروباص يقف في غير المناطق المحددة لها، مطالبًا المحافظة بضرورة إجراء تعديلات وتوسيعات على بعض المواقف التي أصبحت لا تسع حجم السيارات الموجودة به.