كتائب القسام

أكد الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، أن من يقرر عودة مستوطني غلاف غزة إلى بيوتهم هو القائد العام لكتائب القسام "محمد ضيف".

وقال أبو زهري في تصريحات صحافية اليوم إن "الإسرائيليين" في غلاف غزة لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من الضيف وبعد الالتزام الإسرائيلي بوقف العدوان ورفع الحصار".

وأكد أن "الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه في حق المدنيين الفلسطينيين"، وعاد الاحتلال لقصف منازل المواطنين ما أدى إلى استشهاد 19 مواطنًا وإصابة العشرات حتى الآن.

وطالبت "كتائب القسَّام" الجناح العسكري لحماس الوفدَ الفلسطينيَّ المفاوض بالانسحاب من القاهرة.

وقال الناطق باسمها أبو عبيدة، إن "حماس كانت تثق أن مفاوضات القاهرة لن تُفضي للنتائج التي يطمح شعبنا لها، وأنها أعطت القيادة السياسية الفرصة لذلك"، مؤكدًا أن "الاحتلال ضيّع فرصة ذهبية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وأضاف أن "المبادرة المصرية ولدت ميِّتة، وتم قبرها اليوم مع الشهيد الفلسطيني علي محمد الضيف "ابن القائد العامّ لكتائب القسَّام".

وحظرت كتائب القسام التجول في شوارع إسرائيل، وحذرت شركات الطَّيران من التوجه إلى مطار بن غوريون، بدءًا من السادسة من صباح الخميس، وكذلك البقاء في مستوطنات غلاف غزة.

وحذر أبو عبيدة المستوطنين داخل إسرائيل من تشكيل أي تجمعات كبيرة في الميادين والأماكن العامة التي تصلها صواريخ القسَّام، لا سيما الملاعب وغيرها.

وأضاف أبوعبيدة أنه "يمنع على مستوطني غلاف غزة العودة إلى بيوتهم، وعلى من يبقى منهم مضطرًا فإن عليه البقاء في الملاجئ وعدم التحرك منها".

وشدد أبو عبيدة على أن "قرارات القسَّام الرسمية هذه تبقى سارية لحين صدور قرار من القائد العام لكتائب القسَّام محمد الضيف شخصيًّا"، داعيًا العالم إلى إدراك حقيقة ما يريده الشعب الفلسطيني لينصرف الاحتلال عن حياة الأطفال في غزة، وأشار إلى أن القائد العام للكتائب على قيد الحياة ويتابع مهماته الجهادية.

وراهنت إسرائيل في محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف على تحقيق إنجاز معنوي، ولكن القصف الذي أدى إلى استشهاد زوجة الضيف ونجله الطفل الرضيع، ضاعفت الهالة التي تحيط بالضيف الذي سبق أن نجا من أربع محاولات اغتيال سابقة وفي الوقت نفسه فاقمت مشكلات رئيس الحكومة الإسرائيلية.

جاء ذلك في تحليل كتبه، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، سائلًا عن "هوية الشخص الثالث الذي قتل في قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمنزل عائلة الدلو في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة".

وكتب أن "إسرائيل حاولت اغتيال الضيف، فاغتالت زوجته وطفله الرضيع، مضيفًا أنه بين ركام المنزل المستهدف، وهو بملكية ناشط في الوحدات الصاروخية لحركة حماس، عثر على جثة شخص ثالث، سائلًا عما إذا كان هو محمد الضيف أم صاحب المنزل". لكن حركة حماس لم تقل شيئًا في هذه المرحلة، ولا تعرف إسرائيل بشكل قاطع، بيد أنه أشار إلى أن "التقديرات ترجّح نجاته من محاولة الاغتيال".

وبحسب هرئيل، فإن "حماس اعتقدت بداية أن الضيف قد أصيب، ولذلك ردت بإطلاق الصواريخ بكثافة في اتجاه جنوب ومركز البلاد، بما في ذلك إطلاق صواريخ "فجر 5" الإيراني، في حين أن إطلاق الصواريخ كان معتدلًا نسبيًا غيرأن حركة حماس لا تتبرع بتقديم معلومات إضافية".

وأشار الكاتب في هذا السياق إلى أنه "في محاولة الاغتيال الأخيرة لمحمد الضيف في 12 تموز /يوليو 2006، مرّت 4 شهور قبل أن تجزم المخابرات الإسرائيلية بأنه أصيب ولم يقتل".

وبحسب المحلل العسكري فإن محاولة اغتيال الضيف "كان له هدف مركزي واحد، بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهو إرضاء الجمهور الإسرائيلي". ويشير الكاتب إلى أنه "رغم أن الضيف شخصية مركزية في حماس، إلا أن اغتياله لا يؤثر على الروح القتالية لكتائب القسام". ويضيف أنه "يجب الإشارة إلى أن قائدي حركة حماس في قطاع غزة، محمد الضيف وإسماعيل هنية، وصلا إلى منصبيهما بعد أن اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي من القيادة السياسية، وأحمد الجعبري الذي شغل منصب القائد العام لكتائب القسام في حينه".

ويتابع أن "عملية الاغتيال قد تكون إنجازًا يمكن تسويقه في وسط الجمهور، ولكن، وبشكل عام، فإن ذلك لا يغيّر الوضع الاستراتيجي من الأساس". ولكن الكاتب يشير إلى أن "ضيف يعتبر رمزًا، بالنسبة للفلسطينيين، وأخيرًا بالنسبة للإسرائيليين أيضًا، وأن اغتياله قد يعتبر نجاحًا معنويًا يساعد نتانياهو في صد الانتقادات المتصاعدة ضده، سواء في وسط الجمهور الإسرائيلي أو في وسط القيادة السياسية، بشأن ما وصفه بالنتائج الجزئية من الحرب على غزة".

وبناء على عمليات اغتيال سابقة في قطاع غزة، يضيف الكاتب أنه "من الجائز الافتراض بأن المصادقة النهائية للهجوم صدرت في جدول زمني لا يتجاوز ساعات معدودة، وأن الأجهزة الاستخبارية قدمت معلومات بشأن مكان وجود الضيف، وعمل المستوى العملاني على وضع خطة عمل صادقت القيادة عليه"ا. ويدّعي الكاتب أنه "بالنسبة لإسرائيل فإن ذلك حصل في توقيت مريح، أي بعد ساعات من خرق التهدئة من الفلسطينيين، بحسب الكاتب، وإطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة في اتجاه بئر السبع". ليخلص بالنتيجة إلى أن محاولة الاغتيال لا يمكن أن تعتبر خرقًا إسرائيليًا.

وفي محاولة منها لتبرير المجزرة التي ارتكبتها في حق عائلة الدلو والتي ذهب ضحيتها خمسة شهداء ساوت إسرائيل بين ضيف وأسامة بن لادن للتغطية على جريمتها.

وكان وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر قال لاذاعة الجيش الاسرائيلي إن "محمد ضيف مثل زعيم القاعدة أسامة بن لادن وهو هدف مشروع وعندما تسنح الفرصة يجب استغلالها لتصفيته".

وأضاف ساعر "أنه لا يعرف إن كان ضيف قتل في الغارة التي استهدفت المنزل الواقع في حي الشيخ رضوان في قطاع غزة."

ولم يمض وقت على تحذير كتائب القسام لشركات الطيران بعدم تسيير رحلات إلى مطار بن غوريون الاسرائيلي تمهيدًا لقصفه حتى أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطوط الجوية القبرصية والسلوفاكية ألغت رحلاتها إلى تل أبيب صباح الخميس.

وذكرت مصادر عبرية أنه نظرًا إلى تهديدات المقاومة والتوتر الأمني الحاصل بين قطاع غزة وإسرائيل تكبّدت البورصة الإسرائيلية في تل أبيب وشركات البناء والمواصلات والساحة خسائر تقّدر بمليارات الشواكل.

وكانت وزارة المواصلات الإسرائيلية وقيادة الجبهة الداخلية حظرت الخروج من الملاجئ والمناطق الآمنة والمحصنة، خشية سقوط صواريخ المقاومة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية صور عن شلل الحركة في اسرائيل، وتنويهات منع السفر في الحافلات الإسرائيلية التابعة لشركة إيغد وادن في كل من ديمونا وعسقلان وأسدود وتل أبيب وأسديروت.

وكانت كتائب القسام  أطلقت عشرات الصواريخ صوب المدن الإسرائيلية من بينها تل أبيب ومدن مركزية، وأعلنت كتائب القسام حظرها للطيران في مطار اللد والتجمعات العامة في إسرائيل.

وحذّرت كتائب القسام في خطاب من شن مزيد من الهجمات الصاروخية على مصالح استراتيجية إسرائيلية وحددّت ذلك في نقاط:

1- نحذر شركات الطيران العالمية من دخول مطار بن غوريون ويبدا في تمام الساعة 6 صباح غد.

2 تمنع تجمعات العدو في المديات التي تصلها صورايخ القسام.

3- يمنع على سكان غلاف غزة من العودة إلى بيوتهم.

4 يظل كل ما سبق ساري المفعول حتى إشعار جديد من القائد العام للقسام .

وقال مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي إن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي بلغت حتى نهاية الشهر الماضي ما يقارب 16 مليار شيكل.

وأوضح المركز أن خسائر الحرب تعني أربعة أضعاف العملية العسكرية على غزة في العام 2008.وأظهرت الملاحق الاقتصادية للصحف الإسرائيلية أن السوق تتضرر بأكثر من 100 مليون شيكل يوميًا.وقال صندوق النقد الدولي نهاية الأسبوع الماضي إن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي جراء العدوان على غزة تقدر بنحو 0.2 من ناتجها المحلي الاجمالي، وهو ما يعادل 546 مليون دولار.

وقدّرت مصادر أمنية إسرائيلية خسائر الجيش اليومية بنحو 150 مليون شيكل، لافتة إلى أن هذا لا يشمل تزويد الجيش بالأسلحة المتجددة، وقدّرت الصحف العبرية كلفة القبة الحديدة بنحو 6 مليار شيكل.

وذكرت القناة الثانية أن تكاليف الجيش حتى الآن وصلت نحو 6 مليار شيكل، وقدّر خبراء اقتصاد إسرائيليون تقلص النمو بنحو 0.4% أي ما يعادل أربعة مليارات شيكل، وتقدر الخسائر الاسرائيلية في قطاع السياحة وفق ما ذكرته صحيفة "مجيفون" الاسرائيلية أكثر من 2مليار شيكل، وذكرت الصحيفة أن مكاتب السفر والفنادق تلقت ضربة قوية جدًا، وكان من المفترض أن تكون سنة 2014 هي الأفضل من ناحية الأفواج السياحية الآتية إلى إسرائيل.

ومن المتوقع أن تكون خسائر منظمي الرحلات السياحية ما يقارب 680 مليون شيكل، أما فيما يتعلق بالفنادق والتي تكون ممتلئة بنسبة 100% في مثل هذه الأيام فإن نسب الحجوزات وصلت إلى أقل من 30% في أغلب فنادق الجنوب و40% في فنادق مناطق الوسط.

وتقدّر خسائر الفنادق جراء الحرب وفق الصحيفة نفسها بأكثر من 500 مليون شيكل بفعل النزول الهائل في الساحة الواردة، وأبرز المناطق المتضررة سياحيًا هي إيلات.

وأوضح رئيس بلدية إيلات قائلًا "ندعم عملية الجيش في غزة لكن يجب على الحكومة أن تدرك وجود شلل اقتصادي تام في إيلات". وقال أيضًا "إننا في إيلات نعتمد بشكل تام على السياحة التي توقفت بفعل الحرب".وقال الخبير والباحث في مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد إن شركة "ال عال" الإسرائيلية قدّرت حجم خسائرها المتوقع مع بداية الحرب في الربع الثالث من هذا العام بأكثر من 50 مليون دولار.وأشار أبو عواد إلى أن شركات الطيران (ال عال، يشراير، اركيع) توجهت إلى وزراء الحكومة الإسرائيلية، لطلب تعويضات وقروض بسبب زيادة حجم الخسائر التي قدرت بمليونات الدولارات.

وتابع أبو عواد "تقدّر خسائر هذا القطاع بما يزيد عن مليار شيكل، ذكر رئيس لجنة الاموال في الكنيست النائب سلوفنسكي أن هناك أضرارًا اقتصادية كبيرة، وقدّرت الخسائر الاقتصادية الصناعية ما يقارب المليار شيكل".

وأوردت صحيفة "كول حاي" الاسرائيلية بعد بحث أجري على نحو 100 مصنع، أن الخسائر وزعت وفقا لما يلي: 40% في مناطق الجنوب، 50% في منطقة الوسط وتل أبيب، وتعتبر هذه المنطقة أهم المناطق اقتصاديًا، و10% في مناطق الشمال.

وتحدثت العديد من التقارير عن نزول حجم المبيعات في الأسواق الاسرائيلية وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الاسرائيلية أن نسبة النزول في المبيعات في الجنوب وصلت الى نحو 50% في الجنوب و30% في مناطق الوسط.