غزة/القدس المحتلّة/القاهرة ـ محمد حبيب/وليد أبوسرحان/أكرم علي
أعلنت الإدارة العامة للمعابر في غزة عن توقف العمل في الصالة الخارجية لمعبر رفح، الأربعاء، بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي قربها، ووقوع إصابات في صفوف المواطنين والموظفين، فيما تواصل القصف الصاروخي، صباح الأربعاء، من قطاع غزة نحو البلدات والمدن المحتلّة، إلى أشدود ومدينة عسقلان.
يأتي ذلك فيما أعربت مصر عن أسفها البالغ لكسر الهدنة في قطاع غزة، واستئناف إطلاق النار، وتجدد أعمال القصف بين إسرائيل والمقاومة، التي تؤدي حتمًا إلى سقوط المزيد من الضحايا والجرحى، وتهدّد بمضاعفة تبعات الأزمة على المدنيين الأبرياء.
وأوضحت إدارة المعابر أنّ "طائرات الاحتلال قامت بقصف منقطة قرب الصالة الخارجية لمعبر رفح، مما أدى إلى إصابة بعض المواطنين، وبعض الموظفين، بإصابات طفيفة".
ولفتت إلى أنّ الوضع الأمني لا زال في تصعيد ملحوظ حتى اللحظة، لذلك حفاظًا على سلامة المواطنين تم ايقاف العمل في الصالة الخارجية لمعبر رفح، الأربعاء"، مطالبة من المواطنين الراغبين بالسفر بـ"عدم التوجه إلى المعبر حفاظًا على سلامتهم".
وعادت قوّات الاحتلال إلى قصف منازل المواطنين والاعتداء على الأماكن كافة في قطاع غزة، ما أدى حتى الآن إلى استشهاد 12 مدنيًا، فضلاً عن عشرات الإصابات.
إلى ذلك، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الأربعاء، عن قصفها لبلدة "أشكول" الصهيونية بأربعة صواريخ من طراز 107.
وأشارت مصادر الاحتلال الإعلاميّة إلى أنّه "تجدّد القصف الصاروخي، فجر الأربعاء، نحو البلدات والمدن المحيطة بقطاع غزة، وسمعت أصوات الانفجارات في المجلس الإقليمي (مستوطنة) ساحل عسقلان، وكذلك شاعر النقب، وشدي النقب، وأشكول".
وأكّدت المصادر "عدم وقوع إصابات أو أضرار لوقوع هذه القذائف والصواريخ في مناطق مفتوحة"، لافتة إلى أنَّ "مدينة عسقلان وكذلك أشدود تعرضتا بعد الساعة الثامنة لصلية من الصواريخ، اعترضت منظومة القبة الحديدية عددًا منها، في حين سقط عدد أخر في مناطق مفتوحة".
واستشهد، صباح الأربعاء، 8 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 8 آخرين، جراء قصف الاحتلال منزل عائلة اللوح، في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
وأبرز شهود عيان أنّ "مقاتلات الاحتلال استهدفت بصاروخ واحد على الأقل منزل عائلة اللوح في جنوب شرق دير البلح، الأمر الذي أدى إلى تدميره على رؤوس ساكنيه".
وبيّنوا أنَّ "الشهداء هم رأفت وزوجته نبيلة وجنينها وأطفاله فرح وميسرة ومصطفى، وشقيقيه محمد وأحمد اللوح"، لافتين إلى أنَّ "أعمال البحث متواصلة عن مفقودين تحت الركام، والطواقم الطبية وصفت حالة المصابين بين المتوسطة والخطيرة".
هذا، وشرع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، باستدعاء قوات من الاحتياط، في ضوء انهيار التهدئة مع فصائل المقاومة، التي واصلت إطلاق صواريخها على المدن والمستوطنات الإسرائيلية، ردًا على العدوان المتواصل على قطاع غزة.
واستدعى جيش الاحتلال 2000 من جنود الاحتياط إلى حدود قطاع غزة، في حين ذكر موقع القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أنَّ "الاستدعاء يأتي استعدادًا لتطورات العملية العسكرية، وإمكان توسيعها، وترافق ذلك مع حشد قوات عسكرية مدرعة جنوب قطاع غزة، لمواجهة التطورات الميدانية، وكذلك توجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي بعد انهيار الهدنة".
وأشار الموقع إلى أنَّ "مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية أكّدت أنَّ الاحتمالات مطروحة على الطاولة، بما فيها عملية برية، وهذا ما استدعى جلب الاحتياط، وحشد قوات كبيرة جنوب قطاع غزة".
وفي سياق متّصل، أكّدت الخارجية المصرية، في بيان رسمي لها الأربعاء، أنّه "اتّساقًا مع المسؤولية التي تتحملها مصر، وتقديرًا منها لأهمية البناء على محصلة المفاوضات غير المباشرة، التي تمت حتى الآن، فإنها تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحثهما على الالتزام مُجددًا بوقف إطلاق النار، وللاستمرار في الانخراط بصورة إيجابية في المفاوضات، بما يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، وتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، لاسيّما بشأن فتح المعابر وإعادة الإعمار".
وأكّدت مصادر دبلوماسية مصرية، في تصريح إلى "مصر اليوم"، والتي شاركت في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، أنَّ "هناك أياد خفية سعت لعرقلة المفاوضات، والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين الجانبين".
وتساءلت المصادر عما إذا كان "من الصدفة أن يتطابق حديث وزير الخارجية القطري خالد العطية، في منتصف تموز/يوليو الماضي، عن ضرورة الاتفاق على إنشاء مطار وميناء بحري في قطاع غزة، مع حديث القيادي في حماس خالد مشعل بتمسك الحركة بالمطالب نفسها في مفاوضاتها الأخيرة غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي".
وأشارت المصادر إلى أنَّ "الأيادي الخفية تريد أن يظلّ الوضع كما هو عليه، لضمان الحصول على إعانات وأموال طائلة باسم الحرب والشهداء والحاجة لإعادة الإعمار".
وأكّدت المصادر المصرية أنَّ "استئناف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي سيزيد أعداد الشهداء مجددًا، بعد خرق الهدنة، وهو ما يزيد معاناة الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن"، مبيّنة أنه "يجب وقف إطلاق النار حتى لا تضيع أرواح الآلاف في مقابل المطار والميناء البحري، مع العلم أن المبادرة المصرية تنص على فتح المعابر والتمسك بالضمانات التي تنص على ذلك".
وكانت مصر قد أعلنت عن هدنة لمدة 5 أيام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وانتهت الأحد، ثم تم تمديدها 24 ساعة إضافية، لاستمرار المفاوضات، إلا أنّه تمَّ خرقها مساء الثلاثاء، واستئناف إطلاق النار بين الجانبين.