الرئيس السيسي يناقش تطوّرات الساحة الإقليميّة مع وزير خارجية إسبانيا

استعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء لقائه وزير الخارجية والتعاون في مملكة إسبانيا خوسيه مانويل جارسيا مارغايو، السبت، أهم تطورات الوضع الداخلي في مصر، مشيرًا إلى قرب إتمام الخطوة الأخيرة من خارطة المستقبل، بإجراء الانتخابات البرلمانية، في آذار/مارس المقبل، ومعربًا عن تطلع مصر لاستمرار موقف إسبانيا المتفهم للتطورات التي تشهدها البلاد، والداعم لها في المحافل الأوروبية، وأن تأخذ إسبانيا في الاعتبار التحديات الأمنية التي تهدد أمن مصر القومي، وذلك عند تناول المؤسسات الأوروبية والدولية للتطورات على الساحة الداخلية في مصر، ارتباطًا بثقة القاهرة في قدرة إسبانيا، كإحدى دول إقليم المتوسط، على استيعاب حقيقة ما شهدته مصر من تفاعلات في الأعوام الأربع الماضية.

وأكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اللقاء الذي حضره نائب وزير الخارجية لشؤون أفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط الإسباني، وسفير إسبانيا لدى القاهرة، "متانة العلاقات بين البلدين، والأهمية التي توليها مصر لزيادة التنسيق والتواصل بينهما".

وتناول الاجتماع، الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ونقل وزير الخارجية الإسباني، في بداية اللقاء، تعازي بلاده في استشهاد ضابط ومجند إثر الحادث الذي وقع في سيناء، الجمعة، مؤكدًاً وقوف إسبانيا إلى جانب مصر في مواجهة "التطرف العنيف".

ووجّه الوزير الإسباني الشكر لمصر على مساندتها لترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، معربًا عن تطلع إسبانيا لتعزيز العلاقات بين البلدين، وزيادة التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة، لاسيما عقب انضمام إسبانيا إلى مجلس الأمن، اعتبارًا من أول كانون الثاني/يناير 2015، وفي ضوء دور مصر كدولة محورية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب المتوسط.

وفي شأن العلاقات الثنائية، أكّد السيسي "حرص مصر على دعم علاقات التعاون بين البلدين"، مُشددًا على "توجه الحكومة المصرية نحو تسوية المشكلات التي تواجه بعض الشركات الإسبانية العاملة في مصر، وسعيها إلى إيجاد حلول ودية للمنازعات التي ثارت"، مُبرزًا "جدية مصر في التعامل مع تلك القضية، وبما ينعكس بالإيجاب على صورة مصر أمام المستثمرين الأجانب، ويصب في مصلحة مناخ الاستثمار الأجنبي في البلاد".

ووجه الرئيس الدعوة للجانب الإسباني لبحث فرص الاستثمار المُتاحة في مصر، معربًا عن ترحيب مصر بالشركات الإسبانية الراغبة في الاستثمار والتواجد داخل السوق المصرية، داعيًا للحكومة الإسبانية لحضور المؤتمر الاقتصادي، المقرر عقده في شرم الشيخ، آذار/مارس المقبل.

وأعرب الوزير الإسباني عن دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر، بغية تحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد، مؤكدًا حرص إسبانيا على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية في مؤتمر شرم الشيخ المقبل.

من ناحية أخرى، بحث السيسي مع وزير الخارجية الإسباني تطورات بعض القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها الأزمة الليبية، حيث توافق الجانبان على ضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في ليبيا، مشدّدًا على "ضرورة تحديد أفق زمني، والإسراع في التوصل إلى الحل السياسي، دون محاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح من جانب أي طرف"، موضحًا أنَّ "التأخر من جانب المجتمع الدولي سيؤدي إلى انتشار التنظيمات المتطرفة".

وأبرز الرئيس "أهمية دعم مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الليبي"، مشدّدًا على "ضرورة وقف تدفق السلاح والمقاتلين إلى الأراضي الليبية، بما يهدد استقرار الإقليم بكامله".

وناقش السيسي مع الوزير الإسباني التطورات في الشأن السوري، مبيّنًا "خطورة استمرار الأوضاع السورية بصورتها الراهنة"، ومشيرًا إلى "التأثيرات السلبية للتدخلات الإقليمية والدولية على هذا الملف".

ولفت إلى أنَّ "الموقف المصرى يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسي سلمي في سورية، يراعي مصالح الشعب السوري، ويُنهي المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون السوريون، منذ ما يزيد عن الثلاثة أعوام".

وأبدى السيسي استعداد مصر للعب دور إيجابي وبنّاء، بغية التوصل إلى حل للأزمة السورية، منوهًا بالمصداقية والقبول اللذين تتمتع بهما مصر لدى مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة السورية.

وفي شأن التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، استعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الصدد، واتصالاتها المكثفة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحًا الحرص على التوصل إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، عبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مع استعداد مصر للمساهمة في ضمان تحقيق هذه الأهداف.

وتطرق الجانبان أيضًا إلى عدد من القضايا أخرى، من بينها التعاون الأورومتوسطي، اتصالاً بأهمية دور مصر في حوض المتوسط، وكذا العلاقات الوثيقة التي تربط بين إسبانيا ودول جنوب المتوسط.

وأعرب الرئيس عن تطلع مصر  لدعم إسبانيا للترشيح المصري لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، للفترة 2016 – 2017.

ونقل وزير الخارجية مارغايو، في ختام اللقاء، للرئيس الدعوة الموجهة من العاهل الإسباني الملك فيليبي، لزيارة إسبانيا، وهو ما رحب به السيسي، مؤكدًا متانة العلاقات بين البلدين، والعمل على تعزيزها في الفترة المقبلة.