الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنَّ مصر لا تصدّر الغاز إلى إسرائيل، ولم تستورده منها، وأنَّ بلاده لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية، وموقفها ثابت، يتمثل في إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1948، وعاصمتها القدس الشرقية، مبرزًا أنّه لا يبالي بـ" داعش"، أو ما يسمى "دالم" (الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر) طالما أنّ هناك شعبًا مصريًا يقف خلف جيشه، نافيًا أن تكون القوات المسلحة المصرية قد قامت بأي عمل عسكري داخل الأراضي اللّيبية، ومعترفًا بأنَّ هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تلعب في الساحة السورية ، وجهود مصر تنصب على إحباط أي مخطّط لتقسيم سورية، أو النيل من وحدة أراضيها.

وكشف الرئيس السيسي، أثناء لقائه مع رؤساء تحرير الصحف ووكالات الأنباء، أنَّ "مصر تعمل على ألا يُنزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالح مصر المائية، أو ينتقص من حصتها المائية التاريخية"، مشيرًا إلى أنه "في سبيل ذلك، لا يمانع في أن يذهب إلى إثيوبيا مرة ومرتين بل وثلاث مرات".

 وأضاف السيسي أنّ "مصر تقدر جهود إثيوبيا في إقامة مشاريع للتنمية، لكنها في الوقت نفسه تحرص على ألا يكون لسد النهضة أي تأثير سلبي على حصة مصر المائية من نهر النيل"، مبرزًا أنّه "حصل على وعود من رئيس وزراء إثيوبيا، خلال لقاء على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في غينيا الإستوائية، بألا يكون للسد أي أضرار على حصة مصر، سواء خلال فترة البناء أو التشغيل أو ملء بحيرة السد"،

وتابع أنَّ "مصر لم تعد تصدر غاز لإسرائيل"، لافتًا إلى "احتمال وجود مشاكل بشأن التحكيم"، في إشارة إلى تلويح بعض الدول المتعاقدة مع مصر في مجال الغاز باللجوء للتحكيم الدولي.

 وفي سياق آخر، شدّد السيسي على أنّه "لا يبالي بـ(داعش)، أو بما يسمى (الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر)، طالما أنَّ هناك شعبًا مصريًا يقف خلف جيشه.

وفي شأن ما زعمته قناة "الجزيرة"، عن قيام القوات المسلحة المصرية بأعمال عسكرية داخل الأراضى الليبية، أكّد أنَّ "الجيش المصري لم يقم بأي عمل عسكري خارج الحدود"، مضيفًا أنه "لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا، ولم تقم أية طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية".

 وأبرز السيسي أنَّ "مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا الشقيقة"، مشيرًا إلى أنَّ "مصر تجري مشاورات مع الجزائر وتونس، للوصول إلى صيغة سياسيّة تحقّق الاستقرار في ليبيا".

إلى ذلك، جدّد الرئيس السيسي تأكيده أنَّ "مصر لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية وموقفها ثابت، وهو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1948، وعاصمتها القدس الشرقية"، مطالبًا بـ"ضرورة أن يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزًا لحل القضية الفلسطينية حلاً شاملاً".
 
وبيّن أنَّ "مصر تحاول استغلال ما حدث من مآسي في غزة لحل القضية الفلسطينية"، مؤكّدًا أنّها "تبذل قصارى جهدها لحل القضية الفلسطينية، ولن تتوانى عن تلبية المطالب الإنسانية للأشقاء في غزة، من خلال معبر رفح"، مبرزًا أنَّ "الأمر يتعلق في الوقت نفسه بالأمن القومي المصري"، رافضا من "يقصرون كل ما حدث في غزة على قضية معبر رفح فقط".

 وأردف "معبر رفح لم يكن أصلاً في بنود اتفاقات المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 2005".

 وشدّد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أنَّ "مصر لا تدعم النظام السوري، أو المعارضة السورية، ولا تنحاز إلى أيّ منهما"، مؤكّدًا أنَّ "اهتمام مصر الوحيد ينصب على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وحمايتها من خطر التقسيم"، مشيرًا إلى أنَّ بلاده "تعمل على التوصل إلى حل سلمي للوضع في سورية، استنادًا على حماية وحدة الأراضي السورية".

 وفي شأن الأوضاع المصريّة الداخليّة، تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الوضع الاقتصادي، موضحًا أنّ "الدعم أخطر من الفساد على الأداء الاقتصادي"، ومشيرًا إلى أنّ "مصر تنفق أكثر من 300 مليار جنيه سنويًا على الطاقة، ولا نستطيع مواجهة هذه المشكلة قبل أن نملأ جيوب المصريين، وهو ما جعلنا نتجه للمشاريع لمواجهة التحديات".

 وأشار إلى أنَّ "هناك زيادة 40 مليون نسمة في الـ15 عامًا المقبلة، وبالتالي علينا أن نراعي هذا النمو السكاني".

 واستطرد "التحديات صعبة، والرهان الآن على الكتلة الوطنية المصرية، قبل أن ننجز ونحقق تأثيرًا اقتصاديًا لبلادنا"، مبرزًا دور الإعلام في العمل على الحفاظ على هذه الكتلة الوطنية، ومواجهة الشائعات وتوعية الناس.

 وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن معلومات بشأن وجود مؤامرة للسيطرة على عقول النخب المصرية، عبر قيام دولة قطر وتركيا وجماعة الإخوان المحظورة بتمويل مواقع إلكترونية جديدة، مشيرًا إلى أنَّ "الهدف هو ضرب الاستقرار في مصر".

 وحدّد قنوات ومواقع إلكترونية جديدة، تنفذ هذا المخطط الذي وصفه بـ"الشيطاني"، في إطار حرب الجيل الرابع، للتلاعب بعقول النخب والشباب، وعلى رأسها موقع "ميديا لمتيد"، و"صحيفة العربي الجديد"، وقناة "مصر الآن"، وموقع "كالتشر - الثقافة"، مؤكدًا أنَّ "هذه المواقع والصحف تموّل مباشرة من دولتي تركيا وقطر، وجماعة الإخوان".