القاهرة– أحمد عبدالصبور
أودعت محكمة جنايات شبرا الخيمة المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في طرة حيثيات حُكمها الصادر بمعاقبة 37 "إخوانيًا" بالسجن 15 عامًا وتغريم كل متّهم 20 ألف جنيهًا، ومعاقبة آخر بالحبس ثلاث سنوات ووضعه تحت مراقبة الشرطة مدة 5 سنوات؛ لاتّهامهم بمحاولة تفجير مترو كليّة الزراعة خلال الاحتفالات بنصر تشرين الأول/أكتوبر 2013، وتحطيم بوابات دخول المحطة وإطلاق الأعيّرة الناريّة على قوات الشُرطة والأهالي في منطقة شبرا الخيمة.
وذكرت المحكمة في حيثيات حُكمها أنَّ "واقعة الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة تتلخص أنه في إطار ما تمرّ به البلاد من أحداث عقب الإطاحة بحُكم الرئيس المعزول محمد مرسي والمتمثّلة في تنظيم العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجيّة الداعية لعودة الرئيس المعزول للحُكم، والمناهضة لبعض مؤسسات الدولة وقطع للطرق والاعتصامات في الميادين، وقد تزامن ذلك مع إجراء البعض أعمال عنف وتخريب واغتيالات أثّرت سلبًا على استقرار البلاد وزعزعة أمنها وأمانها وانزلق بها إلى حقبة حق عليها أنَّ توصف بأنها زمن هياج وفتنة".
وأشارت المحكمة أنه "بتاريخ 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2013 الموافق ذكرى احتفالات انتصارات تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وبناءً على ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي من استهداف مترو الأنفاق التابع للشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو المملوكة للهيئة العامة لسكك حديد مصر باعتباره مرفق حيوى وشريان رئيسي للمواصلات العامة في القاهرة، وفي ظهيرة ذلك اليوم تجمّهر المتّهمون وآخرون من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وتحالف دعم الشرعية والتيارات الدينية المتطرفة وأنصارهم أمام أحد المساجد في منطقة شبرا الخيمة".
وأكدت المحكمة أنَّ "المتّهمين تحركوا في مسيرة بهدف إشاعة الفوضى وتوسيع نطاق العنف عن طريق قطع الطرق والمواصلات العامة والتعدي على المُنشآت العامة والخاصة والتعدي على رجال الشرطة والجيش أثناء عملهم في حفظ الأمن بالبلاد، والتنديد بما أسموه الانقلاب العسكري الذي أطاح بحُكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولإسقاط حُكم الجيش وإعادة الشرعية المسلوبة من مرشح الحرية والعدالة "الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين" حال كون المتظاهرين يحملون صورًا للرئيس الأسبق ويلوّحون بشعار تعارف على تسميته شعار رابعة العدوية" الذي يرمز لفترة اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية؛ اعتراضًا على إقصاء الرئيس المعزول في 3 تموز/ يوليو 2013" وأضافت المحكمة أنَّ "المتّهمين كانوا يردّدون الهتافات المناهضة للجيش والشُرطة والفريق أول عبدالفتاح السيسي "وزير الدفاع آنذاك بدعوى انحيازه لطلبات جموع المواطنين التي خرجت تطالبه بالإطاحة بنظام مرسي وإقصائه فيما سمى بثورة 30 حزيران/ يونيو".
وأكدت المحكمة أنَّ المتّهمين توجّهوا بمسيرتهم نحو مسجد سلامة بصيلة في منطقة بهتيم شبرا الخيمة وانضمّ اليهم آخرون من المنتمين والمؤيدين لهم حتى بلغ عددهم ألفين متجمهر واستمرت المسيرة حتى وصلت إلى شارع 15 آيار/ مايو ثم أعلى كوبرى عرابي وتمركز بعضهم أعلاه، بينما توجّهت مجموعة منهم تجاه محطة مترو كلية الزراعة "إحدى محطات الخط الرابط شبرا– المنيب" الملاصقة للكوبري واشتبكوا مع الباعة الجائلين المحيطين بها، ثم تمكّنوا من اقتحام المحطة تحت مظلة وحماية بعض أفراد المسيرة الذين أطلقوا الأعيرة الناريّة والخرطوش والألعاب الناريّة والشماريخ على المارة وعلى القوات المعنية بتأمين المحطة وقذف الأهالي بالحجارة لإثارة الرعب في نفوسهم بجانب حمل المقتحمين الأسلحة الناريّة والخرطوش والنبل الحديدية والعصي".
وذكرت المحكمة أنَّ "المتّهمين عقب دخولهم صالة محطة المترو تجمهروا بأعداد كبيرة بالطابق الارضي وكتبوا عبارات على جدران المحطة من الداخل بألفاظ "الداخلية بلطجية"، و"مرسي راجع" وبعض العبارات المسيئة، كما أنهم عبثوا في ماكينات المرور وفكّوا إحدى أذرع هذه الماكينات لتمكّنهم من العبور، وكسر زجاج الباب الخاص بالدخول إلى الصالة بجانب تكسير وتهشيم أنحاء متفرقة بسيراميك واجهة مبنى المحطة، وقدرت تلك التلفيات بمبلغ 3 آلاف و750 جنيهًا".
كما أشارت المحكمة إلى أنَّ "المتّهمين حال وصول القطار قيادة السائق إبراهيم أمام إلى المحطة تناهي إلى سمعه صوت إطلاق كثيف للأعيرة الناريّة من ناحية تواجد المتجمهرين خارج المحطة وعلى مقربة منه، وفور وقوفه بالقطار تدافع إليه أعداد كبيرة من المتجمهرين ومنعوا إغلاق الأبواب على الرغم من تحذيرهم من خلال الإذاعة الداخلية للقطار بضرورة الابتعاد عن الأبواب وغلقها ليتمكّن القطار من معاودة السير إلا أنهم لم يستجيبوا لذلك ورفضوا ترك الأبواب للغلق بالقوة اليدوية، كما حاول بعضهم التعدي على سائق القطار وتكسير زجاج كابينة القيادة والتثبت بالقطار من الأمام مما تسبّب في تعطيل حركة سير القطارات".
وأضافت المحكمة أنها اطمأنت لأقوال رئيس مباحث شبرا الخيمة، الرائد محمد نصر، من أنه عندما توجّه إلى محطة شبرا الخيمة شاهد بعض أفراد المسيرة أعلى كوبري عرابي المواجهة للمحطة بإطلاق الأعيرة الناريّة في الهواء وباتجاه القوات وإشعال الشماريخ وإلقاء الطوب والحجارة على القوات والمارة، وقد تمكّن من توقيف 15 متهمًا حال اختبائهم في مسجد المحطة بالطابق الأرضي وبحوزتهم شنطة مدرسيّة سوداء اللون بداخلها خوذة وعلامة رابعة و29 قنبلة يدوية، لتنفيذ مخطّطات متطرفة يوم احتفالات تشرين الأول/ أكتوبر، كما تمّ توقيف متّهمين من 16 حتى 25 على قضبان المترو وبحوزتهم 20 قنبلة محليّة الصنع وقنبلتين أخرتين وزجاجات مولوتوف لتعطيل حركة المترو".