القاهرة - إيمان إبراهيم
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي، أن الأطباء المصريين أسسوا صندوقًا برأسمال 500 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحية ومعاونة الأشقاء في أفريقيا، لافتا أن قسما كبيرا من موارد هذا الصندوق تم تخصيصها لصالح إثيوبيا.
واستهل الرئيس اللقاء بالتأكيد على أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على إفريقيا، لاسيما مع إثيوبيا، مُرحبًا بالوفد ومؤكدًا أنهم في بلدهم الثاني مصر، كما نوَّه الرئيس إلى استعداده لزيارة البرلمان الإثيوبي ومخاطبة نواب الشعب، للتأكيد على أن مصر تتمنى لبلادهم التوفيق والتنمية والازدهار، مشددا على ضرورة التعاون من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التي تواجه الشعبين المصري والإثيوبي.
وأشار السيسي إلى اللقاء الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين، في وقت سابق، في مالابو، والذي شهد تأكيدًا على أن الطرف المصري لا يمكن أن يقف في وجه حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وتشديدًا من الجانب الإثيوبي على الحفاظ على حق المصريين في الحياة والحفاظ على مصالحهم المائية، مع التأكيد على أن نهر النيل وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدرًا للتنمية فإنه بالنسبة إلى المصريين يعد مصدرًا للحياة وليس فقط للتنمية، موضحًا أن حصة مصر من المياه ظلت ثابتة عند 55.5 مليار متر مكعب منذ أن كان تعداد سكانها أقل من 20 مليون نسمة، ووصل الآن إلى 90 مليون نسمة.
ونوَّه الرئيس إلى ثقته الكاملة في أن أبناء الشعب الإثيوبي لن يقوموا بإلحاق الضرر بأشقائهم المصريين، ولو عن طريق نقص قطرة واحدة من مياه النيل، مشددًا على أن الإرادة السياسية والنوايا الطيبة يجب أن يتم إثباتها من خلال إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى حقائق واقعية.
ودعا الرئيس الوفد إلى قيام البرلمان الإثيوبي بإصدار قرار يشير فيه إلى حق الشعب الإثيوبي في التنمية وإلى حق الشعب المصري في مياه النيل وفي تأمين مصالحه المائية، مؤكدًا أن المؤسسات الدستورية، ومن بينها البرلمانات، تعد جهات مسؤولة عن تحقيق مصالح الشعوب وتعميق العلاقات بين الدول الصديقة.
وثمّن السيسي بالعلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين المصري والاثيوبي، لافتا أن مسلمي مصر يعتزون بعلاقتهم التاريخية بإثيوبيا باعتبارها مقصد الهجرة الأولى، ومسيحيو مصر يعلمون تمامًا أن الكنيستين المصرية والإثيوبية كانتا كنيسة واحدة، ولا زالتا حتى اليوم ترتبطان بعلاقات وثيقة.
وأعرب رئيس البرلمان الإثيوبي عن عميق شكره للرئيس، لإتاحة الفرصة للالتقاء بالوفد الشعبي الإثيوبي، ونقل تحيات رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين للرئيس، كما أشاد بالمنحى الإيجابي لمصر في إدارتها لعلاقاتها مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن البرلمان يدعو الرئيس لزيارته ومخاطبة نواب الشعب.
وأكد رئيس البرلمان الإثيوبي أن مواطني بلاده لا يفكرون إطلاقًا في إلحاق الضرر بأشقائهم المصريين، وإنما تنحصر أهدافهم فقط في تحقيق التنمية، ليس فقط لإثيوبيا ولمصر، وإنما للقارة الإفريقية بأكملها، وذلك عبر التعاون والعمل المشترك مع مصر، مثمنًا الروح الإيجابية التي لمسها في حديث الرئيس، والتي سيقوم بنقلها إلى الشعب الإثيوبي.
وعبر رئيس البرلمان الإثيوبي عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات، ولاسيما المجالات التي ذكرها الرئيس والتي تتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري، ومكافحة التطرف، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتيح آفاقًا أرحب للتفاهم والتعاون بين البلدين.