الكاتب الكبير أحمد رجب

فقدت الصحافة المصرية، اليوم الجمعة، واحدًا من أشهر كتّابها الساخرين، أحمد رجب، الذي عمل بمؤسسة أخبار اليوم طيلة أربعة عقود، ليمثّل علامة  فارقة في مجال الكتابة الساخرة، وكان عموده الصغير بعنوان "نص كلمة" من أشهر الأبوابة قراءة.

وكان يعد رجب من أهم الأعمدة الصحافية في الصحف المصرية والعربية، وفق صحيفة "الأخبار". وحصل رجب على عدد كبير من الجوائز كان آخرها شخصية العام في أيار /مايو الماضي من مركز دبي للصحافة العربية.

وأسس الكاتب الصحافي أحمد رجب مدرسة الكتابة الساخرة في العصر الحديث وتميزت كتاباته بالنقد اللاذع الذي يعتمد أسلوب المختصر المفيد ودأب على توجيه الأسهم النقدية على كل المجالات السياسية والاجتماعية  والاقتصادية.

وجاءت وفاته قبل أقل من شهر على وفاة صديقه العزيز رسام الكاريكاتير مصطفى حسين، حيث شكّلا ثنائيًا هائلًا عملا سويًا لأعوام وأخرجا معًا عددًا من الرسومات التي كانت تنتقد الواقع بصورة ساخرة.

وكان رجب يكتب اللغة الساخرة على رسومات مصطفى حسين، وقدّما سوي شخصية "فلاح كفر الهنادوة"، وهي شخصية كاريكاتيرية من إبداع أحمد رجب وريشة مصطفى حسين ظلت تطل كل أسبوع عبر جريدة أخبار اليوم لتخاطب رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشعب (البرلمان) وتنقل لهما رأي المواطن البسيط تجاه أهم القضايا المثارة، وقال الكاتب أحمد رجب، في وقت سابق، إنه استوحى الشخصية من فلاح بسيط قابله في موقف أوتوبيس (حافلات). واشتهر الكاتب الراحل بسخريته اللاذعة من الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد، كما كان يحظى باحترام واسع في الوسط الصحافي.

وولد أحمد رجب في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر1928، وأثناء دراسته في كلية الحقوق أصدر مع آخرين مجلة "أخبار الجامعة"، والتي كانت طريقه للتعرف على الكاتبين الراحلين مصطفى وعلى أمين مؤسسي جريدة أخبار اليوم وعمل في بداية حياته في مكتب الجريدة في الإسكندرية قبل أن ينتقل للقاهرة.

ونعى رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، ببالغ الحزن وعميق الأسى، الكاتب الصحافي الكبير، أحمد رجب، الذي وافته المنية

وقال محلب " فقدت الصحافة المصرية، والعربية كلها، وليس دار أخبار اليوم وحدها، كاتبًا يُشار إليه بالبنان في الحرفية المهنية، والالتزام بآداب المهنة، وأخلاقياتها، وكان رمزًا للصحافة الوطنية".

وتابع رئيس الوزراء قائلًا " رحم الله أحمد رجب، الذي شارك مع الراحل الكبير مصطفى حسين، في رسم البسمة على شفاه المتعبين، من أبناء الوطن، وساهما في فتح آفاق الأمل في وجوه أصحاب المطالب والحاجات".

وكتب رجب آخر مقال له بعنوان "شيخوخة الموبايل والأزرار التي لا تنتهي"، بتاريخ 18 تموز/يوليو الماضي.

وجاء نص "نص الكلمة" كالتالي "تسع سنوات استمر الموبايل في الخدمة حتى أدركته الشيخوخة، واشتروا لي تلفونًا مليئًا بالأزرار، هذا زر للقاموس، وهذا زر للعمليات الحسابية، وهذا زر لتكييف الهواء، وهذا زر لخرط الملوخية، وهذا زر دورة المياه، وهذا للسيفون، وأعداد لا تنتهى من الأزرار، أما الكلام في التلفون فهو مشكلة المشكلات، الصوت بعيد جدًا من يريد الاتصال بي لابد أن يتوافر عنده صبر أيوب".