المقاومة الشعبية

أكدت "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية الأثنين، سيطرتها على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج وتحريرها بعد 18 يومًا من بدء حصارها، إثر هجوم كبير من محاور عدة وبدعم غارات كثيفة لطيران التحالف على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في القاعدة التي تقع على بعد 60 كلم شمال عدن.

وتعني السيطرة على القاعدة وطولها 20 كلم، تحكم القوات الحكومية في أهم مفترق طرق استراتيجي يربط بين محافظات عدن ولحج وتعز والضالع وتقطع الإمدادات العسكرية عن الحوثيين شمالًا من جهة تعز وتسهيل مهمة القضاء على جيوبهم الباقية في مناطق لحج والضواحي الشمالية لعدن.  وجاء سقوط القاعدة غداة خطاب لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي هوّن فيه من الهزيمة القاسية لأتباعه في عدن، معتبرًا استعادتها إنجازًا محدودًا لأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومين من التحالف، داعيًا أنصاره إلى مواصلة القتال والتوجه بكثافة إلى معسكرات التدريب.

 وتواصلت المعارك في أكثر من جبهة في مدينة تعز وسط أنباء عن قصف حوثي على أحياء المدينة وتقدم مستمر لمسلحي المقاومة والقوات الموالية للحكومة وغارات لطيران التحالف على مواقع الجماعة والقوات الموالية لها قرب المطار وشرق المدينة. كما أكدت مصادر المقاومة أن مسلحي القبائل صدوا هجومًا جديدًا للحوثيين في محيط مأرب وتمكنوا من قتل تسعة مسلحين في منطقة المخدرة شمال غرب المدينة بالتزامن مع سلسلة غارات لطيران التحالف استهدفت مخزنًا للسلاح في معسكر ماس الذي يسيطر عليه الحوثيون ودمرت آليات عسكرية.

وطاولت غارات أخرى الأثنين، مواقع مفترضة للحوثيين في محافظة الجوف وفي البيضاء والمناطق الحدودية في محافظتي حجة وصعدة، وقالت المصادر إن القصف استهدف تجمعات حوثية في مناطق الحصامة وشدا وحيدان وبني صياح وحرض والبقع وبكيل المير. وتمكنت المقاومة والقوات الحكومية من السيطرة على أجزاء كبيرة من "المدينة الخضراء" شمال عدن وهي آخر معاقلهم في الضواحي الشمالية، وأضافت أن مواجهات عنيفة دارت في مدينة الحوطة مع مسلحي الجماعة وتوقعت أن تتمكن القوات الحكومية من السيطرة على المدينة في الساعات القليلة المقبلة.

 ونفت مصادر الحوثيين الرسمية سقوط قاعدة العند وقالت إن قوات الجماعة صدت هجومًا للقوات الموالية لهادي على القاعدة من جهتي الجنوب الغربي والجنوب الشرقي كما صدت محاولة للتقدم في منطقة الحسيني وكبدتهم قتلى وجرحى ودمرت مدرعاتهم وأسرت تسعة مقاتلين.

وكانت مصادر عسكرية كشفت عن انتشار نحو 3 آلاف جندي مجهزين بعتاد عسكري كامل وآليات ثقيلة انتشروا في عدن ومحيطها لتأمينها بينهم المئات من القوات التابعة لدول التحالف، كما كشفت عن تزويد مسلحي المقاومة والقوات الحكومية بدبابات حديثة ومدرعات وناقلات جند وكاسحات ألغام مكنتهم من حسم معركة قاعدة العند. وتستعد المقاومة للسيطرة على زنجبار كبرى مدن محافظة أبين واستعادة معسكر اللواء 15 من الحوثيين والقوات الموالية لهم، في وقت تدور فيه المواجهات في مناطق مديرية لودر لاستعادتها وقطع إمدادات الحوثيين من جهة البيضاء شمالًا. ووجهت الحكومة الشرعية بتحويل مسار سفن المساعدات والوقود من ميناء الحديدة على البحر الأحمر إلى ميناء عدن الخاضع لسيطرتها في خطوة يُعتقد أنها ترمي لتضييق الخناق على الحوثيين.

وكشف مصدر في المقاومة لوسائل الإعلام الأثنين، أن القاعدة تخضع للتمشيط، تحسبًا لأية مفاجأة، مشيرًا إلى وجود أربعة ألوية مناوئة للشرعية داخل القاعدة، وعناصر لميليشيات الحوثي. وأكد تلقي المقاومة تعليمات مشددة بعدم مساس أسرى ميليشيات الحوثي وحلفائهم. وأفاد بأن عددًا من الأسرى تتم معاملتهم وفقًا للقوانين الدولية الخاصة بالتعامل مع أسرى الحرب. وواصلت المدفعية البرية ومروحيات الأباتشي السعودية قصف تجمعات لمسلحين يمنيين بالقرب من الحدود باتجاه محافظة الخوبة الحدودية السعودية.

وقصفت المروحيات الأثنين عشرات المتسللين الذين أطلقوا صواريخ كاتيوشا على قرى حدودية سعودية شمال محافظة الخوبة، ولم تسفر عن أية إصابات. وتوعد مسؤولو الحكومة المعترف بها دوليًا بأنهم سيواصلون العمليات العسكرية لتحرير كامل المناطق من قبضة الحوثيين المدعومين من إيران وصولًا إلى صنعاء واستعادة الشرعية والمضي في تنفيذ خطوات العملية الانتقالية التي انقلبت عليها الجماعة بالتحالف مع قادة عسكريين وزعماء قبليين موالين للرئيس السابق علي صالح. وطالب صالح الأثنين بمحاكمة الرئيس هادي بتهمة الخيانة لأنه طلب تدخلًا أجنبيًا في البلاد. وقال في تصريحات نشرها موقع "هافينغتون بوست": «لقد خان هادي الأمانة وتخلى عن المسؤولية التي ألقيت على كاهله واستدعى العدوان على شعبه ووطنه وأصبح اليوم خصمًا لكل اليمنيين».

وشدد نائب الرئيس اليمني خالد بحاح في أبوظبي على أهمية الدور الكبير لدولة الإمارات فى عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الامل من أجل دعم الشرعية في اليمن ونقل "عزاء ومواساة" الرئيس هادي والشعب اليمني إلى أسر شهداء الواجب من أبناء الإمارات الذين قتلوا ضمن القوات المشاركة في العملية العسكرية إلى جانب الشعب اليمني وحكومته الشرعية.