دمشق ـ ميس خليل
شملت حرب التصريحات في شأن الوضع في عين العرب "كوباني" غالبية المسؤولين الغربيين، والشرق أوسطيين، وآخرها الاتصال بين بوتين وأردوغان، واتفاقهما على محاربة "الإرهاب"، وتصريح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز أبادي بأنَّ هناك مؤامرة دولية للتضحية بأكراد كوباني لتبرير دخول بريّ للقوات التركية، وإنشاء مشروع المنطقة العازلة.
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد قد أكّد أنّ "من ﻻ يقف مع سورية في هذه المرحلة فهو يقف مع الإرهاب ومع داعش"، مشيرًا إلى أنّ "الادّعاءات باستخدام سورية الأسلحة الكيماوية هي نوع من الدعاية الرخيصة".
وميدانيًا، ما زال تنظيم "داعش" يتقدم في أحياء المدينة الشرقية والجنوبية، في ضوء حصار خانق للمقاومين، ونقص في المقاتلين والذخيرة، وما زالت القوات التركية تمنع الراغبين بالمشاركة في القتال من الأكراد من عبور الحدود، ودباباتها تقف على بعد كيلو متر واحد من الحدود الشمالية للمدينة، وتلعب دور المتفرج، دون إطلاق رصاصة واحدة على أرتال التنظيم المرئية بالعين المجردة، فيما لايغير قصف طائرات التحالف الدولي الانتقائي شيئًا من مجريات المعركة.
وفي دمشق، بعد سيطرة القوّات الحكوميّة على وادي عين ترما، وتدمير عدد من الأنفاق، تم فصل جبهة جوبر عن جبهة عين ترما، وقطع جميع طرق إمداد الفصائل عنها.
واستمر تقدّم القوّات الحكومية في حي جوبر، مع استخدام أسلحة ومدرعات حديثة لتدمير التحصينات وأنباء عن انسحاب بعض الفصائل، فيما أكّدت "جبهة النصرة" بقاء عناصرها في الحي، مما ينذر بقتال دموي حتى آخر رصاصة، كما هو معروف عن مقاتلي الجبهة.
وتقصف الطائرات الحربية حي جوبر بقنابل خاصة، بغية تدمير الأنفاق، ووصلت حصلية قتلى المعارك إلى 90 قتيلاً بين الطرفين في اليومين الماضيين.
وأعلنت مصادر طبية مقتل مواطنة جراء إصابتها بطلق ناري، في منطقة العباسيين وسط دمشق، ومقاتل من الكتائب الإسلامية اغتيل على يد مسلح مجهول في منطقة الحجر الأسود، جنوب العاصمة، واتهم نشطاء ومقاتلون تنظيم "داعش" باغتياله.
يأتي هذا فيما قتل 10 مواطنين بينهم 8 من الكتائب الإسلامية، ورجل وامرأة في مدينة الزبداني، التابعة لمحافظة ريف دمشق، جراء قصف القوات الحكوميّة، فيما شنّت الطائرات الحكوميّة غارات عدة على أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وقصفت مناطق في الأطراف الشرقية لمخيم خان الشيخ ومناطق أخرى في شارع نستله في خان الشيح.
وعلى محور دوما، تكثف القوات الحكومية من قصفها لتحصينات "جيش الإسلام"، في محيط تل الكردي، ومزارع الريحان، والنشابية شمال دوما.
وتحشد القوات الحكومية في منطقة مخيم الوافدين، القريب من دوما، وتبني تحصينات بعد أنباء عن نية "جيش الإسلام" اقتحام المنطقة، فيما تتعرض حرستا وعربين لقصف بصواريخ "أرض أرض"، وتمشيط بالرشاشات الثقيلة من طرف القوات الحكومية، لمنع تقدم مقاتلي "جيش الأمة"، و"جبهة النصرة"، وضرب خطوط إمدادهم، بينما يرد المقاتلون بقصف ضاحية الأسد بقذائف الـ"هاون"، ومحاولات قطع الأوتستراد الدولي عبر قنص السيارات.
وتناقصت حدة المعارك في القلمون، حيث تسيطر القوات الحكومية وعناصر "حزب الله" على كل القرى الحدودية، وتتوعد "جبهة النصرة" والفصائل الإسلامية بهجوم كبير، بعد مقتل قياديين كبيرين في كمائن أعدّها عناصر "حزب الله" اللبنانيّ لهما في مناطق جرود رنكوس.
وجنوبًا، في درعا لم تنجح عملية "ذات السلاسل" في إخراج القوات الحكومية من درعا المحطة، على الرغم من اتحاد 9 فصائل من "الجيش الحر" في هذا الهجوم، إذ ردت القوات الحكومية بقصف درعا البلد بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة، وأنباء عن ضحايا من المدنيين.
ويشهد ريف درعا المعركة الحقيقية بين فصائل "الجيش الحر" والقوّات الحكومية على محاور تل الحارة والصنمين وفي تلة زمرين و بلدة جدية.
وفي درعا، قُتِل 3 مواطنين بينهم مقاتل من الكتائب الإسلامية في اشتباكات، ورجل متأثرًا بإصابته في قصفٍ للقوات الحكوميّة على مناطق في ريف القنيطرة، ورجل آخر متأثرًا بجراح أصيب بها، السبت، جرّاء قصفٍ بالبراميل المتفجرة وسقوط صاروخ يُعتقد أنَّه من نوع أرض أرض على مناطق في بلدة الحارة.
وتعرضت مناطق في حي طريق السد في مدينة درعا إلى قصف من القوات الحكوميّة، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلاميّة والمدنيّة المعارضة من جهة أخرى، على أطراف الحي، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في درعا البلد، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما قصفت بعد منتصف ليل السبت، مناطق في بلدة إبطع.
ونفّذت الطائرات الحكوميّة الحربية، منذ منتصف ليل السبت - الأحد، ما لا يقل عن 54 غارة وقصفًا بالبراميل المتفجرة، استهدفت مناطق عدة في قر ى وبلدات ومدن سوريّة، فيما ارتفعت حصيلة القتلى في المعارك الدائرة بين جبهات عدة للجيش الحكوميّ ومسلحي "حزب الله" اللبنانيّ والأكراد من جهة، ومقاتلي "داعش" و"جبهة النصرة" والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، إلى 138 قتيلًا، بينهم مدنيون.
وقتل 3 مواطنين بينهم مقاتلان في اشتباكات مع قوات الحكوميّة والمسلحين الموالين في ريف حماة، ومسعف من بلدة كفرزيتا بقصف الطيران المروحي على مناطق في البلدة، وعلى مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة ومناطق أخرى في قرية عطشان في ريف حماة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حمص، قتِلت مواطنة متأثرةً بجراح أصيبت بها في وقت سابق إثر غارة للطيران الحربي على أماكن في مدينة خان شيخون، وطفل متأثرًا بجراح أصيب بها السبت، جراء قصفٍ جوي على مناطق في بلدة تلمنس، وقتل مقاتل من الكتائب متأثرًا بجراحه التي أصيب بها أثناء قصفٍ واشتباكات مع القوات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها في ريف حمص.
ووقع الحاكمان المشتركان للإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة، الأحد، قانون "مكافحة الإرهاب"، والذي أقرّه المجلس التشريعي للمقاطعة، في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي،والذي ينص في مادته الأولى على "تعريف الإرهاب هو كل فعل جرمي من فرد أو جماعة يهدف لنشر الذعر والرعب والفوضى، ويخل بالأمن العام، أو الأضرار بالأملاك العامة والخاصة باستخدام الأسلحة والمتفجرات أو الأسلحة الجرثومية والوبائية أو الكيميائية أو الحارقة، أو أي سلاح يحقق هذا الغرض".
وتضمنت المادة الثانية أنَّ "المنظمة الإرهابيّة هي كل جماعة مؤلفة من ثلاثة أشخاص أو أكثر تهدف ارتكاب أعمال إرهابية"، فيما بيّنت المادة الثالثة الأفعال الإرهابيّة على النحو التالي "من نظم أو ترأس أو تولى قيادة منظمة تهدف للعنف أو التهديد به، والذي يرمي إلى إشاعة الرعب بين المواطنين أو تعريض حياتهم وحرياتهم وأمنهم وممتلكاتهم للخطر أيًا كانت البواعث والأغراض تنفيذًا لمشروع إرهابي"، و"تقديم الدعم والتمويل والإرشاد والتدخل والاشتراك والمساهمة قولاً أوفعلاً بأي شكل من الأشكال في أي عمل من الأعمال الإرهابية"، و"إثارة الفتنة بين مكونات مجتمع مقاطعة الجزيرة أو حرب أهلية أو اقتتال طائفي وذلك بتسليح المواطنين أو حملهم على تسليح بعضهم ضد بعض بالتحريض أو بالتمويل"، و"الأعتداء بالأسلحة النارية أو أية أداة أخرى قاتلة على دوائر وحدات حماية الشعب، أو الأسايش، أو مراكز التطوع، أو الجهات الأمنية، أو على القطعات العسكرية الوطنية، أو طرق إمداداتها، أو خطوط اتصالاتها أو معسكراتها أو قواعدها"، و"الاعتداء بالأسلحة النارية على السفارات والهيئات الدبلوماسية في مقاطعة الجزيرة، وكذلك المؤسسات التابعة لها والمؤسسات والشركات والمنظمات الدولية الحكومية وذات الصفة المدنية العاملة في المقاطعة"، و"استخدام أجهزة متفجرة أو حارقة لإزهاق أرواح الناس وبث الرعب بين المواطنين وتدمير ممتلكاتهم بواسطة المتفجرات وزرع و تفخيخ آليات وأجسام أيًا كانت أشكالها والمواد الكيميائية السامة أو العوامل البيولوجية أو المواد النافذة أو المشعة".
هذا فضلاً عن "خطف أو تقييد حريات الأفراد واحتجازهم للابتزاز المالي لأغراض ذات طابع سياسي أو طائفي أو قومي، من شأنه تهديد الأمن والوحدة الوطنية والتعايش السلمي، بين المكونات في المقاطعة".
وأبرزت المادة الرابعة من القانون الأفعال التي تخل بأمن المقاطعة، وتعد أعمالاً إرهابيّة على النحو التالي "كل فعل من شأنه تهديد الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين المكونات في المقاطعة وسلامة المجتمع ويمس الأمن العام واستقرارها ويضعف قدرة جهاز حماية الشعب والأسايش في الدفاع والحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم ومؤسسات المقاطعة سواء بالاصطدام المسلح مع قوات المقاطعة أو أي شكل من الأشكال التي تخرج عن حرية الرأي والتعبير التي يكفلها القانون"، و"كل فعل يتضمن الشروع بالقوة والعنف لقلب نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية أو شكلها المقرر في ميثاق العقد الاجتماعي"، و"كل شروع في بناء أو تشكيل قوة عسكرية بغير تكليف من المجلس التنفيذي للمقاطعة"، و"كل من شرع في إثارة عصيان مسلح ضد سلطة الإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعة أو اشترك في مؤامرة أو عصابة تكونت لهذا الغرض".
فضلاً عن "كل فعل قام به شخص كان له سلطة الأمر على أفراد قوات حماية الشعب أو الأسايش وطلب إليهم أو كلفهم العمل على تعطيل أوامر السلطات الشرعية وفق ماهو مبين في ميثاق العقد الاجتماعي".
وأوضحت المادة الخامسة العقوبات، حيث نصت على "يعاقب المدعى عليه بالأشغال الشاقة الموقتة من عام إلى عشرين عامًا من ارتكب الجرائم الواردة في هذا القانون، وتشدد العقوبة إلى المؤبد في حال أدى الفعل إلى إزهاق الأرواح، ومصادرة المواد المضبوطة والأدوات الجرمية، ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للمجرم".
وأشارت المادة إلى أنّه "يحاكم المدعى عليه موقوفًا ولا يخلى سبيله، المنع من الإقامة في مقاطعة الجزيرة بعد تنفيذ الحكم بمقدار محكوميته وتجريده من الحقوق المدنية مدة العقوبة المنفذة نفسها، وتطبق أحكام قانون العقوبات العام في كل ما لم يرد به نص في هذا القانون".
وبيّنت المادة السادسة الأعذار المحلة والأسباب المخففة، حيث يعفى من العقوبات الواردة في هذا القانون كل من قام بإخبار السلطات المختصة قبل اكتشاف الجريمة أو عند التخطيط لها وساهم إخباره في القبض على الجناة أو حال دون تنفيذ العمل، ويعدّ سببًا مخففًا من العقوبة الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون للشخص إذا قدم معلومات بصورة طوعية لسلطات المختصة بعد وقوع أو اكتشاف الجريمة وقبل القبض عليه وأدت المعلومات إلى التمكن من القبض على المساهمين الآخرين.
وشنَّ الطيران الحربيّ ما لا يقل عن 41 غارة على مناطق في مسحرة ونبع الصخر في ريف القنيطرة، وكفرزيتا واللطامنة ومورك وسوحا في ريف حماة، ومنطقة التل الأحمر والحارة وتلتها في ريف درعا، وعربين وحمورية ودوما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وجوبر في محافظة دمشق، وأبو الضهور وسراقب والنقير ومعرشورين وبنش وبين بلدتي حاس وحيش، والعامودية ومعرة النعمان وتل النبي أيوب وجبل الأربعين في ريف إدلب.
وقصف الطيران المروحي بـ 13 برميلاً متفجرًا على الأقل، مناطق في بلدة سراقب التابعة لريف إدلب، وكفرزيتا ولطمين ومورك واللطامنة وجبل شحشبو في ريف حماة، وناحية كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي، ومدينة درعا.
وأسفرت غارات الطائرات الحكوميّة الحربية والقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي عن سقوط عدد من الجرحى والشهداء، إضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين.
ومن ناحية أخرى، كشفت المصادر مقتل ما لا يقل عن 36 مقاتلًا من تنظيم "داعش"، في الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة في مدينة عين العرب "كوباني"، كما أكدت مقتل 8 مقاتلين على الأقل، من وحدات حماية الشعب الكردي في الاشتباكات ذاتها، ومعلومات مؤكدة عن وجود المزيد من الخسائر البشرية في صفوف مقاتلي الوحدات الكردية.
وشنّت طائرات التحالف الدولي 15 غارة على مناطق في مدينة عين العرب "كوباني"، استهدف تجمعات لتنظيم "داعش" في الأطراف الجنوبية وفي الأحياء الشرقية للمدينة، كذلك تجدَّدت الاشتباكات المتقطعة وتبادل إطلاق نار بين قناصة تنظيم "داعش"، ووحدات حماية الشعب الكردي.
وفي محافظة إدلب، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في بلدة سراقب، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة خان شيخون، في الريف الجنوبي، كما قصفت قوات الحكوميّة مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري.
وأسفرت الاشتباكات مع القوّات الحكوميّة عن مقتل 6 مقاتلين من الكتائب الإسلامية مجهولي الهوية حتى اللحظة، إثر استهداف عربات وقصف على مناطق عدة بالطائرات الحربية والمروحية، ومقتل 16 من قوات الدفاع الوطني، واللجان الشعبية، والمسلحين الموالين للحكومة من الجنسية السورية، وذلك إثر اشتباكات واستهداف حواجزهم وتفجير عبوات ناسفة بآلياتهم في مدن وبلدات وقرى سورية.
وقتل 12 سوريًا، بينهم 9 مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة في اشتباكات مع القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها في مدينة حلب وأطرافها، إضافة إلى مقتل مواطنين جراء سقوط قذائف "هاون" أطلقتها كتائب معارضة على مناطق في حي الميدان، مشيرًا إلى العثور على جثة لرجل مقتول في حريتان في ريف حلب الشمالي.
وقتل ما لا يقل عن 24 جنديًا من القوات الحكوميّة، إثر اشتباكات مع تنظيم "داعش" والكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة" وجيش "المهاجرين والأنصار"، واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية في محافظات عدة، بينما قُتِل 11 مقاتلًا من جبهة "أنصار الدين" وجبهة "النصرة" وتنظيم "داعش" من جنسيات غير سورية في قصف من الطائرات الحربية والمروحية، واشتباكات مع القوات الحكوميّة والقوات الموالية لها، في محافظات ريف دمشق وحلب والرقة والبادية السورية.
وقتل 3 عناصر من المسلحين الموالين للحكومة من جنسيات عربية وآسيوية من الطائفة الشيعية، أثناء اشتباكات مع "جبهة النصرة" والكتائب الإسلامية والمدنيّة المعارضة، إضافة إلى مقتل عنصرين على الأقل من "حزب الله" اللبناني في الاشتباكات ذاتها.