لندن - كاتيا حداد
اتهم جد الصبي الملقب بالجهادي جون الصغير، تنظيم "داعش" باستخدام الطفل كدرع، وتوسل لعودته بسلام إلى بريطانيا، فيما ظهر الصبي عيسى دار في شريط فيديو جديد يهدد بقتل الكفار على حد تعبيره، وهو الفيديو نفسه الذي يصور إعدام خمسة رجال من مدينة الرقَّة متهمين بالتجسس لصالح بريطانيا، وكانت أمه خديجة اعتنقت الإسلام عندما كانت مراهقة، وكانت تسكن مع عائلتها في جنوب شرقي لندن، ولكنها فرت إلى سورية مع ابنها قبل ثلاث سنوات.
وعبّر جد الطفل هنري دار متحدثًا للقناة البريطانية الرابعة عن اشمئزازه من ممارسات تنظيم "داعش"، وأعلن "انه حفيدي، لا أستطيع التبرؤ منه، وأحث ابنتي على العودة الى بريطانيا وتسليم نفسها، فلقد جلبت العار لنا بما فيه الكفاية."
وأخبرته ابنته قبل هروبها أنها ذاهبة الى مصر للدراسة لمدة عامين، وذهبت بدل ذلك الى سورية، وأكد أن حفيده لا يعرف ولا يملك فكرة عما كان يقوله أثناء الفيديو، فهو تحت سن الخامسة، ويتصرف كما يقال له، وهو وأمه تحت تأثير "داعش".
وأضاف " يستخدمون طفل صغير للدعاية الاعلامية، يستخدمونه كدرع".
وأشار إلى أنه بلغ الشرطة عن ابنته في ثلاث مناسبات سابقة قبل مغادرتها الى سورية، بسبب تصرفاتها الغريبة، ولكنهم أطلقوا سراحها لأنها فوق الثامنة عشرة، ويمكنها أن تفعل ما يحلو لها.
وعندما سئل عن علاقته بابنته وعائلتها قال " لم أكن أريد أي صلة معهم، كنت أشعر بالخيبة من تصرفاتها، فقد كانت مسيحية وتحولت عن دينها وقررت أن تصبح مسلمة فجأة".
وكانت آخر مرة رأى الرجل فيها حفيده قبل سنتين او ثلاثة عندما غادرت ابنته الى سورية، وتفاجأ كثيرًا عندما رآه في الفيديو، وانتقد السلطات بسبب عدم عملها لضمان سلامة الطفل، ويظهر شريط الفيديو اعدام مقاتلي "داعش" لخمسة أشخاص يتهمونهم بالتجسس لصالح بريطانيا، وتظهر معظم اللقطات رجلا ملثما يشهر مسدسه، ويصف رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بالمعتوه، بسبب الضربات الجوية البريطانية ضد التنظيم في سورية.
ويتحدث الرجل بلكنة بريطانية في محاولة لمحاكاة اسلوب الجهادي جون محمد اموازي الذي قتل في غارة أميركية لطائرة من دون طيار في سورية في تشرين الثاني/نوفمبر، وجاءت تقارير غير مؤكدة أن الرجل الملثم هو بريطاني هندوسي من شمالي لندن اعتنق الاسلام، وأصبح متطرفا، وأطلق على نفسه اسم ابو روميظة.
ويعتقد أن خديجة دار تعرفت على الأفكار المتطرفة على الانترنت، ثم بدأت بالتردد على مركز لويشام الاسلامي، وقالت أمها فيكتوريا إنها غيرت اسمها من غريس الى خديجة بعد ان بدأت التردد على المسجد، وتقول أمها " ما زلت أناديها باسم غريس، وأريدها أن تعود الى حياتي، انها طفلتي الوحيدة ولا أريد لأي مكروه ان يحدث لها." وولدت غراس في لندن في عام 1991، وذهبت الى سورية في عام 2012، وتزوجت برجل سويدي معروف باسم أبو بكر، قتل في المعارك هناك.
وتستخدم خديجة وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها، وأبدت شماتتها في وقت سابق في قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي، وأرادت أن تكون أول امرأة بريطانية تقتل رهينة لدى التنظيم.
وأوضحت والدتها " لقد كانت ابنتي تحب الكنيسة، وتذهب اليها باستمرار، وكانت تقرأ في الانجيل، وتصلي وتدعو".
وأكّد مكتب رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بعد عرض الفيديو أنه يظهر أن التنظيم يخضع لضغط شديد بعد أن خسر مواقعه في العراق، وأن الفيديو يعكس همجية ووحشية التنظيم المتطرف، وأدوات الداعية التي يستخدمها.
وكشفت شرطة سكوتلانديارد أن أكثر من 30 طفلا بريطانيا أصبحوا قضايا في محكمة الأسرة بسبب مخاوف من التطرف، وأكد أحد كبار ضباط مكافحة "الارهاب" أن بعضًا من هؤلاء الأطفال كانوا صغارا جدا، وتتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاثة وتصل الى 16 و 17 عامًا