القاهرة - أكرم علي
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن خطر التطرف الاعمى يهدد بلدانًا متعددة لاسيما فى المنطقة العربية، ويسأل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف الى سدة الحكم قبل ان يلفظه الشعب المصري ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصري ونجاحه في تجاوز محطات عدة سعى المتطرفون خلالها الى خطف مصر وجرها الى حيث لايريد المصريون.
وشدد شكري خلال كلمة مصر في اجتماع باريس، اليوم الاثنين، على دعم العراق فى مواجهة داعش، قائلا " إنه هدف عاجل يتعين ان تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له في الفكر والاهداف الظلامية، ولاسيما في دولة مثل ليبيا اصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهي امور تستحق من المجتمع الدولي الاهتمام نفسه لا سيما أن ذلك التيار المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد اطرافها يد العون لبعضها اينما كانت".
ودعا شكري الدول المساركة في اجتماع باريس إلى المواجهة الشاملة مع هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة واحدة تسعى لجر الجميع الى الخلف، وقال "قد وصلنا لمرحلة ادراكنا فيها ان الفكر المتطرف لايمكن التفاوض معه وصولًا إلى حلول وسط، أو التهاون مع دول تسعى لتوظيفه تحقيقًا لاهداف خاصة، فالامر عاجل والتهديد خطير ولا يصح أن نخاطر بمستقبل شعوبنا عبر مواءمات لاطائل منها، تفسح المجال للتطرف وتوفر لها هوامش جديدة للحركة والتأثير، كما أن هذا التهديد يستوجب علينا ونحن نجتمع هنا ان تكون رؤيتنا واضحة إزاء أهمية تضامنا فى العمل وتعضيد قدراتنا مجتمعة ومنفردة لمقاومة هذا الخطر والقضاء عليه وادارك ان انصاف الحلول لن تؤدى إلا الى تفاقم الخطر".
وأكد شكري أنه لا يمكن اغفال التعامل الفعال مع هذه الظاهر البغيضة تقتضى التعامل مع كافة الابعاد السياسية والثقافية التى أسهمت فى انتشارها فالتعامل الأمنى والعسكرى وحده لن يكفى، كما أنه من الأهمية تجنيب مصادر تمويل التنظيمات المتطرلفة
واعتبر شكري الاجتماع ضمن سلسة خطوات تهدف لبناء موقف دولى للتعامل بشكل عاجل مع تحد يتمثل فى كيفية إعادة العراق صاحب دور بالغ الأهمية فى استقرار وتوازن العالم العربى إلى وضع يسمح له باستئناف دوره بين الأمم وتحقيق الازدهار لشعبه بكافة مكوناته بعد أن مر بهزات متتالية على مدى ربع قرن من الزمان أدت إلى إضعافه وتغلغل قوى التطرف داخله وانتشارها فى أرجائه.
ودعا شكري إلى استكمال تشكيل الحكومة العراقية لكي تضطلع بدورها في بناء دولة تحتضن جميع العراقيين معزز بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكي تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الصدد.