وزير الخارجية سامح شكري

حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، من خطورة التطرف الذي يهدد الجميع انطلاقًا من المنطقة العربية بما يمثله ذلك من تضاد صارخ مع مفهوم الدولة الحديثة لصالح أيديولوجيات متطرفة تختبئ وراء الشعارات الدينية كوسيلة لارتكاب انتهاكات وحشية ضد كل من هو مختلف، مؤكدا ضرورة عدم إغفال الأبعاد السياسية والثقافية التي أسهمت في انتشار التطرف على النحو الذى يتعين معه على المجتمع الدولي أن يدرك عدم جدوى الاستناد الى منطق الاحتواء وأنصاف الحلول مع مثل هذا الفكر المتطرف.

وأوضح شكري في كلمته خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول الأوضاع في العراق، أن هذا الاجتماع إنما يعد استمراراً للاجتماعات المتعددة التي عقدت مؤخراً من أجل الإعداد لتنسيق مشترك يهدف الى استعادة الأمن والاستقرار في العراق وما يستلزمه ذلك من حشد دولي قادر على التصدي للخطر المشترك الذي تمثله هذه التنظيمات المتطرفة في العراق بشكل خاص والمنطقة تمهيداً لاستئصال هذه الآفة الخطيرة من منطقتنا ومعالجة الانقسام المذهبي الذي ساد ما يزيد على عقد من الزمان في منطقة الشرق العربي بشكل خاص، مؤكداً على خصوصية هذا الاجتماع كونه يعكس الإرادة الدولية وقدرا من التنسيق يشمل جميع أركان النظام الدولي، فضلا عن القوى الإقليمية المعنية بشكل أساسي بالأزمة العراقية وهو التنسيق الذي تأمل مصر في استمراره وتكثيفه حفاظا على الزخم والتوافق والإجماع لهذه المواجهة التي قد يطول أمدها.

وأعاد شكري في كلمته التأكيد على ثوابت الموقف المصري من أمن العراق وهو ما يتطلب تضافر كل الجهود في سبيل إحياء مفهوم الدولة الوطنية البعيدة عن الاصطفاف السياسي او الطائفي أو الإقليمي، مشيراً في هذا الصدد إلى تعويل مصر على وفاء الحكومة العراقية بمقتضيات الوفاق الداخلي والتمثيل العادل لمختلف المكونات الوطنية العراقية ليتثنى لها التضامن في مواجهة مخاطر الإرهاب ودحر سيناريوهات التقسيم، مؤكداً أن مصر من جانبها ملتزمة بتوفير الدعم المناسب لدولة العراق والتعاون من أجل القضاء على تنظيم داعش وكل التنظيمات المتطرفة في كل أرجاء العالم.

والتقي وزير الخارجية عقب الاجتماع كلًا من وكيل سكرتير عام الامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ومع وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة ومدير معهد السلام الدولي تيري لارسن حيث تشاور معهما حول عدد من القضايا الهامة في الشرق الاوسط وعلى رأسها تطورت القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق وليبيا، فضلا عن سبل مكافحة التطرف العالمي.

واستعرض شكري خلال اللقاءين الجهود المصرية الخاصة باستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ، كما استعرض الرؤية المصرية للأوضاع في ليبيا والمبادرة المصرية التي تبنتها دول الجوار الجغرافي لليبيا لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا ونتائج مؤتمر "مدريد" في هذا الشأن، فضلا عن مسار الأزمة السورية وأهمية الحل السياسي لها بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحافظ علي وحدة الدولة السورية، والأوضاع في العراق وأهمية دعم توجهات الحكومة العراقية الجديدة لبناء توافق وطني بما يسمح بتكاتف كل القوي العراقية في مواجهة التنظيمات المتطرفة ومخططات تقسيم الدولة، ونتائج اجتماعي جدة وباريس في هذا الشأن.

وأضاف أن اللقاء تناول ظاهرة التطرف وأهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمواجهتها ويقضي علي خطورة التنظيمات المتطرفة المنتشرة في المنطقة، مشددا علي أهمية وجود رؤية شاملة للتعامل مع هذا الخطر بما يضمن نجاح جهود مكافحته.