رام الله/ القاهرة – دانا عوض/ اكرم علي
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت بأن مصر ستوجه دعوة جديدة للوفد الفلسطيني المفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة لزيارة القاهرة لبحث تهدئة طويلة الأمد في القطاع.
عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، اجتماعًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار على قطاع غزة.
وبيّن عباس ، في مؤتمر صحفي بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة عقب لقائه السيسي ، "يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياته من أجل وقف نزيف الدماء ثم بعد ذلك نبحث في الأسباب" .
وأشار عباس إلى أن مصر هي التي سترعى أي مفاوضات لبحث تهدئة طويلة في غزة، وقال “لا بد من طرح الحل النهائي للقضية الفلسطينية بشكل عاجل".
وأوضحت المصادر الفلسطينية بأن جلسة المباحثات تناولت عددًا من المواضيع التي تهم البلدين وفي مقدمتها الجهود التي تبذلها القيادتين الفلسطينية والمصرية لوقف إطلاق النار في غزة استنادًا إلى المبادرة المصرية، بالإضافة الى رفع الحصار المفروض على القطاع، وعقد مؤتمر دولي لإعمار ما دمره الاحتلال.
ووفق مصادر فلسطينية فإن جلسة المباحثات الموسعة بمشاركة وفدين فلسطيني ومصري عقدت في مقر رئاسة الجمهورية المصرية في حي مصر الجديدة شمال شرق القاهرة، ثم تلاها اجتماع منفرد جمع الرئيسين عباس والسيسي.
وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وصالح رأفت، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، وسفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي.
وحضره من الجانب المصري عدد من كبار المسؤولين من بينهم وزير الخارجية سامح شكري، والمُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوي.
وقال السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي قبيل بدء جلسة المباحثات، إن لقاء عباس مع السيسي يكتسب أهمية خاصة نظرًا لتطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار العدوان على غزة، والتطورات المتلاحقة بعد اختراق إسرائيل للهدنة وعدم التزامها بوقف إطلاق النار وتعنتها ومماطلتها خلال المحادثات غير المباشرة.
وتابع الشوبكي: إن لقاء الرئيسين يتناول الجهود الدولية المطلوبة لتوفير حماية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة في ضوء نتائج زيارة الوفد العربي إلى سويسرا، بالإضافة الى موضوع إعادة إعمار قطاع غزة بعد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتوقع الشوبكي، أن يتغير الموقف بشأن المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، عقب لقاء عباس والسيسي، مؤكدًا "نأمل أن يجرى شيئا جديدا فيما يتعلق بتهدئة تسمح بوقف إطلاق النار، يتبعها استئناف المفاوضات غير المباشرة عقب لقاء الرئيسين الفلسطيني والمصري، وهذا ما أتوقعه".
وأشار الشوبكي إلى إصرار عباس خلال لقائه وفد من الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية الليلة الماضية في مصر عقب لقاء قيادات حماس في الدوحة، على استئناف المفاوضات للوصول لوقف إطلاق نار في غزة وقال "الرئيس محمود عباس أبلغ عدد من القيادات بمختلف الفصائل الفلسطينية بالعاصمة القاهرة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، أنه لن يسمح لأحد أن يماطل في موضوع المفاوضات للحد الذي يتعلق بدماء الفلسطينيين".
وحسب الشوبكي، فإن عباس أعرب عن غضبه، أمس، بشأن "تأخير الوصول لتهدئة طويلة تؤدي إلى إنهاء الحصار ووقف العدوان وفتح باب لإعمار غزة، والتوصل إلى مسار سياسي يؤدي إلى حماية الشعب الفلسطيني".
وأوضح السفير الفلسطيني أن "الحديث كان واضحًا، خلال لقاء أمس؛ وهو أن المبادرة المصرية هي الوحيدة المطروحة حتى الآن، ولا يوجد بديل عن مصر في رعاية المفاوضات"، وتابع: "قال الرئيس عباس أيضا: نحن ننتظر أي دعوة جديدة من الإخوة المصريين، ونحن موجودون في لقاهرة من أجل إنجاح هذه المبادرة، خصوصا أن كل تأخير يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان".
وأضاف أن عباس "يجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة في قطاع غزة، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث تذهب جميع الجهود في اتجاه انجاح التوصل إلى تهدئة".