قوات الجيش

أوضحت مصادر عسكرية متابعة لمصر لما يحدث في ليبيا خصوصًا بعد أن تدهورت الأوضاع هناك سبب المليشيات المسلحة،أنّ مصرتتعاون مع حكام المنطقة العربية للحفاظ على الأمن القومى لها وضمان عمقها الإستراتيجى في الاتجاهات، ونحن نتابع الأوضاع الملتهبه في البلاد التي تتأخم حدودها والاراضي المصرية سواء كانت " ليبيا ، فلسطين"، كذا تتابع الأوضاع في البلدان التي تعاني أوضاع امنية وفوضى والتي تمثل إلى مصر أيضًا عمق استراتيجى ويجب الحفاظ عليها مثل "سوريا ، العراق".

وشددت المصادر على أنّ مصر لن تنجرف وراء الصراعات الداخلية للبلاد إيمانًا منها بسيادة هذه الدول، فضلا عن كونها لن تتحمل فاتورة الدخول عسكريًا في أي بلد مجاورة خصوصًا أنّ القوات المسلحة المصرية مسؤولة عن توفير الأمان الداخلي نظرًا لإنتشار التطرف على اراضيها.

وأشار إلى أنّ قوات الجيش تتولى مهام تأمين الجبهه الداخلية من الجماعات المسلحة التي تحاول بلبلة الشارع المصري، لكن لا توجد نية لأي تدخل عسكري في أي بلد مهما كانت الظروف إلا في حالة رد الإعتداء المسلح المباشر الذي يهدد مصر.

وأضاف "لن نقوم بأي تدخل عسكري في الدول المجاورة وأولوية نشر جنودنا ستكون داخل الأراضي المصرية لحمايته من أي صراعات متوقعة خصوصًا وأنّ مخاطر التربص بالحدود باتت واضحة ولا تحتمل النقاش.

تأتى هذه التصريحات بالتزامن مع تطوير القوات المسلحة خطة انتشار موسعة في مدن ومحافظات والمناطق الحدودية الغربية، خصوصًا بعد أن كشفت التحريات الأمنية عن محاولة مجموعات تكفيرية، تشكيل بؤر لها هناك، على غرار ما يحدث في سيناء، وستعتمد هذه الخطة على نشر قوات إضافية من الصاعقة ورجال الانتشار السريع المحمولين جوًا، علاوة على تكثيف أعداد الأكمنة ودوريات الشرطة العسكرية المتحركة والثابتة، وكذلك الاعتماد بشكل كبير على "قصاصي الأثر" لتعقب التكفيريين، وكذلك تكثيف الطلعات الجوية للقيام بعمليات تمشيط مستمرة لتلك المناطق.

وأوضح المحلل العسكري، اللواء أحمد عبدالحليم، خطورة تدخل مصر عسكريًا في ليبيا مضيفًا "أنّ الصراع في ليبيا الآن قائم بين القبائل التي تحاول تفرض هيمنتها على مناطق نفوذها وبين ميليشات مسلحة جاءت إلى ليبيا للحصول على مخطط فشلوا في تنفيذه في دول آخرى وهو تحقيق حلم الخلافة الإسلامي، بما يعنى أنّ ما يحدث هناك شأن أمني داخلي".

ولفت إلى أنّ القوات المسلحة المصرية منوطة فقط بحفظ الامن الداخلى للبلاد والتصدي لكل محاولات الإضرار بالأمن القومي المصري، كذلك لن تسمح بتهديدات لها على الحدود، لكن في حال اقتراب هذه التنظيمات المسلحة إلى داخل الأراضي المصرية ستكون منطقة تواجدهم هى المقبرة الجماعية التي تأويهم جميعًا.

و أشار الباحث محمد إبراهيم، إلى زيارة قام بها رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، اللواء ركن عبدالسلام العبيدي، بزيارة إلى المنطقة العسكرية طبرق إلى حدود ليبيا مع مصر لتفقد الأوضاع الخاصة بالتأمين هناك  لافتًا إلى زيارة العبيدي شملت عددًا من الكتائب والوحدات العسكرية المتمركزة في المنطقة الحدودية، كما شملت الشريط الحدودي بين ليبيا ومصر والتي تأتي تنفيذًا للخطط المشتركة المتفق عليها بين الحكومتين الليبية والمصرية لمكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية والتعاون الأمني بين البلدين.

وتابع "هذه الجولات العسكرية داخل ليبيا تعكس يقظة أبناء الجيش الليبيى واهتمامهم بحماية أراضيهم وهو ما نعمل على استمراره بشكل كامل ودعمه حتى يتم تأمين الجبهه الداخلية في مصر.

وشددّ أنّ وحدات  اللواء المتقاعد خليفة حفتر ووحدات خاصة من الجيش الليبي تقود معارك ضد الميليشيات الإسلامية المتشدّدة في شرق البلاد، والهدف منها هو تطهير ليبيا من المليشيات المسلحة والنتيجة حتى الآن مرضية خصوصًا بعد أن استعادت قوات الجيش الليبيى مواقع هامة داخل العاصمة الليبية طرابلس وعلى رأسهم المطار الجوي.

وذكر مصدر سيادى مسؤول أنّ التنسيقات مستمرة بين مصر ودول الجوار للحفاظ على أمن مصر وعمقها الاستراتيجى في الدول المختلفة، معلنًا أنّ مصر معنية بحماية أمن المنطقة بأكملها  بحكم المكانه العسكرية والتاريخية لها.

وأكد أنّ صور التعاون والتنسيق بين مصر ودول الجوار تعمل في أكثر من اتجاه لكن الأساس فيها هو "التنسيق المعلوماتي"، رافضًا الإفصاح بشكل مباشر عن أي تكوين للجان عسكرية مصرية تساند نظيرتها الجزائرية خلال الفترة المقبلة.

يذكر أنّ الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أوضح  خلال مؤتمر سابق عقد قبل شهرين في قصر الإتحادية في حضور رئيس الوزراء الإيطإلى ماتيو رينزى قبل يومين، أنّ مصر تتابع الوضع الأمني في ليبيا بشكل دقيق والقراءات المصرية للمشهد تعمل حساب كل التطورات، لافتا إلى أنّ مصر مستعدة تحارب في السماء والأرض لحماية مصر شعبًا وأرضًا.

ودعا في الوقت نفسه إلى ضرورة استغلال الوقت لإيجاد حل عاجل للأوضاع الراهنة في ليبيا،ذلك لأنّ المجتمع الأوروبي عقب تدخله في ليبيا عليه التزامات أخلاقية وإنسانية وأمنية اتجاه الموقف في ليبيا، مشيرًا إلى أنً رئيس الوزراء الإيطالي توافق على ضرورة وقف العنف المتبادل بين المليشيات المسلحة في ليبيا، وأنّ المباحثات تناولت أيضاً ملف التطرف، وأهمية وجود استراتيجية عالمية لمواجهة التطرف وتطوره في المنطقة، كما تناولت سبل دعم العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.