القاهرة - محمود حساني
أدان مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، سلسلة العمليات المتطرفة التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس، والتي أسفرت عن مقتل 140 مواطنًا، ومئات الجرحى، مبينًا أنه حذر في تقرير صادر عنه في وقت سابق من خطورة الخلايا النائمة لتنظيم "داعش " في الغرب، واستغلاله لموجات المهاجرين السوريين في توثيق الصلات وترتيب العمليات الإجرامية التي يستهدف فيها الدول والمجتمعات الغربية.
وأكد المرصد في بيان له السبت، أن تحذيره من خطورة إستراتيجية التنظيم في الدول الغربية، نابع من إدراكه لخطورة زرع الخلايا النائمة المستعدة لتنفيذ العلميات التي تكلف بها في أي وقت، بالإضافة إلى رصد قيام شخصيات دينية متطرفة باستغلال أزمة المهاجرين في استقطاب عناصر جديدة وتجنيدها لتنفيذ عمليات التنظيم في الغرب.
وتابع مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، أن تنظيم "داعش" أصدر بيانًا رسميًا في وقت سابق، دعا فيه أنصاره ممن لا يستطيعون الانضمام إليه للبقاء في أماكنهم استعداد لتنفيذ علميات في دولهم وبين مجتمعاتهم، تطبيقًا لما سموه "المعروف والنصرة، وتطبيقًا لشريعة الولاء والبراء" على حد زعمهم، وهو ما حذر منه المرصد في حينه، ودعا الدول والمجتمعات الأوروبية إلى التعاطي بإيجابية مع أزمات الجاليات المسلمة في الغرب لقطع الطريق أمام التنظيم ومنعه من استغلال أحداث الإساءة إلى الإسلام ورسوله الكريم في استقطاب عناصر جديدة واستخدامها في تنفيذ عمليات متطرفة بدعوى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة الدين.
وشدد على ضرورة التكاتف وتوحيد الجهود لمواجهة التهديد الأكبر للعالم أجمع، وهو التطرف، وعدم الاكتفاء بإغلاق الحدود وتأمين الداخل، فالتجارب العملية أثبتت أنه لا يمكن أن تنعم الدول بالأمن والاستقرار مادام لدى التنظيمات التكفيرية والمتطرفة مناطق سيطرة وإمداد بشرى من مختلف دول العالم، وأحداث العراق ولبنان وأخيرًا فرنسا خير دليل على ذلك.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة وقوية لمواجهة تنظيم "داعش" في مختلف مناطق سيطرته، والتعاون مع دول الجوار الإقليمي بشكل تام للقضاء على هذا الخطر المحدق.
وطالب مرصد الإفتاء السلطات الفرنسية باتخاذ كل التدابير الأمنية لحماية الجالية المسلمة في فرنسا ضد أية اعتداءات متوقعة قد تحدث نتيجة إلقاء التهمة على المسلمين دون تحري، مثلما حدث في الولايات المتحدة بعد أحداث "11 سبتمبر".