رام الله – وليد أبوسرحان
أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، الإثنين، تنصل الاحتلال الإسرائيلي، من تفاهمات وقف إطلاق النار على غزة، بسبب الرعاية المصرية لذلك الاتفاق، الذي جرى التوقيع عليه، في آب/أغسطس الماضي.
وأضاف مشعل "تجربتنا أنَّ مجمل جولات التهدئة التي أجريناها عبر الوسيط المصري في الأعوام السابقة كانت تشهد تذبذبًا في الالتزام، وسرعان ما يتنصل الاحتلال منها بعد الأسابيع الأولى لها، عبر محاولته فرض قواعد النار واللعب على طريقته، ولكن حماس أثبتت أنَّ يدها دائمًا على الزناد، وأنها لا تتخلى عن خياراتها وحقوقها وإن صبرت لحظة على بعض التجاوزات".
وشدّد على أنَّ "حركته لا تريد فتح حرب جديدة مع إسرائيل"، مشيرًا إلى أنَّ "كل الحروب السابقة فرضت على حماس ولم تبادر إليها"، ومؤكدًا أنَّ "حركته لا تفرط بحقوق الشعب الفلسطيني، مهما كلف ذلك من ثمن، نحن مستعدون للدفاع عن شعبنا كما حصل من قبل في محطات الحروب الثلاث الماضية، وما بينها من معارك تصعيد متكررة".
وأبرز مشعل، في تصريح صحافي، "نحن اليوم في محطة بعد العدوان الأخير ربما هناك تغيرات في المنطقة تغري العدو بكثير من التنصل، وقد جاءت ظروف حالت دون استئناف الجولة الثانية، وبالتالي العدو بطبعه موغل في الخديعة والتنصل وعدم الوفاء بالعهود، ولكن حماس تتصرف بطريقتين، الأولى متابعة استحقاقات التهدئة، ودعوة الوسيط المصري لمتابعة ذلك مع الاحتلال، ولو لم تحدث لقاءات في الوقت الراهن فإن هذا لا يعفي العدو ونطالب الوسيط بالضغط عليه للالتزام".
وتابع "ينبغي التأكيد عندما نقول أنَّ خياراتنا مفتوحة لا أعني أبدًا أننا ننوي أو نستسهل أو نسعى لفتح حرب جديدة، فالحروب السابقة فرضت علينا ولم نخترها، وخياراتنا مفتوحة لأن نسعى في تحقيق مطالبنا، وإن اعتديّ علينا ندافع عن أنفسنا، وهذا قانون قديم عندنا وليس بالجديد، لكن غزة لها شكل من أشكال المقاومة، والضفة لها شكل، ولدينا مطالب، وهذه هي رؤيتنا باختصار، كي لا يبدو أنَّ حماس تستغل فتح جبهة جديدة، فنحن نقدر ظروف وجراح غزة لكن هذا لا يدفعنا للاستسلام".
وعلى الصعيد الداخلي، بيّن مشعل، أنَّ مشهد المصالحة الفلسطينية غير مرض، ومتعثر لكن لا قطيعة مع حركة "فتح"، مضيفًا "هو شيء مؤلم ومؤسف وينبغي أنَّ يستفزنا، وأن يشكل تحديًا لنا، لأنه ليس موضوعًا هامشيًا، والإقرار بالمشكلة ضروري لدفعنا إلى العلاج وإنقاذ الموقف".
وأردف "لكن في ضوء هذه الحقيقة المؤلمة أريد أن أناقش العامل الداخلي فقط، بمعنى كلنا نعلم أنَّ العامل الخارجي أساسي في إفشال المصالحة، ووضع العراقيل أمامها، والرغبة في بقائنا في مربع الانقسام، فالعامل الإسرائيلي وشروط الرباعية والتدخلات الخارجية والدولية وللأسف بعضها إقليمي، دائمًا لا تغيب، وهي حاضرة، وتعمل في معظمها بما يعاكس المصلحة الفلسطينية، لكن ثمة قوى معنية بإفشالنا سواء في المعركة النضالية أو ترتيب البيت الداخلي".
وفي شأن العامل الداخلي، أكّد مشعل "لا توجد قطيعة مع فتح، فهي شريكة لحماس في النضال والحياة السياسية الفلسطينية، نعم نحن مختلفون في جملة من القضايا، لكننا حريصون على العلاقات المشتركة، والتواصل والعمل المشترك، فهي اللغة التي ينبغي أن تسود بيننا، ونحن حريصون على مغادرة التوتر سريعًا".
واستطرد "نحن مسؤوليتنا أن نمنع العرقلة، والأسباب الداخلية النابعة من ذواتنا، والتي تحول دون نجاح المصالحة، فإما أنَّ نقبل الشراكة معًا أو لا نقبل، والخطأ القاتل أن يظن أي طرف من أطراف الساحة الفلسطينية، أنه يستطيع الانفراد بالقرار، لسابق تاريخه أو قدراته وإمكاناته، فهذا ظن خاطئ".