غزة – محمد حبيب، رام الله وليد أبو سرحان
وافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر، صباح الثلاثاء، على المبادرة المصريّة، دون شروط، وأعلن عن أنّه سيوقف إطلاق النار في تمام الساعة التاسعة، فيما أكّدت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنّه لم تتوجه إليها أيّة جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار، واصفة هذه المبادرة بـ"مبادرة ركوع وخنوع".
وأبرزت القناة الثانية أنَّ "إسرائيل تعلن موافقتها على عدم القيام بأيّة عمليات قصف في قطاع غزة، من التاسعة، بناءً على المبادرة المصريّة".
وأضافت القسام، في بيان عسكري صادر عنها بشأن مبادرة وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي "يتداول في وسائل الإعلام أحاديث ونصوص عن مبادرةٍ لوقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو، وإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام توضيحاً لأبناء شعبنا، ومنعاً لحدوث البلبلة، نؤكّد أنه لم تتوجه إلينا في كتائب القسام أيّة جهةٍ رسميةٍ أو غير رسميةٍ، بما ورد في هذه المبادرة المزعومة".
وتابعت "إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوعٍ وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".
وأردفت "إن معركتنا مع العدو مستمرةٌ، وستزداد ضراوةً وشدةً، وسنكون الأوفياء لدماء شهداء معركة (العصف المأكول) الأبرياء، وشهداء شعبنا كافة، وإننا نعد شعبنا أنَّ هذه الدماء والتضحيات لن تضيع سدىً، ولن يجهضها أحدٌ كائناً من كان في هذا العالم".
وكانت مصر قد أطلقت مبادرة لـ"وقف العدوان على الشعب الفلسطيني"، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وأوضحت الخارجية المصرية أنَّ "المبادرة تأتي استكمالاً للجهود المكثفة والاتصالات المستمرة التي تجريها مصر على أعلى مستوى، على مدار الأسبوعين الماضيين مع مختلف الأطراف المعنية والإقليمية والدولية، وانطلاقًا من مسؤولياتها تجاه أشقائها الفلسطينيين، وحقنًا لدمائهم، والحيلولة دون تصاعد أعداد الشهداء والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية".
وجاء في نص المبادرة أنّه "استكمالاً للجهود المكثفة والاتصالات المستمرة التي تجريها مصر على أعلى مستوى، على مدار الأسبوعين الماضيين، مع مختلف الأطراف المعنية والإقليمية والدولية، وانطلاقًا من مسؤولياتها تجاه أشقائها الفلسطينيين، وحقنا لدمائهم، والحيلولة دون تصاعد أعداد الشهداء والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية، فقد أطلقت مصر مبادرة تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك في ضوء اتصالات تجريها مصر مع الجانب الإسرائيلي، والقيادة الفلسطينية، وسائر الفصائل الفلسطينية، بما يؤدي إلى وقف الأعمال العدائية كافة براً وبحراً وجواً، ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".
و"تؤمن مصر أنَّ نجاح هذه المبادرة ووقف الأعمال العدائية سوف يسهم دون شك في تهيئة المناخ لاستئناف مفاوضات جادة، وفق إطار زمني محدد، وعلى أساس المرجعيات والمبادئ الدولية المتفق عليها، وتقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الضمانة الوحيدة لاستدامة الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كافة".
وتضمّنت المبادرة أنّ تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا، مع االتشديد على عدم تنفيذ أية عمليات اجتياح بري لقطاع غزة، أو استهداف المدنيين، وتقوم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من القطاع تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.
وشملت المبادرة كذلك "فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض" مشيرة إلى أنَّ "باقي القضايا، بما في ذلك موضوع الأمن، سيتم بحثها مع الطرفين".
وبشأن أسلوب تنفيذ المبادرة، أوضحت "تحددت الساعة 6، في 15 تموز/يوليو 2014 (طبقاً للتوقيت العالمي) لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أنَّ يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة".
وأبرزت أنّه "يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة، لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار، واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أنَّ تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدة، طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة في القاهرة عام 2012".
وأخيرًا "يلتزم الطرفان بعدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين حال القيام بأي أعمال تعرقل استقرارها".