القاهرة ـ أكرم علي
وصل وزراء خارجية الدول العربية والأجنبية وسكرتير عام الأمم المتحدة، بان كي مون، والممثلة العليا للإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مقر إنعقاد مؤتمر إعادة إعمار غزة في أحد فنادق القاهرة.
ويفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، المؤتمر الدولي بمشاركة 30 وزير خارجية وأكثر من٥٠ وفدًا وممثلي نحو 20 منظمة من المنظمات الإقليمية الدولية وأبرزها الأمم المتحدة.
وتُقدّم الحكومة الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، خلال أعمال المؤتمر وبالتنسيق مع البنك الدولي عرضًا يتناول احاجات القطاع وإعادة الإعمار للخمسة أعوام المقبلة، التي قدرتها بـ 4 مليارات دولار، وفي هذا الصدد، يتعيّن على الدول المشاركة إعلان قيمة تعهداتهم المالية خلال أعمال المؤتمر.
وتمّ توجيه الدعوات إلى الدول أعضاء لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية وهم: أستراليا، كندا، ألمانيا، الكويت، هولندا، روسيا، المملكة العربية السعودية، إسبانيا، السويد، تونس، تركيا، الإمارات، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، فضلًا عن دعوة دول الجامعة العربية ودول الإتحاد الأوروبي ودول أخرى، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والجهات الأخرى، وأبرزها صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، منظمة التعاون الإسلامي.
وتنعقد بالتوازي مع انطلاق أعمال المؤتمر عدد من مجموعات العمل المتخصصة لتناول قضايا بعينها مثل مجموعة العمل الخاصة بإدخال البضائع على قطاع غزة، ومجموعة العمل الخاصة بآليات تحويل الأموال وكذلك آلية الإنعاش المبكر، هذا إلى جانب إجراء عدد كبير من اللقاءات الثنائية بين وزراء الخارجية ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال المؤتمر، على أن ينعقد في ختام اليوم مؤتمرًا صحفيًا عالميًا لعرض كل تفاصيل ونتائج المؤتمر.
ومن المتوقع أن تعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، توديعها الحياة السياسية أثناء مشاركتها في المؤتمر، لتتسلم خلفا لها وزيرة خارجية إيطاليا الحالية فيدريكا موغيريني.
بدوره أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، عقب وصوله للمشاركة في المؤتمر، أنَّه يتعين على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدات في أسرع وقت ممكن، وبشكل فعال إلى الفلسطينيين، مع ضرورة إيجاد حل سياسي دائم للصراع على أساس قيام دولة فلسطينية، مضيفًا أنَّ روسيا تعول على حيوية الدور المصري في المنطقة، مؤكدًا وجود تنسيق رفيع المستوى بين موسكو والقاهرة، وتبادل مستمر للآراء.
ومن جانبه، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سري، أنَّ المؤتمر يهدف إلى إقناع المانحين الدوليين بجدوى إعادة الاستثمار في غزة، ولكنَّه أشار إلى ضرورة إحياء عملية السلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين، قائلًا: إنَّ الأمين العام للمنظمة الدولية سيؤكد في كلمته أنَّ مؤتمر القاهرة يجب أن يكون الأخير حول إعادة إعمار القطاع وهو ما يتطلب استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين دون إبطاء، وطالب سري بضرورة إدخال مستلزمات البناء والمواد الإنسانية بأسرع وقت ممكن إلى غزة.
من جهة أخرى، صرّح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين محمد صبيح، بأنَّ مؤتمر القاهرة يشكل فرصة مهمة لإرساء أسس تضمن عدم تكرار العدوان على القطاع، إلى جانب بعده الاقتصادي والمالي المتمثل في حشد الدعم الدولي والإقليمي من أجل إعادة إعمار القطاع.
يُشار إلى أنَّ وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يلتقي على هامش المؤتمر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ويعقد مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا معه مساء الأحد عقب انعقاد المؤتمر الختامي لـ "إعادة إعمار غزة".
كما يلتقي شكري نظيره الفرنسي، وسكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، ونظيره السويدي والبلغاري، ووزير خارجية جنوب إفريقيا، ونظيره الإيطالي، والممثلة العليا للإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
في سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية، الأحد، عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى طلب عدم ذكر هويته، قوله إنه منذ أسابيع بدأ مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إرسال رسائل إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، مفادها أنَّ مصر لا تعتزم دعوة الاحتلال إلى المؤتمر.
وأضاف الموظف أنَّ المصريين طلبوا من الاحتلال الإسرائيلي أن تبدي تفهمًا لعدم دعوتها، وأوضحوا أنَّهم يتحسبون من أنّه في حال مشاركته في المؤتمر، فإنَّ العديد من الدول، وخصوصًا السعودية والإمارات العربية المتحدة، ستمتنع عن المشاركة فيه.
وأوضح المصريون لمسؤولي الاحتلال أنَّ التمويل الأساسي لإعمار غزة سيكون بأموال من دول الخليج وليس من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ولذلك فإنَّ مشاركة الاحتلال من شأنها أن تؤدي إلى فشل المؤتمر.
وذكر الموظف أنَّه جرت في حكومة الاحتلال مداولات حول مسألة المشاركة في المؤتمر وما إذا تعين على الحكومة الإصرار على ذلك وممارسة ضغوط على مصر لتدعوها إلى المشاركة، لافتًا إلى أن موقف خارجية الاحتلال كان أنَّ عليها أن تصر على المشاركة، معتبرة أنَّ التخلف عنه سيوحي للمجتمع الدولي بأنَّ "إسرائيل" توافق على مقاطعتها والتمييز ضدها.
وزعم المسؤولون في وزارة الخارجية أنَّ نتنياهو عبَّر خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أسبوعين، عن أنَّه معني بالتعاون مع الدول العربية من أجل دفع عملية السلام مع الفلسطينيين.
وتابع الموظف "الإسرائيلي" أنَّ "فحوى رسالة مكتب نتنياهو للمصريين كان أنَّ إسرائيل تفهم الوضع الحساس ولن تمارس ضغوطًا عليهم من أجل دعوتها".