القاهرة ـ أحمد حسين
أجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لقاءات عدّة بنظرائه الأفارقة، وذلك على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لتعزيز العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، خاصة مع أثيوبيا والسودان وجنوبه وإريتريا.
والتقى شكري نظيره الأثيوبي تواضروس ادهانوم، وتناولا تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية أنَّ تنعكس روح قمة مالابو الإيجابية على مسار العلاقات الثنائية بين البدين في مختلف المجالات، وبصفة خاصة تكثيف التشاور السياسي وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بما يحقّق مصالح الشعبين.
وتناول الوزيران، بحسب بيان صحّافي، اليوم الأحد، خلال اللقاء بشكل متعمق عددًا من القضايا الإقليمية الهامة، وفي مقدمتها مسار المفاوضات الجارية بين الحكومة والمعارضة في جنوب السودان، والأوضاع في منطقة القرن الأفريقي خاصة في الصومال في ظلّ التطورات الأخيرة هناك، وأمن البحر الأحمر، فضلاً عن الأوضاع في اليمن في ظلّ التطورات الداخلية الأخيرة هناك.
كما استعرض الوزيران بشكل مفصّل الأوضاع في ليبيا؛ حيث تناول شكري أهم عناصر مبادرة دول الجوار الجغرافي لليبيا والجهود الجارية للعمل على تنفيذها، وضرورة دعم المؤسسات الشرعية المنتخبة وعلى رأسها مجلس النواب.
كما التقى شكري نظيره السوداني علي كريتي؛ حيث أكد الأول في مستهل اللقاء حرص مصر على متابعة الجهود المبذولة لتدشين الحوار الوطنى في السودان، والاتصالات التي يُجريها وسيط الاتحاد الأفريقى "مبيكي" مع المعارضة الممتنعة عن المشاركة عن الحوار لتشجيعها على المشاركة، مبديًا ترحيب مصر بكل جهد يستهدف تحقيق التوافق الوطني في السودان ودعم سلامته واستقراره.
وأكد الوزير المصري على أهمية استثمار الزخم الإيجابي الذي واكب زيارة السيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلى الخرطوم، وتوجيه دفعة حقيقية للعلاقات الثنائية، مشيدًا في هذا الصدد بافتتاح المنفذ الحدودي "قسطل/ اشكيت"، والذي من شأنه أن يُحقّق طفرة في مستويات التبادل التجاري بين البلدين.
ومن جانب آخر، تطرّق اللقاء إلى الأوضاع في جنوب السودان؛ حيث أعرب الوزير شكري عن قلق مصر البالغ لاستمرار الأزمة السياسية هناك، وعدم القدرة حتى الآن على حسم الخلافات على المستوى السياسي، الأمر الذي يُنذر بعدم ديمومة أيّة اتفاقات يتمّ التوقيع عليها، وبالتالي استمرار حالة عدم الاستقرار.
كما تناول اللقاء النتائج الإيجابية لاجتماع الخرطوم الأخير حول سدّ النهضة الإثيوبي، والاتفاق الذي تمّ حول تشكيل اللجنة الثلاثية لمتابعة الدراسات المطلوبة، حيث أعرب وزير الخارجية عن أمله في أنَّ تنتهِ اللجنة من عملها خلال المدة المقررة.
وتناول لقاء الوزيرين تطورات الأوضاع في ليبيا ومسار تنفيذ المبادرة التي تبنتها دول الجوار الجغرافي لليبيا في القاهرة يوم ٢٥ آب/ أغسطس الماضي، فضلاً عن تطورات القضية الفلسطينية.
واتفق الوزيران على مواصلة التشاور بينهما حول القضايا الإقليمية.
كما أجرى شكري لقاء مع نظيره لجنوب السودان، برنابا بنجامين؛ حيث أكد الأول في مستهل اللقاء على اهتمام مصر بمتابعة التطورات الجاريّة في جنوب السودان، مؤكدًا استعداد مصر الدائم لتقديم الدعم للمفاوضات الجاريّة بالشكل والأسلوب الذي يرتضيه شعب جنوب السودان وحكومته.
وأعرب شكري، خلال اللقاء، عن قلق مصر المتزايد نتيجة استمرار الصراع في الجنوب، وتأثيراته المحتملة على إطالة فترة عدم الاستقرار وإضاعة ما تحقيقه من مكتسبات السلام بعد الاستقلال، مؤكدًا في هذا الصدد أنَّ مصر سوف تدعم أي اتفاق يرتضيه أبناء الجنوب، وأنَّ مصلحتها الأولى والأخيرة تتمثل في تحقيق السلام الاجتماعي والاستقرار والتنمية الاقتصادية في جنوب السودان.
كما أكد شكري على التزام مصر بالاستمرار في دعم برامج التنمية وإعادة البناء في جنوب السودان، مبرزًا الدور المحوري الذي تضطلع به الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في هذا الشأن، ومعربًا عن استعداد مصر للتجاوب مع أيّة مطالب يتقدم بها الجانب الجنوب سوداني في هذا الإطار.
واستعرض الوزيران الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي وتطورات الأزمة الليبية، وأعرب الوزير برنابا عن شكر وتقدير بلاده للدعم المصري المتواصل لبلاده في قطاعات الخدمات المختلفة وفي مجالات بناء القدرات.