تتجه أنظار عشاق ومحبي كرة القدم العربية من المحيط إلى الخليج، مساء السبت، صوب ملعب جامعة الملك سعود لمتابعة القمة العربية الكروية بين نادي الزمالك ونظيره الهلال السعودي في بطولة السوبر المصري السعودي، على كأس فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك تزامنًا مع احتفالات البلدين بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر/تشرين الأول.

وانعكست أهمية المباراة على شوارع العاصمة السعودية الرياض، التي اكتست باللون الأبيض، بعد تدفق الجالية المصرية وجماهير الملكي من كل مكان في المملكة لمؤازرة أبناء ميت عقبة في مهمتهم الصعبة، السبت، أمام فريق الهلال السعودي، أقوى فرق المملكة، وشهدت تذاكر المباراة إقبالًا شديدًا من جانب الجمهور، الذي ينتظر وجبة كروية دسمة بين الأشقاء.

وصاحَب حضور بعثة «الأبيض» في الرياض، استقبال شعبي ورسمي كبير امتد حتى ساعات قبيل انطلاق المباراة، حيث لا يعلو صوت هنا على صوت السوبر المصري السعودي، ورحب تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، ببعثة الأبيض.

ونشر «آل الشيخ»، عبر «تويتر»، لقطات لوصول بعثة الزمالك إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، معلقًا، «أهلًا بالزمالك ورئيسه».

وتحظى مباراة اليوم بأهمية خاصة وعناية كبيرة لدى مدرب الزمالك، السويسرى كريستيان غروس، الذي سبق أن قاد أهلي جدة ولعب أمام الهلال في 10 مباريات، بواقع 6 مباريات في الدوري ومباراتين، في كأس خادم الحرمين ومثلهما بكأس ولى العهد، وحقق «غروس» الفوز في 4 مباريات، وخسر 3 مباريات، وحسم التعادل نتيجة 3 مباريات.

ورغم تفوق مدرب الزمالك في تاريخ مواجهاته ضد الهلال، لكن تبقى عُقدة «النهائيات» مصدر القلق الوحيد له، حيث سبق أن تقابل «غروس» مع الهلال في المباريات النهائية مرتين خلال مشواره التدريبي في السعودية، وخسرهما، الأولى في نهائي كأس ولى العهد 2016، وخسر فريقه السابق الأهلي 2- 1، والثانية كانت في نهائي كأس خادم الحرمين 2017 وخسر بنتيجة 3- 2.

وتُكمن أهمية مواجهة، السبت، في رغبة الفريقين في الفوز والتتويج باللقب واقتناص جائزة المليون دولار المرصودة للفائز باللقب قبل خوض السوبر السعودي المصري الثاني في القاهرة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويرفع لاعبو الزمالك شعار التحدي لصاحب الأرض والجمهور أملًا في رسم بسمة على شفاه جماهير الأبيض المنتشرة بكثرة في الخليج، حيث عمد الجهاز الفني، بقيادة البرتغالى كريستيان غروس، إلى تأهيل لاعبيه فنيًا ونفسيًا بالقدر الذي يتماشى مع بطولة من مباراة واحدة، حيث ركز الجهازان الفني والإداري للأبيض على شحن معنويات اللاعبين على الفوز، فيما تسلحت الإدارة بالمكافآت الإضافية لتحفيز اللاعبين على التتويج بلقب السوبر الليلة.

واستعد المارد الأبيض جيدًا لمواجهة، السبت،من خلال التجربة الودية التي خاضها في القاهرة قبل السفر أمام كفر الشيخ، والتي انتهت التعادل، فضلًا عن انتظام الفريق في معسكر مغلق في السعودية، الجمعة، فرض خلاله الجهاز الفني السرية التامة على الفريق، وعزله تمامًا عن وسائل الإعلام المصرية والعربية، بعدما تم منع دخول أي وسيلة إعلامية إلى مقر فندق اللاعبين لضمان التركيز والاستعداد جيدًا للمباراة.

وعمد غروس ومعاونوه إلى تلقين اللاعبين خطة وطريقة اللعب خلال مرانه الأخير، الجمعة، على ملعب المباراة، والذي وضح من خلاله اعتماد غروس، على خطة طريقة لعب متوازنة تعتمد على تكثيف التواجد في وسط الملعب وإحكام السيطرة على الكرة والضغط على المنافس بطول الملعب، وعدم ترك مساحات لمفاتيح لعبه بالتغلغل وسط دفاعات الفريق.

وركز المدير الفني على التسديد من خارج منطقة الجزاء باعتباره أحد الحلول السريعة لإحراز الأهداف، والتشديد على الانطلاقات من الأطراف عن طريق حمدى النقاز و«كهربا» لخلق فرص للمهاجمين، الذين طالبهم المدرب، باستغلال أنصاف الفرص بحثًا عن هدف مبكر يريح الأعصاب ويُدخل الأبيض مبكرًا في اللقاء.

ويخوض الزمالك المباراة بفرحة ومعنويات مرتفعة، بعد تأهله لدور الـ16 في البطولة العربية ونتيجته الإيجابية أمام القادسية الكويتي، في الكويت بالتعادل الإيجابي 1/1، فضلًا عن تربعه على قمة جدول الدوري الممتاز في القاهرة برصيد 17 نقطة.

واستعد الهلال بقوة لمواجهة الزمالك، واكتملت صفوف الفريق بعودة محمد البريك، بعد تماثله للشفاء ومشاركته في التدريبات، فيما يتوقف موقف الثنائي نواف العابد ومختار مختار وحسم مشاركتهما في المباراة على اجتيازهما الاختبار الطبي.

ويدرك غورغى غيسوس، المدير الفني للفريق، أهمية وضرورة الفوز بمباراة اليوم والتتويج بأول لقب مع الهلال هذا الموسم، حيث درب لاعبيه على بعض الجمل التكتيكية، التي من شأنها مساعدة اللاعبين على اقتحام معاقل دفاع الأبيض والوصول لمرمى «جنش».

ويخوض الهلال المباراة بنفس طريقته المعتادة 4- 2- 3- 1، التي قادته للفوز على الفتح في آخر مباراة 2- 3، ولن يخرج تشكيله عن، على الحبسي وحسن كادش وألبرتو بوتيا، وعلى آل بليهى، ومحمد البريك، وسلمان الفرج، ومحمد كنو، وعمورى، كارلوس إدواردو، وسالم الدوسرى، وجوميز.