القاهرة – مصر اليوم
في مثل هذا اليوم قبل 15 عام ، استقبلت جماهير الاهلي بوجه خاص، وجماهير الكرة المصرية بوجه عام، خبرا صادما، برحيل واحد من اساطير الكرة المصرية على مدار تاريخها، سواء من الناحية الفنية، او الناحية الادارية تحل اليوم، السبت، الذكرى الخامسة عشر، لرحيل المايسترو صالح سليم، الرئيس التاريخي للنادي الأهلي، حيث وافته المنية يوم 6 مايو عام 2002.
واحيت الصفحة الرسمية للنادي الأهلي، الذكرى ونشرت صورة للراحل، وعلقت عليها قائلة:" الأهلي فوق الجميع
. قالها منذ زمن فأصبحت قاعدة داخل القلعة الحمراء .. علم أجيال معنى حب الكيان ورسخ المباديء فأصبح الأب الروحي وأسطورة لا يمكن ان ننساها. رحم الله رجل المباديء والأخلاق .. رحم الله صالح سليم".
ولد صالح سليم في 11 سبتمبر عام 1930 ووالده هو الدكتور توفيق سليم ووالدته هي السيدة «زين الشرف»، التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر.
انضم صالح سليم إلى أشبال النادي عام 1944، ونجح سريعًا في إثبات وجوده وموهبته، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الفريق الأول أمام المصري عام 1948، وفاز الفريق وقتها بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز صالح سليم هدف الفوز، أما المباراة الرسمية الأولى، فكانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري موسم 1948 وفاز الأهلي بهدفين. استمر صالح سليم في اللعب مع الأهلي طوال 19 عامًا، حتى اعتزاله في نهاية عام 1966، وكانت آخر مباراة رسمية يشارك فيها مع الأهلي أمام الطيران يوم 11 نوفمبر عام 1966.
فاز صالح سليم مع النادي بـ11 لقبًا للدوري، و8 بطولات لكأس مصر عندما كان لاعبًا، ثم عزز هذه الإنجازات عندما أصبح رئيسًا للنادي بتحقيق 12 لقب دوري، و3 ألقاب لدوري أبطال إفريقيا بنظامها القديم و4 ألقاب لبطولة إفريقيا لأبطال الكأس، وكأس السوبر الإفريقية مرة واحدة، والكأس الأفروآسيوية مرة واحدة، وبطل العرب مرة واحدة، وأبطال الكؤوس العرب مرة واحدة، والسوبر العربي مرتين.
بدأ صالح سليم مشواره مع منتخب مصر عام 1950 وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الإفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية بروما عام 1960.
يحتفظ صالح سليم بالرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يحرزها لاعب في مباراة واحدة، حين أحرز سبعة أهداف في مرمى النادي الإسماعيلي في الدور الأول لموسم 1958 وانتهت المباراة وقتها بفوز الأهلي بثمانية أهداف نظيفة. يبقى صالح سليم من أوائل اللاعبين الذين احترفوا بالخارج، حينما انضم إلى صفوف نادي جراتس النمساوي بعدما ذاع صيته عام 1963، ولكنه لم يستمر أكثر من أربع شهور رغم تقديمه مباريات قوية مع ناديه وإحرازه ستة أهداف في مباراة واحدة بالدوري حتى أطلقت عليه الجماهير النمساوية لقب “الفرعون المصري”.
سجل صالح سليم 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفاً أحرزها بقميص النادي الأهلي. بعد اعتزاله تولى صالح سليم منصب مدير الكرة في عام 1971، ونجح في استقدام المدير الفني المجري هيديكوتي، صاحب الإنجازات الرائعة مع النادي في السبعينيات، وبعد مرور أربع سنوات قرر صالح سليم خوض انتخابات رئاسة النادي أمام الفريق عبد المحسن مرتجي، ولكنه حصل على 45% من الأصوات، وجاءت المحاولة الثانية في انتخابات 1980، والتي نجح فيها بتفوق كبير في هذه المرة، ليصبح أول لاعب كرة يتولى هذا المنصب في الرياضة المصرية.
ولم تقتصر شهرة الراحل صالح سليم على المجال الرياضي فقط، بل إنه دخل المجال الفني، وشارك في تمثيل عدد من الأفلام السينمائية منها “السبع بنات” و”الشموع السوداء” و”الباب المفتوح”.
أصيب صالح سليم بمرض سرطان الكبد منذ عام ١٩٩٨، وظل يعالج منه حتى وفاته يوم 6 مايو عام 2002 عن عمر ناهز ٧٢ عامًا، وشيع جثمانه الذي خرج من النادي الأهلي بالجزيرة، مئات الآلاف من المصريين.