محمد صلاح

 تتطلع المنتخبات العربية لتحقيق انطلاقة مثالية في مستهل مسيرتها بالمرحلة الأخيرة (دور المجموعات) من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في الكاميرون عام 2019. وتقام التصفيات على مرحلتين، حيث شارك في المرحلة الأولى المنتخبات الستة الأخيرة في التصنيف الذي وضعه الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف)، والذي استند على نتائج المنتخبات في تصفيات النسخ الثلاث الأخيرة ببطولة كأس أمم أفريقيا، وكذلك في نهائيات المسابقة أعوام 2015 و2013 و2012، فضلا عن نتائجها أيضا في بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت بالبرازيل عام 2014 والتصفيات المؤهلة لها.

وتأهل من المرحلة الأولى ثلاثة منتخبات إلى المرحلة الأخيرة، التي يشارك فيها 47 منتخبا، من بينها ثمانية منتخبات عربية، بخلاف منتخب الكاميرون (البلد المضيف)، الذي لن تحتسب نتائجه في التصفيات، حيث تم تصنيف المنتخبات المشاركة في تلك المرحلة إلى أربع مستويات بناء على نفس المعايير السابقة. وتم تقسيم المنتخبات الـ48 التي تلعب في المرحلة الأخيرة إلى 12 مجموعة، بواقع أربع منتخبات في كل منها، حيث يتأهل أوائل تلك المجموعات إلى النهائيات مباشرة، بجانب أفضل ثلاثة منتخبات حاصلة على المركز الثاني عدا المجموعة الثانية التي يشارك فيها المنتخب الكاميروني، حيث يتأهل منها صاحب الصدارة فقط.

وستكون المواجهة المرتقبة بين المنتخب الوطني مع المنتخب التونسي الأحد المقبل على استاد رادس ، في الجولة الأولى بالمجموعة العاشرة محط أنظار الكثير من المتابعين، بالنظر إلى الإثارة والندية التي دائما ما تتسم بها مباريات المنتخبين. وشارك المنتخبان في النسخة الأخيرة للبطولة التي أقيمت بالجابون مطلع العام الجاري، حيث خرج المنتخب التونسي من دور الثمانية أمام بوركينا فاسو، بينما حصل المنتخب الوطني على المركز الثاني، عقب خسارته 1 / 2 أمام منتخب الكاميرون في المباراة النهائية.

وتشهد المباراة الظهور الرسمي الأول لنبيل معلول المدرب الجديد لمنتخب تونس، الذي تولى قيادة الفريق خلفا للمدرب الفرنسي (البولندي الأصل) هنري كاسبرجاك، الذي تمت الإطاحة به بسبب سوء النتائج. ويعتمد معلول على العديد من الأوراق الرابحة في فريقه، مثل يوسف المساكني وفخر الدين بن يوسف وطه ياسين الخنيسي وعلي معلول والفرجاني ساسي، غير أن الفريق يفتقد عددا من عناصره الأساسية مثل الحارس المخضرم أيمن المثلوثي والمدافع أيمن عبدالنور بداعي الإصابة، بالإضافة إلى المهاجم أحمد العكايشي، الذي تم استبعاده لدواع تأديبية، وحمزة لحمر لأسباب فنية.

في المقابل، تبدو الأمور مستقرة تماما داخل المنتخب الوطني، الذي ظل مدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر محتفظا بمنصبه بعد النتائج الإيجابية التي حققها الفريق تحت قيادته أخيرا. وحقَّق المنتخب بداية رائعة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا العام المقبل، حيث يتصدر مجموعته، التي تضم منتخبات غانا وأوغندا والكونغو، برصيد ست نقاط، محققا العلامة الكاملة حتى الآن.

وتعلق الجماهير المصرية آمالا عريضة على الثنائي محمد صلاح وعبدالله السعيد في تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة التي ستقام على الملعب الأولمبي في رادس، لاسيما بعدما ساهما بأهدافهما الحاسمة في تحقيق الكثير من الانتصارات للفريق. كما يعول كوبر كثيرا أيضا على اللاعب الشاب رمضان صبحي، الذي من المرجح أن يعوض غياب الجناح المصاب محمود حسن (تريزيجيه)، بالإضافة إلى المهاجم محمود عبدالمنعم (كهربا) ولاعب الوسط محمد النني والمدافع أحمد حجازي وحارس المرمى المحنك عصام الحضري.

وفي المجموعة ذاتها، يلتقي منتخب النيجر مع ضيفه منتخب سوازيلاند في مواجهة متكافئة. ويستضيف منتخب الجزائر نظيره التوجولي في المجموعة الرابعة، التي تشهد أيضا لقاء يجمع بين منتخب بنين وضيفه منتخب جامبيا. ويطمح المنتخب الملقب بـ(محاربي الصحراء) في محو الصورة الباهتة التي بدا عليها خلال مشاركته في تصفيات المونديال وفي كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.

ويعاني المنتخب الجزائري من البداية المتعثرة في مجموعته بتصفيات كأس العالم، حيث يقبع في مؤخرة ترتيب المجموعة الثانية التي تضم منتخبات الكاميرون وزامبيا ونيجيريا برصيد نقطة واحدة. وتضاعفت معاناة الفريق عقب ظهوره المخيب في كأس أمم أفريقيا، بعدما خرج من الدور الأول للبطولة دون أن يحقق أي انتصار، مما تسبب في الإطاحة بالمدربين الصربي ميلوفان راييفيتش والبلجيكي جورج ليكنز خلال ثلاثة أشهر تقريبا.
 
ويخوض منتخب الجزائر لقاءه الأول تحت قيادة المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، الذي تولى تدريب الفريق في شهر أبريل/نيسان الماضي، حيث يأمل الفريق في استعادة اتزانه مع المدرب الجديد، خاصة أن المباراة تقام على ملعبه وأمام جماهيره المتعطشة للعودة إلى الانتصارات مرة أخرى. واطمأن ألكاراز على جاهزية لاعبيه قبل مواجهة توجو، عقب فوز المنتخب الجزائري 2 / 1 على ضيفه المنتخب الغيني وديا يوم الثلاثاء الماضي.
ويضم منتخب الجزائر كوكبة من النجوم في مختلف الخطوط في مقدمتهم رياض محرز وإسلام سليماني وياسين براهيمي وسفير تايدر ونبيل بن طالب وسفيان فيغولي وعيسى ماندي وفوزي غلام، بالإضافة إلى سفيان هني والعربي هلال سوداني اللذين أحرزا هدفي الفريق في مرمى منتخب غينيا. ويحل منتخب المغرب ضيفا على المنتخب الكاميروني (حامل اللقب) في المجموعة الثانية، التي تضم أيضا منتخبي مالاوي وجزر القمر، حيث يلعب المنتخب الملقب بـ(أسود الأطلس) بأعصاب هادئة، في ظل عدم تأثير نتيجة المباراة على ترتيب المجموعة.

وتعد تلك المباراة بروفة جديدة للفرنسي هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي، قبل لقائي الفريق مع نظيره المالي في الجولتين الثالثة والرابعة بالمجموعة الثالثة لتصفيات المونديال في شهر أغسطس وسبتمبر المقبلين. وحقق المنتخب المغربي مردودا لا بأس به خلال مشاركته الأخيرة في أمم أفريقيا، التي شهدت تأهله لدور الثمانية، حيث يسعى الفريق للاستفادة من الخبرة الضخمة التي يمتلكها رينار في ملاعب القارة السمراء من أجل المضي قدما سواء في تصفيات كأس العالم أو أمم أفريقيا.

وخاض منتخب المغرب مواجهة ودية قوية أمام ضيفه المنتخب الهولندي يوم 31 مايو/أيار الماضي في مدينة أغادير، ولكنها انتهت بخسارته بهدف مقابل هدفين. ويبحث منتخب ليبيا عن أول ثلاث نقاط في مشواره بالتصفيات، عندما يلاقي منتخب سيشيل في المجموعة الخامسة، التي تشهد أيضا مواجهة من العيار الثقيل بين منتخب نيجيريا وضيفه منتخب جنوب أفريقيا، اللذين يرغبان في العودة إلى النهائيات مرة أخرى.
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها المنتخب الليبي في ظل توقف النشاط الكروي في البلاد بسبب الأوضاع السياسية التي تعيشها ليبيا حاليا، إلا أن الفريق يحلم برسم البسمة مجددا على وجوه جماهيره. ويخوض منتخب السودان مواجهة ليست بالسهلة أمام ضيفه منتخب مدغشقر في المجموعة الأولى، التي تضم أيضا منتخبي السنغال وغينيا بيساو، اللذين سيلتقيان في العاصمة السنغالية داكار.

وابتعد المنتخب السوداني عن المواجهات الرسمية منذ خسارته صفر / 1 أمام سيراليون في 4 يونيو/حزيران 2016، في تصفيات النسخة الماضية للبطولة، وذلك عقب خروجه المبكر من تصفيات كأس العالم، على يد منتخب زامبيا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 .وتحوم الشكوك بشأن مشاركة عدد من الأعمدة الأساسية في صفوف المنتخب السوداني في اللقاء، بعد غياب محمد أحمد (بشة) ونزار حامد ومحمد موسى وبكري المدينة رمضان عجب عن التدريب الأخير للمنتخب الملقب بـ(صقور الجديان).

ويهدف منتخب موريتانيا لاجتياز عقبة مضيفه منتخب بوتسوانا في المجموعة التاسعة، بينما يلتقي منتخب بوركينا فاسو مع ضيفه منتخب أنجولا في المجموعة ذاتها. وتقام أيضا الكثير من المواجهات المهمة، حيث يلتقي منتخب مالي مع ضيفه المنتخب الجابوني في المجموعة الثالثة، التي تشهد أيضا مواجهة بين منتخب بوروندي وضيفه منتخب جنوب السودان.

ويواجه منتخب غانا ضيفه الإثيوبي في المجموعة السادسة، في حين يلاقي منتخب سيراليون ضيفه الكيني في المجموعة ذاتها. كما تلتقي الكونغو الديمقراطية مع الكونغو، وزيمبابوي مع ليبيريا في المجموعة السابعة، وكوت ديفوار مع غينيا، وأفريقيا الوسطى مع رواندا في المجموعة الثامنة. وتلعب زامبيا مع موزمبيق، وغينيا بيساو مع ناميبيا في المجموعة الحادية عشرة، والرأس الأخضر (كاب فيردي) مع أوغندا، وتنزانيا مع ليسوتو في المجموعة الثانية عشرة.