منتخب الأرجنتين

رفع الفلسطينيون شعار مواصلة المقاومة في ميدان الرياضة، ضد المباراة الودية التي تم الإعلان عن إقامتها في القدس المحتلة بين إسرائيل والأرجنتين السبت المقبل، بعد أيام من قرار الإدارة الأميركية بنقل سفارة الولايات المتحدة، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للشعب اليهودي.

وشهدت الساعات الأخيرة انتقاد الجامعة الدول العربية، لمشاركة المنتخب الأرجنتيني في المباراة الودية، أكد ممثلو فلسطين عبر بيان أن إسرائيل "تستغل مثل هذه الأحداث لأغراض سياسية ليس لها علاقة بالرياضة، إضافة إلى إضرارها بحقوق الشعب الفلسطيني"، وأوضح أن المباراة ستقام على ملعب "بُني فوق واحدة من 500 قرية فلسطينية تم تدميرها بواسطة الاحتلال الإسرائيلي" منذ 70 عامًا، وبالتحديد فوق قرية "المالحة" الواقعة جنوب غربي القدس.

في البداية، كان من المقرر أن تُقام المباراة على ملعب سامي عوفر في حيفا، ولكن بعد "ضغوط سياسية شديدة" وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد تقرر إقامتها على ملعب "تيدي كوليك" في القدس، فيما قالت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريجيف، إن تلك المدينة، التي تحتل إسرائيل جزءًا منها منذ عام 1967، هي المكان الأمثل لإقامة اللقاء.

يأتي هذا في الوقت الذي نظّم فيه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وقفة احتجاجية نظمها أمام الممثلية الأرجنتينية في مدينة رام الله الأحد، التقى خلالها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب بالسفير الأرجنتين لدى فلسطين إيدواردو ليونيل.

وأكد الرجوب تجديد رفض الاتحاد والأسرة الرياضية الفلسطينية إقامة مباراة المنتخبين الإسرائيلي والأرجنتيني في القدس، مشيرًا إلى أن نقل المباراة من مدينة حيفا إلى القدس، خاصةً بعد تدخل الحكومة الإسرائيلية، وبطلب شخصي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإقامتها على ستاد تيدي، المُقام على أنقاض قرية المالحة المحتلة عام 1948، إضافةً لدفعها مبالغ مالية للاتحاد الأرجنتيني للموافقة على نقلها إلى القدس، بعد نقل السفارة الأميركية، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للشعب اليهودي، أعطى المباراة طابعًا سياسيًا، وفي ظل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أيضًا أن المباراة ستقام بمناسبة مرور 70 عامًا على قيام دولة إسرائيل، واحتفالًا بالاعتراف بالقدس عاصمة لها، موضحا أنه تمت مخاطبة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، واتحاد أميركا اللاتينية لكرة القدم، والاتحادين الأوروبي والدولي، لنقل المباراة إلى ملعب خارج القدس، أو إلغائها.

وأشار إلى أن "الاتحاد سيكون مضطرًا إلى التصعيد إذا أقيمت المباراة في القدس، ضد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وقائد المنتخب ليونيل ميسي"، مؤكدًا أن "الخاسر الأكبر من إقامة هذه المباراة في القدس هو المنتخب الأرجنتيني وعلى رأسه قائد المنتخب النجم ليونيل ميسي الذي يحظى بإعجاب وحب الملايين حول العالم"، كما طالب السفير الأرجنتيني إيصال رسالة للحكومة الأرجنتينية ومطالبتهم بضرورة الضغط على الاتحاد لنقل أو إلغاء المباراة.

من جانبه، أكد السفير إدواردو ليونيل أن "الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم غير تابع للحكومة، وأنه وبناءً على ضغط الحكومة الأرجنتينية أعلن لاعبي المنتخب عن رفضهم مصافحة أي مسؤول سياسي إسرائيلي، مؤكدا أن موقف الخارجية الأرجنتينية كان دوما واضحا، وخاصة فيما يتعلق بالقدس".

وتم خلال اللقاء تسليم السفير رسالة احتجاج، من أطفال قرية المالحة، موجهة لقائد المنتخب ليونيل ميسي، عبّروا خلالها عن حبهم له، وآملين منه الامتناع عن اللعب في القدس.