الرباط ـ رضوان مبشور
سادت حالة من الغضب الشارع المغربي، عقب الهزيمة التاريخية التي تعرض لها أسود الأطلس في العاصمة التنزانية دار السلام، على يد المنتخب التنزاني بثلاثية مدوية، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم في البرازيل 2014.
وشهد موقع "يوتوب" عددًا كبيرًا من الفيديوهات، لعدد من المغاربة، استنكروا فيها
هزيمة منتخبهم، مستهزئين بـ"الوضعية الراهنة للكرة المغربية"، وكذلك استأثر المغاربة في إحدى الفيديوهات تم تداوله عبر نطاق واسع في المواقع الإلكترونية المغربية، لطفل ذرف الدموع، معبرًا عن سخطه، لما آلت إليه الكرة المغربية بعد هزيمة تنزانيا المخيبة للآمال.
وطالب عدد كبير من زوار الموقع العالمي "فيسبوك،" بتغيير جذري في هيكلة اتحاد الكرة المغربية، موضحين أن "المسؤولية لا يتحملها المدرب رشيد الطاوسي بمفرده، بقدر ما توجد المشكلة في اتحاد الكرة الذي يترأسه مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب علي الفاسي الفهري، الذي لا يمت لكرة القدم بصلة"، على حد تعبيرهم، فيما دعا عدد من رواد الموقع الاجتماعي إلى تدخل ملكي من أجل إصلاح الوضع الراهن الذي يعيشه المنتخب المغربي، في حين طلب البعض تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر اتحاد الكرة، مع مقاطعة مباريات المنتخب المغربي المقبلة.
وقال وزير الشباب والرياضة المغربي، محمد أوزين، "إن هزيمة المنتخب أمام تنزانيا منتظرة وصحية لكرة القدم المغربية، وإن النتائج الصغيرة والانجازات تخفي ضعف المنظومة، وأن الفوز الصغير بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، وعلينا الاستفادة من هذه النتائج والانخراط في عمل قاعدي من الأساس"، موضحًا أنه "قال تحت قبة البرلمان، في إحدى جلساته السابقة، إنه لا يعد المغاربة بالانجازات، لأنه يعلم يقينًا أنه ينتظره عمل طويل، وما ينتظرنا هو العمل القاعدي، وهو الإصلاح من الأساس في التكوين والتأطير والحرفية، في المدرسة والجامعة والأحياء والقرية، وهذا طريق شاق وطويل لكنه مكافئة، إنه اختيار صعب يتطلب الوقت والصبر، وهذا هو ما بدأناه".
وأكد أوزين، أن "اجتماع اتحاد الكرة، سينعقد في نيسان/أبريل المقبل، وسيكون انطلاقة جديدة، وبدماء جديدة"، داعيًا إلى "ضرورة تعبئة ودعم الجميع، إنجاحًا لورش الإصلاح"، فيما أسف للنتيجة المخيبة للآمال في مباراة منتخب تنزانيا، واعدًا المغاربة بالأفضل.
ووصف مدرب المنتخب المغربي، في فترة التسعينات، عبدالخالق اللوزاني، المستوى الذي ظهر به المنتخب المغربي أمام تنزانيا بـ"الباهت"، مضيفًا أن "الطامة الكبرى هي أن منتخبًا كبيرًا مثل المغرب انهزم أمام منتخب عادي بإمكانات جد متواضعة، وأنه لم يكن يتوقع الهزيمة بتلك الحصة (3 – 1)، وأن المنتخب المغربي ضيع فرصًا عدة في بداية اللقاء، كان من شأنها أن تمنح أسود الأطلس التقدم في النتيجة، وأن لاعبي المغرب ارتكبوا جملة من الأخطاء على مستوى خط الدفاع والهجوم، إذ طبع المحاولات العديدة سوء التنظيم، لا سيما على مستوى الدفاع الذي ترك مساحات كبيرة استفاد منها المنتخب التنزاني، ووصل بسهولة إلى مرمى الحارس نادر المياغري".
واعتبر الدولي السابق عبدالإله صابر، أحد صانعي أمجاد منتخب المغرب في مونديال فرنسا 1998، أن "آفة الفريق المغربي، التي جعلته يعجز عن الفوز بالألقاب، هي وجوده رهن أيدي بعض الناس الوصوليين"، مؤكدًا أنه "ظل يتساءل لسنوات عن السبب الذي جعل منتخب المغرب، رغم نجومه الكبار، يعجز عن الفوز بلقب أفريقي، فوجد أن انشغال البعض من المسؤولين في اتحاد الكرة، بالوصول إلى مصالحهم الشخصية على حساب مصالح المنتخب المغربي، هو سبب الفشل الرئيسي".
وطالب رئيس فريق الوداد الفاسي، عبدالرزاق السبتي، بإقالة جماعية لأعضاء اتحاد الكرة في المغرب، عقب خسارته أمام تنزانيا، موضحًا في تصريحات صحافية، أن "رشيد الطاوسي واللاعبون لا يتحملون المسؤولية في النتيجة التي حققها المنتخب المغربي في دار السلام، وإنما اتحاد الكرة، عن طريق أعضائه الذي أوصلوا الكرة إلى هذه المرحلة"، على حد قوله، فيما دعا إلى محاسبة ومساءلة المسؤولين بشأن "الوضع الكارثي" الذي أصبح عليه المنتخب المغربي، معتبرًا رشيد الطاوسي واللاعبين "مجرد أكباش فداء