الرياض ـ عبد العزيز الدوسري
قلب الهلال السعودي الطاولة أمام استقلال طهران الإيراني الثلاثاء، وثأر لهزيمته على أرضه ونجح في التغلب عليه في عقر داره بهدف في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الرابعة في البطولة، لينعش آماله في دوري أبطال آسيا من جديد ، وقد جاء الفوز على استاد "أزادي" بمثابة رد اعتبار مثالي للهلال بعد المتاعب التي تعرض لها لدى وصوله إلى طهران الإثنين.جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 34 وسجله نواف العابد ليهدي الهلال ثلاث نقاط ثمينة رفع بها الزعيم رصيده إلى ست نقاط متساويًا مع العين الإماراتي في المركز الثاني وبفارق نقطة واحدة خلف استقلال طهران المتصدر ، وقد أنعش الفريق السعودي بذلك أماله بشكل كبير في التأهل لدور الـ 16في البطولة التي لم يتوج بلقبها منذ العام 2000 . شهدت الأيام الأخيرة أجواء متوترة حيث أطلق أمير اللالي المدير الفني لاستقلال طهران تهديدات باحتجاز بعثة الهلال عشر ساعات في المطار وهو ما أثار حالة من الغضب داخل الهلال وفي الأوساط الكروية السعودية ، ودفع الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال لإبلاغ الاتحاد السعودي رسميا بتلك التهديدات. كذلك كانت بعثة الهلال أجبرت على الانتظار أكثر من ثلاث ساعات في مطار طهران أمس الاثنين. ولكن الهلال نجح من خلال مباراة اليوم في الرد بشكل مثالي على أرضية الملعب ، كما ثأر لهزيمته أمام الاستقلال 1-2 في لقاء الذهاب بالرياض الذي أقيم الأربعاء الماضي. خاض الهلال المباراة بطريقة 4-4-2 ودفع المدير الفني زلاتكو داليتش بالثنائي ياسر القحطاني وويسلي لوبيز في الهجوم قبل أن يشرك الكوري الجنوبي يوو بيونج سوو من مقعد البدلاء في الدقائق الأخيرة ، وقد أثر بشكل كبير في تنشيط الهجوم السعودي وتسبب في إزعاج واضح للدفاع الإيراني. بدأت المباراة بضغط متواصل من جانب الاستقلال بحثا عن هدف مبكر يربك به حسابات منافسه ويطمئن به الجماهير الإيرانية واضطر الهلال لتراجع للخلف ، استمر عدة دقائق في بداية المباراة. بعدها حاول الهلال الدفاع من وسط الملعب وتضييق المساحات لكن الاستقلال كثف محاولاته واستطاع أكثر من مرة الوصول إلى منطقة الجزاء لاسيما من خلال الانطلاقات من الجانب الأيسر مستغلا سرعة لاعبيه. وفي مواجهة النشاط الهجومي الملحوظ للفريق الإيراني ، حافظ الهلال على تماسكه الدفاعي وتألق ياسر الشهراني وأوزيا دي باولا في إحباط أكثر من فرصة خطيرة. ولم يتسرع الهلال في الرد الهجومي ، حيث جاءت أولى فرصه التهديفية في الدقيقة 15 لكنها ضاعت على نواف العابد ، وبعدها بدأ الفريق السعودي يسعى للتوازن التدريجي بين الجانبين الدفاعي والهجومي. بعدها تبادل الفريقان المحاولات الهجومية ، حتى وجه الهلال ضربة قوية للفريق صاحب الأرض وافتتح التسجيل في الدقيقة 34 عن طريق نواف العابد ، حيث أحبط الدفاع الإيراني هجمة للنجم ياسر القحطاني لكنه أخطأ في تشتيت الكرة لترتد إلى العابد الذي لم يتردد وسدد الكرة في الشباك ببراعة. وسقط عبد الله السديري حارس مرمى الهلال مصابا في الدقيقة 38 إثر تدخل قوي من أمير حسين صادقي الذي حصل على إنذار ، لكن الحارس نهض وواصل اللعب. بعدها فرض الهلال رقابة لصيقة على مفاتيح اللعب في صفوف الفريق الإيراني وأحبط محاولات النجم جواد نيكونام للحفاظ على التقدم السعودي ، كما فرض الفريق الإيراني على الجانب الآخر رقابة متواصلة على القحطاني ولوبيز لينتهي الشوط الأول بتقدم الهلال 1-صفر. أجرى مدرب استقلال طهران، أمير اللالي في بداية الشوط الثاني، تبديلين دفعة واحدة، إذ أشرك سيد إيمان موسافي وهاشم بيك زاده بدلا من نيكونام وآرش برهاني. كانت المحاولات الهجومية سجالا بين الفريقين، ثم كثف الاستقلال ضغطه بشكل كبير، وكاد يتعادل في أكثر من مناسبة لولا تألق مدافعي الهلال في إبعاد الخطورة عن مرماهم. بعدها استعاد الهلال حماسه الهجومي سعيا لتعزيز تقدمه وكاد أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 68 إثر هجمة مرتدة سريعة لكن الشهراني أهدر الفرصة وسدد الكرة فوق العارضة. وسدد سلمان فرج كرة صاروخية من خارج حدود منطقة الجزاء لكن الكرة مرت بجوار القائم مباشرة. بعدها سادت حالة من التوتر الشديد بين لاعبي الاستقلال وكذلك المشجعين وأوقف الحكم السنغافوري عبد الملك عبد البشير المباراة لدقائق قليلة ثم أشار بمواصلة اللعب. وكاد الهلال يعزز تقدمه في أكثر من مناسبة، كما شكل استقلال طهران خطورة حقيقية على المرمى السعودي لكن جميع المحاولات باءت بالفشل لتنتهي المباراة بفوز الهلال بهدف العابد.