القاهرة - حسام السيد
كشفت التقارير عن تحول أرقام كبيرة من ثروات رجال الأعمال والأثرياء العرب، لاسيما من منطقة الخليج، إلى الاستثمار الرياضي في ملاعب أوربا، بعدما سجلت إيرادات هذه الأندية عائدات مرتفعة، جعلت الاستمثار في هذا المجال مربحًا، سواءًا اقتصاديًا أو دعائيًا.
ولم يعد غريبًا أن تحتل شعارات الشركات والمؤسسات العربية قمصان، وواجهات أندية كبيرة، مثل برشلونة في إسبانيا، ومانشيستر سيتي
وآرسنال في إنكلترا، وآي سي ميلان في إيطاليا، و باريس سان جيرمان في فرنسا.
ولا يجد رئيس نادي "بروسيا دورتموند" الألماني تعاطفًا في الحرب الكلامية التي شنها ضد "أموال العرب"، التي تدير الأندية الأوربية، عقب إتهام مالك نادي ملقة الإسباني الأخير بدفع رشوة سهلت فوز فريقه في دوري أبطال أوربا، قال فيها أن "تدفق أموال الخليج يجعل الأمور غير عادلة"، لاسيما بعد مساهمة هذه الأموال في تحسن وضعية الكثير من الأندية، واستعادة شعبيتها وبطولاتها، حيث لم تتوقف الأمور عند حد شراء حصص، أو ملكية كاملة للأندية، وإنما إمتدت إلى أفرع جديدة، بعدما نجحت قناة "الجزيرة الرياضية" القطرية في الفوز بحقوق بث مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم "البريميرليج"، فيما ازدهرت أسماء عائلات ومشاهير عرب في عواصم أوربا.
ويملك أثرياء عرب العديد من أندية كرة القدم في أوروبا، بعد أن استحوذوا كليًا أو جزئيًا عليها، وضمنها أندية عملاقة لها تاريخ طويل مرصع بالألقاب، وقاعدة جماهيرية واسعة، ويلاحظ المتتبع لأخبار كرة القدم العالمية، والأوروبية تحديدًا، تردد أسماء عربية، لاسيما خليجية، استطاعت بفضل الثروات الطائلة التي راكمتها، من شراء أندية عريقة، وإضفاء نكهة عربية عليها، كما هو الشأن بالنسبة لعقود الاحتضان والإعلان، التي تروج لشركات خليجية عملاقة، سواءًا في مجال الطيران أو الاتصالات أو غيرها.
وتأتي دوريات كرة القدم في كل من إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا على رأس الدوريات الأكثر استهدافًا من طرف رؤوس أموال "البترودولار" الخليجي، حيث ساهم هؤلاء الأثرياء، أشخاصًا ومؤسسات، في إنقاذ أندية كثيرة، بل وجعلها تتربع على عرش الكرة في بلدانها، كما دعموا أخرى، وأضفوا عليها روحًا تنافسية جديدة، بفضل الإمكانات المادية المتوفرة، التي مكنت من تدعيمها بلاعبين دوليين، ونجوم من مختلف بلدان العالم، وبأسعار خيالية في بعض الأحيان.
ولعل من أبرز الأندية التي يمكلها أثرياء عرب نادي مانشيستر سيتي الإنكليزي، المتوج الموسم الماضي بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، حيث اشترته مجموعة "أبو ظبي المتحدة"، التي يرأسها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في 2008، من مالكه رئيس الوزراء التايلندي الأسبق ثاكسين شيناواترا.
وفي إنكلترا أيضًا، يملك الملياردير المصري محمد الفايد نادي فولهام، الذي ينافس ضمن أندية الدوري الممتاز، وهو الذي اشتهر باقتناء 12 دجاجة لفائدة لاعبي الفريق، خصص لها مكانًا في ملعب للتدريب، مدَّعيًا أنها ستمكن من ترشيد النفقات، وتوفير حوالي 5 آلاف جنيه إسترليني، كما يملك مواطنه عاصم علام نادي هال سيتي، الذي ينافس في دوري "شامبيون شيب" واقترب من الصعود الى الـ"بريمير ليج".
أما الملياردير الإماراتي سليمان الفهيم، فكان قد اشترى نادي بورتسموث الإنكليزي في 2009، بنسبة 100%، قبل أن يبيع 90% من الأسهم إلى رجل الأعمال السعودي علي الفراج، بعدما هبط إلى الدرجة الثانية.
وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية، في أعدادها السابقة، أن العائلة الحاكمة في قطر، كانت تطمح للاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد، عندما قدمت عرضًا قيمته 1.5 مليار جنيه إسترليني، لشرائه.
وإضافة إلى تهافت الأثرياء العرب على الأندية الإنكليزية لشرائها، فإن شركاتهم تتهافت بنفس الحدة على الفوز بعقود الاحتضان والإعلان لها، كما هو شأن عقد الرعاية الضخم، الذي ينص على إطلاق اسم "الإمارات" على ملعب نادي أرسنال، لمدة 15 عام، إضافة إلى وضع شعار الشركة على قمصان لاعبي الفريق، لمدة ثمانية مواسم، ابتداءًا من موسم 2006-2007.
وفي إسبانيا، أشارت تقارير إخبارية إلى أن مجموعة "رويال الإمارات"، برئاسة الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم، كانت تتجه إلى تغيير اسم نادي "خيتافي" الذي ينافس ضمن أندية الدرجة الأولى في "الليجا"، إلى "خيتافي تيم دبي"، بعد أن اشترت النادي في 2011، بمبلغ ناهز 130 مليون دولار، وفق أرقام غير رسمية.
أما الشيخ القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني، فقد اشترى نادي ملقة، الذي يلعب بدوره في الدرجة الأولى، بل إنه قدم موسمًا متميزًا خلال هذا العام، ليحتل المرتبة الرابعة، ويظهر في المشاركة في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل (2012-2013)، قبل أن يودعها بشرف أمام بروسيا دورتموند الألماني .