"السنغال" تحسم أولى بطاقات بلوغ ربع النهائي و"تونس" تنعش آمالها

حسمت السنغال أولى البطاقات المؤهلة إلى الدور ربع النهائي من كأس أمم أفريقيا الحادية والثلاثين لكرة القدم، بتحقيقها فوزها الثاني على التوالي، وجاء على حساب زمبابوي 2-صفر الخميس في فرانسفيل في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية.

وانعشت تونس أمالها بالتأهل إلى ربع النهائي بعدما جددت فوزها على الجزائر 2-1. وأسفرت الجولة الأولى عن فوز السنغال على تونس 2-صفر، فيما تعادلت الجزائر مع زمبابوي 1-1 في الجولة الأولى.

وفي المباراة الأولى، حسمت السنغال كما هو متوقع المواجهة مع زمبابوي التي تشارك للمرة الثالثة في النهائيات، قبل ربع الساعة الأول من الشوط الأول بهدفين نظيفين، سجلهما نجم ليفربول الإنكليزي ساديو مانيه وهنري سيفيه لاعب الانيا سبور التركي. وافتتح مانيه التسجيل بعدما تلقى كرة عرضية من لاعب لاتسيو الإيطالي كيتا بالديه دياو، انقض عليها بسرعة، وتابعها في قلب المرمى 9.

وحصلت السنغال على ركلة حرة على مشارف المنطقة انبرى لها، سيفيه واسكنها ببراعة الشباك (13). وفي الشوط الثاني، حاولت السنغال بكل قوة، لكنها لم تنجح في زيادة الغلة، بسبب صلابة دفاع المنافس.

وكانت أبرز فرصة انفراد مانيه بالحارس تاتندا مارشال موكوروا وتسديده الكرة بجسم الأخير، لترتد إليه فاعادها صوب المرمى بيد أن مدافعًا أبعدها برأسه من فوق الخط 69، وأخرى لمانيه نفسه بعد دقيقة واحدة.

ورفعت السنغال الباحثة في مشاركتها الرابعة عشرة عن لقب أول بعد أن حلت وصيفة في 2002 بخسارتها أمام الكاميرون بركلات الترجيح، رصيدها إلى 6 نقاط مقابل 3 لتونس، ونقطة واحدة لكل من الجزائر وزمبابوي. وفي المباراة الثانية، ازدادت فرص تونس بالتأهل لاسيما في حال فوزها على زمبابوي في الجولة الأخيرة، بينما تعقدت مهمة الجزائر التي أصبحت بحاجة إلى معجزة كونها ستلعب مباراتها الأخيرة ضد السنغال.

ووصف أغلب المعلقين اللقاء بـ"الديربي المغاربي الذي تفوح منه رائحة البارود"، لكنه لم يكن كذلك حيث كان معظم الوقت حذرًا وهادئًا. وهي المواجهة الرسمية الثامنة والأربعين، بين المنتخبين، علمًا بأن آخر مباراة بينهما في أمم أفريقيا انتهت بفوز تونس "1-صفر"، سجله يوسف المساكني، عام 2013 في جنوب أفريقيا.

ولعبت الجزائر في غياب لاعبين بارزين، هما الحارس رايس مبولحي والمهاجم العربي هلال سوداني. وفي مدرجات شبه خالية، اتسم الشوط الأول بالتمرير الخاطئ في معظم الأحيان وكثرت الأخطاء من قبل اللاعبين ضد بعضهم البعض. وحسمت التونس اللقاء في الشوط الثاني بفضل هفوتين مكلفتين جدا، الأولى في الدقيقة 50 بعد اختراق في الجهة اليسرى من قبل المساكني الذي أرسل كرة عرضية أمام المرمى وضع قائد منتخب الجزائر عيسى مندي، قدمه في طريقها وحجب الرؤية عن الحارس عسلة، فتحولت إلى الشباك في الزاوية اليسرى.

أما الثانية، فحصلت في الدقيقة 66 وتسبب بها المدافع فوزي غلام الذي حاول إعادة الكرة برأسه إلى الحارس من منتصف الملعب إلا أنها سقطت أمام أحمد العكايشي المنطلق من الخلف، فسار بها ودخل المنطقة وحاول غلام ايقافه فأسقطه أرضا، ليحتسب الحكم برنار كميل من سيشل ركلة جزاء نفذها نعيم السليتي على يسار عسلة هدفًا ثانيًا (66).

وقلصت الجزائر الفارق حين عكس عدلان قديورة عرضية إلى داخل المنطقة تابعها البديل سفيان هني بقوة في سقف الشبكة (90+1). وقال البلجيكي جورج ليكنز مدرب الجزائر عقب الخسارة "بدأنا المباراة بشكل جيد وارتكبنا أخطاء شخصية كثيرة كان بالإمكان تلافيها وتجنب الهدفين. كرة القدم اقتناص فرص وهذا ما نجحت فيه تونس". وأضاف "حل مشكلة المنتخب الجزائري تكمن في استعادة التوازن بين الدفاع والهجوم وتلافي الأخطاء، وسيتحقق ذلك على المدى الطويل".

وختم "المباراة المقبلة مع السنغال مهمة جدا وصعبة جدا. سنحاول الهجوم وأن نعرف كيف نفوز. في الملعب لا احد يقدم لنا هدايا". وقال الفرنسي من أصل بولندي هنري كاسبرجاك "نجحنا في ما فشلنا فيه أمام السنغال رغم الأخطاء الدفاعية من جانب الخصم. في المرة السابقة كنا اكثر دفاعا، وهذه المرة ركزنا على الهجوم".

وأضاف "للخسارة (أمام السنغال) نتائج إيجابية. لقد دفعت اللاعبين إلى تحسين الحالة الذهنية لديهم والتركيز على اللياقة البدنية ورفع المعنويات". وقال "أنا راض عن النتيجة، واشكر اللاعبين الذين فهموا ما عليهم وتمتعوا بروح التضامن".