الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

إستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، رئيس مجلس النواب القبرصي "يناكيس أوميرو" ، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال وسفير قبرص لدى القاهرة، والسكرتير الدائم لمجلس النواب وفي بداية اللقاء، رحّب الرئيس السيسي ، برئيس مجلس النواب القبرصي، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين التي تثمنها مصر كثيراً، وتحرص على تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات, وأشاد الرئيس بمواقف قبرص الداعمة لإرادة الشعب المصري وخياراته المستقلة، فضلاً عن مواقفها المساندة إلى مصر في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، مطالباً بنقل تحياته وتقديره إلى الرئيس القبرصي وكذا لأعضاء مجلس النواب القبرصي.

 وأشاد الرئيس السيسي، بمستوى التعاون والتنسيق بين مصر وقبرص في التعامل مع حادث اختطاف الطائرة المصرية، والذي عكَس مدى قوة ومتانة العلاقات بين البلدين, ونقل رئيس مجلس النواب القبرصي تحيات وتقدير الرئيس "أنستسيادس" للرئيس السيسي، معرباً عن سعادته بزيارة مصر تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من رئيس مجلس النواب المصري، ومشيداً بما تشهده العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين من تطور وتنامٍ ملحوظ في المرحلة الراهنة.

وأكد رئيس مجلس النواب القبرصي على أهمية تنشيط العلاقات بين مجلسيّ النواب في البلدين بما يثري البُعد الشعبي في العلاقات الثنائية، منوهاً في هذا الصدد إلى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين البرلمانين، فضلاً عن تشكيل مجموعتين للصداقة المصرية القبرصية في كل منهما.

واستعرض رئيس مجلس النواب القبرصي عددًا من مجالات التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والنقل البحري والزراعة والمصايد السمكية، سواء الجاري تنفيذها على المستوى الثنائي أو في إطار التعاون الثلاثي الذي يضم البلدين مع اليونان بما يمثله من زخم جديد يثري العلاقات بين الدول الثلاث, ووجه رئيس مجلس النواب القبرصي الشكر للرئيس على المواقف المصرية الداعمة لتسوية المشكلة القبرصية بشكل عادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

وأشار الرئيس السيسي، إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات من أجل تحقيق مصلحة الشعبين الصديقين، منوهاً إلى تطلع مصر إلى عقد القمة الثلاثية القادمة بين مصر وقبرص واليونان في القاهرة من أجل مواصلة التباحث بشأن تكثيف التعاون وتنفيذ مشروعات محددة في عددٍ من المجالات.

وأكد الرئيس على مواقف مصر الثابتة لدعم القضية القبرصية وتسويتها على أسس عادلة بما يؤدي إلى توحيد شطريّ الجزيرة, وأكد رئيس مجلس النواب القبرصي خلال اللقاء على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون الوثيق بين البلدين، في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتحديات الكثيرة التي يفرضها انتشار الجماعات المتطرفة، وتداعيات ذلك على أوروبا، مشيراً في هذا الصدد إلى موجات هجرة اللاجئين إلى القارة، وهو الأمر الذي يتطلب علاج المشكلات المسببة للهجرة بشكل جذري، وتسوية الأزمات التي تمر بها المنطقة، ولاسيما في سوريا.
وشدد الرئيس السيسي، على أهمية الحفاظ على الدول الوطنية والحيلولة دون انهيار كياناتها ومؤسساتها من أجل النجاح في مكافحة التطرف من خلال مقاربة شاملة تضم كافة الأبعاد العسكرية والأمنية، وكذا الاقتصادية والفكرية ونوّه إلى أهمية التعاون من أجل الحيلولة دون تفاقم مشكلة الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أهمية البُعد التنموي في القضاء على تلك المشكلة، وهو الأمر الذي يتطلب التعاون المشترك من أجل تنفيذ برامج لتطوير وتنمية دول جنوب المتوسط.

وأكَّد رئيس البرلمان القبرصي ياناكس أوميرو، أنه جاء إلى مصر تلبية لدعوة من رئيس البرلمان المصري, الدكتور علي عبد العال من أجل مناقشة التعاون بين البرلمانيين, وقال رئيس البرلمان القبرصي خلال لقائه بعدد محدود من المحررين الدبلوماسيين أن العلاقات بين البلدين ترجع لعقود وعصور طويلة مشيرًا الى ان اليوم العلاقات بين البلدين تمر بأفضل وأزهى أوقاتها, وأضاف أن هناك تعاون ثلاثي بين مصر وقبرص واليونان ، وفي اطار هذا التعاون هناك انشطة محددة في هذا الإطار في مجالات مختلفة مثل السياحة والزراعة وكذلك, وأن هناك اتفاقية بين البلدين تم التوقيع عليها للتعاون في المجال العسكري لمصلحة الشعبين والبلدين لافتًا إلى أن منطقتنا في الوقت الحالي تعيش ظروف صعبة, وأن هناك صراعات وموجات هجرة ليست فقط لأوروبا وإنما دول عربية كثيرة ومنها مصر، وأن هناك مشكلة كبيرة اليوم في أوروبا في هذا الموضوع بدل إغلاق الحدود أو ممر البلقان كما هو مسمى, مشيرًا إلى أن الأزمة أصبحت كبيرة في اليونان بالنسبة للاجئين الذين تجمعوا في اليونان, مؤكدا على أن هذه الأزمة تعانى منها أوروبا, وأنه يرى دول مثل مصر وقبرص تمثل دعائم للإستقرار للوضع الطبيعي الذى من المفترض أن يكون في المنطقة.

وأشار إلى أن قبرص باعتبارها دولة عضوًا في الإتحاد الأوروبي, مضيفًا هذا ما ذكرته إلى رئيس البرلمان المصري, د. على عبد العال وكذلك إلى وزير الخارجية, سامح شكري, وأقوله في لقاءاتي بأن قبرص أعلنت صراحة أنها مستعدة ان تلعب دور ممثل مصر في داخل المؤسسات الأوروبية أو كسفير داخل مؤسساتها.

وشدد ياناكس اوميرو على أن قبرص تعيش منذ ٤٢ عامًا قضية غزو وإحتلال لجزء من أراضيها مؤكدًا على أن ذلك إنتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن وللشرعية الدولية ، وأضاف, " مع الأسف ومع كل الجهود والمحاولات التي قمنا بها لحل  القضية القبرصية بحل عادل في إطار الشرعية الدولية قد باءت بالفشل بسبب المواقف المتعنتة لتركيا" .

ولفت إلى أن هناك حاليًا محاولة جديدة وعملية مفاوضات جديدة نتمنى أن تنتهي إلى الخير, مضيفًا, "أعتقد أنه ليس كافيًا أن يكون هناك رغبة من قبل القبارصة الأتراك لحل هذه القضية ، وإنما المطلوب رغبة الدولة التركية نفسها لأنها هي التي تحتل ويجب عليها أن تسحب قواتها المحتلة وتسحب مستوطنيها وتوافق على الغاء معاهدة الضمانات المفروضة منذ ١٩٦٠" .

ووجه رئيس البرلمان القبرصي إلى الشعب والحكومة المصرية شكر الشعب والحكومة القبرصية للموقف المصري الثابت والدعم لكل المحاولات القبرصية لحل القضية القبرصية على أساس الشرعية الدولية حلًا عادلًا .

وردًا على سؤال حول تعاون البرلمان المصري مع نظيره القبرصي في مواجهة المشكلات التي تواجه البلدين قال رئيس البرلمان القبرصي ان هناك في محافل دولية برلمانية فهناك على سبيل التعاون في المنظمات او في اللقاءات البرلمانية في اطار اتحاد البرلمانات الدولية وكذلك المتوسطية خاصة بعد اكتمال تشكيل البرلمان المصري ، بالإضافة الى انه يمكن ان نتعاون مع دول صديقة اخرى لتقديم مصالح دولنا في هذا الاطار من اللقاءات الاقليمية او الدولية البرلمانية .

وأكَّد على أنَّه من حيث المبدأ عندما نتعاون من أجل مكافحة الإرهاب الدولي فهناك التزامات على قبرص في اطار الاتحاد الاوروبي وهناك اتفاقيات بين دول الاتحاد وتبادل المعلومات في هذه القضية مشيرا الى انه بالنسبة للتعاون مع مصر وهذا الموضوع ، فكان هناك اقتراح من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري بأن يكون هناك لقاء كندوة بين البرلمانيين للبلدين لمناقشة هذه القضية وتبادل الآراء في هذا الاطار من أجل مكافحة الارهاب .

وحول التعاون بين مصر وقبرص في مجال السياحة قال رئيس البرلمان القبرصي, "ما ذكرت من قبل في اطار التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان هناك برامج محددة على سبيل المثال فهناك فكرة اقامة خطوط بحرية لربط البحر بين دولنا الثلاث او على المستوى الثنائي بين مصر وقبرص لافتًا الى انه كان منذ وقت بعيد خط ملاحي بين قبرص ومصر كانت تنقل السياحة ونحن نريد نعيد هذه الحركة بين البلدين على مستوى الرحلات السياحية وهى بالتالي تدعم السياحة في نفس الوقت".

وعن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان التي ستعقد في القاهرة حزيران/يونيو المقبل وأهميتها في تعزيز التعاون بين الدول الثلاث اشار رئيس البرلمان القبرصي الى أن اهمية القمة المقبلة هي نفس اهمية القمم السابقة لافتا الى ان الاختلاف هذه المرة ان هناك انشطة محددة ، حيث اصبحنا ندخل في إطار محدد للتعاون وهناك مشاريع محددة هذه المرة .

وبالإشارة إلى تعاون قبرص مع مصر في موضوع الطائرة المصرية المختطفة قال رئيس البرلمان القبرصي إننا عملنا الواجب حسب القانون الدولي،  وقمنا بما عليه ان نقوم به وكان هناك نهاية سعيدة للجميع ، وأن هناك شخص وضع الموجودين في الطائرة في خطر ،و بالنسبة لنا كان يجب ان ينتهي هذا الموضوع وانتهت بالفعل بسلام دون خسائر.

وفي إشارة إلى تقييم للوضع الذى تقوم به مصر في الشرق الأوسط لحل القضايا خاصة في ليبيا والاراضي الفلسطينية قال رئيس البرلمان القبرصي انه لاشك ان الكل يعلم من العرب وغير العرب ان مصر هي مركز العالم العربي في كل النواحي كسياسية واقتصادية وثقافية وغيرها وبالتالي هناك دور لمصر تقوم بدور مهم بكونها هي مركز العالم العربي في حل قضايا كثيرة في المنطقة, وقال, "هناك اتفاقيات دولية ملزمة لكل الدول فليس على المستوى الثنائي التي يمكن ان تحل هذه القضايا" مشيرًا إلى أن هناك اتفاقيات دولية تلزم جميع الدول في هذه الحالات التي تعرض حياة المواطنين للخطر فهناك قانون دولي ، وأضاف, "بالطبع العلاقات الثنائية بين الدول تساهم اكثر في حل هذه القضايا ، فكما راينا كان هناك اتصال مباشر من الرئيس القبرصي مع الرئيس السيسي وكان هناك إتصالًا بين وزيري خارجية مصر وقبرص عقب إعلان اختطاف الطائرة وبالتالي فهذه العلاقات الثنائية تساهم في حل هذه القضايا في أسرع وقت" .

وكشف عن أن الإتحاد الأوروبي وقع إتفاقية عودة اللاجئين مع تركيا تحت ضغط الأزمة نفسها مشيرًا إلى أن تركيا من جانبها تصرفت بطريقة غير لائقة تماما وانها لن تتصرف كدولة تحترم القانون الدولي ولا حقوق الانسان نفسه فحاولت تبتز لتكسب كثير من الاشياء الخاصة بها ، وأضاف, "في هذا الاطار حاولت ان تربط بين هذه الاتفاقية والقضية القبرصية على سبيل المثال وحاولت ان تبتز الاتحاد الاوروبي لفتح ٥ فصول كان قبرص قد جمدتها في اطار الحوار التركي الاوروبي، ولكن قبرص رفضت لان ذلك هو موقف اوروبي ان هذه الفصول يمكن فتحها اذا التزمت تركيا بالالتزامات المفروضة من الاتحاد الاوروبي عليها ، وبالتالي نرى ان تركيا تريد ان تستغل الوضع لكى تبتز وهذا بالطبع لم ينجح لان قبرص اكدت من جديد وقالت اننا لا يمكن ان نوافق على فتح هذه الفصول الا ان تلتزم تركيا بما عليها حسب القوانين والاتفاقيات التي بينها وبين الاتحاد الاوروبي".

وأوضح أن فكرة تشكيل اللجان بين البرلمان التركي والقبرصي مطروحة في إطار جمعيات أو مجموعات الصداقة في البرلمانيين المصري والقبرصي في الوقت الحالي ، وأنه سيتم بحث هذه الفكرة ليكون هناك لقاء على مستوى البرلمانات الثلاثة المصري والقبرصي واليوناني.