القاهرة – مصر اليوم
لم تكن المئوية الأولى لميلاد المفكر والمؤلف المصري الكبير لويس عوض لتمر دون أن تحتفي به النخبة الثقافية المصرية احتفالًا يليق بما قدمه الراحل للمكتبة العربية من ترجمات ومؤلفات وأعمال فكرية وإبداعية كانت محط إعجاب وتقدير من اتفقوا معها واحترام من اختلفوا حولها.
احتفالًا بهذه المناسبة استضاف المجلس الأعلى للثقافة على مدى يومين ما يقرب من عشرين شخصية من كبار الشعراء والأدباء وأساتذة الجامعة في مجالات الأدب والنقد واللغة والكتاب الصحافيين، قدموا جميعًا أوراقًا بحثية حول أعمال لويس عوض وقضاياه الفكرية، وجوانب من حياته وصراعه من أجل مبادئه التي عاش يحارب من أجلها.
وبصحبة هؤلاء كان أستاذ الأدب الإنجليزي وشقيق الراحل لويس عوض الدكتور رمسيس عوض، والذي أضفت كلمته في الجلسة الافتتاحية أجواء من الحميمية والامتنان الذي تشعر به أسرة الراحل إزاء حفل التكريم هذا.
وأكد الدكتور رمسيس أن الراحل كان بالنسبة له القدوة والمثل الأعلى، وأنه أثر في تكوين شخصيته كما أثر بأعماله في تكوين أجيال بأكملها.
ولفت رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور خلف الميري، يى كلمته إلى أن موهبة لويس عوض انطلقت من صعيد مصر و"أنه لا بد من التذكير في ذكرى ميلاد لويس عوض بأهمية الالتفات إلى ما يمكن أن تقدمه الأقاليم المصرية للساحة الأدبية والفكرية والفنية".
واعتبر أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس مراد وهبة في كلمته أن إقامة الاحتفالية تحت عنوان "لويس عوض معاصرًا" جاءت كاعتراف بأن القضايا التي قضى عوض حياته مهمومًا بها لا تزال قائمة حتى الآن.
وأشار وهبة إلى أحد أعمال عوض المهمة وهي كتيبه الذي صدر له تحت عنوان "المسرح المصري"، والذي احتوى على مجموعة من مقالاته المجمعة في جريدة الجمهورية. وقال وهبة: "اتخذ لويس من المسرح أساسًا للإشكالية بين الفن والدين، ذلك أن المسرح المصري القديم نشأ وكبر في أحضان الدين". وتابع مراد وهبة: "إذا كان الإرهاب أعلى مراحل الأصولية الدينية التى كان لويس عوض من أشد المتصدين لها،إذن فهو لايزال حيًا بيننا بأفكاره وآرائه".
وأشار المخرج المسرحي جلال الشرقاوي إلى واحدة من المعارك الفكرية الشرسة التي تعرض لها عوض فى حياته والتي وقعت عندما كتب عوض عن أثر الثقافة الإغريقية في "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، وهو ما فسره البعض على أنه تشكيك في أصالة المعري وأصالة الثقافة العربية ككل، في هذا الوقت اتهم لويس عوض بالعمالة لمراكز التبشير والاستعمار العالمية، وبالعمل ضد العروبة والإسلام مثل أستاذه سلامة موسي.
وعقدت أولى جلسات المؤتمر تحت رئاسة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي قال إن الاحتفال بمئوية لويس عوض ما هى إلا امتداد للمسيرة التي بدأت في باريس منذ أيام للتظاهر ضد التطرف، واسترجع حجازى ذكرياته مع الراحل الذي قال عنه أنه ساعده في اتخاذ أهم القرارات المصيرية في حياته.