معرض الفن البريطاني

يقدم معرض الفن البريطاني الثامن نفسه على أنه أكبر معرض وأكثرها طموحًا للفن المعاصر في البلاد، وتعتبر زيارته بمثابة نظرة على حالة الفن البريطاني الراهنة، وبالنظر إلى محتويات المعرض، يمكن القول إن الفنانين المقيمين في بريطانيا ينتجون الكثير من الفن المثير للإعجاب ويأتي معظم هذا الثناء مع نصيحة لبعضهم بأنه سيكون من الجيد لهم لو لم يعتمدوا على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أكثر، أو لو ابتعدوا عن كاميرات السينما، وعادوا أكثر لبعض الأشكال الفنية التقليدية التي غابت معظمها عن المعرض، فمازال الرسم والتصوير والنحت مزدهرًا في بريطانيا ولكن المعرض لم يضم سوى القليل جدًا من هذه الفنون.

ويقدم معرض الفن البريطاني منذ إنشائه عام 1979 كل خمس سنوات تحديًا يعرض مشهد الفن المعاصر في البلاد، واختارت القائمتان على المعرض، أانا كولن وليديا يي، هذا العام 42 فنانًا، وفتحتا بشجاعة الأبواب أمام المصممين فضلًا عن العديد من المجموعات، وسيسافر المعرض في أنحاء بريطانيا، لتسليط الضوء على الفنانين الذين يتمتعون بمستقبل كبير بما في ذلك أنيش كابور وسارة لوكاس وداميان هيرست.

وتقدم راشيل ماكلين فيلمًا طويلًا لمدة ساعة يحتوي على الكثير من الألوان مع صور كابوسية، يضعها في الصدارة وتلعب بنفسها عدة أدوار في فيلمها، في أداء يختبر طبيعة المراهقين ولحظات صادمة من الوعي المبكر، وهو فيلم يستحق المشاهدة، ومن الواضح أن أندريا بتنر قضت الكثير من الوقت وهي تنقب عن أعمال امانيول جمعتها في عمل يبدو وكأنه أرشيفي أكثر، ويعرض فيلم جون أكومفراه وتريفور ماتيسون مواد أرشيفية أيضًا، تتجاوز الصورة والصوت، فيما استطاعت لورا بروفوست أن تجذب المشاهدين منذ لحظة جلوسهم على المقاعد.

وبدا وكأن يي وزميلتها كولن تفرضان على الزوار أعمالًا مطولة من خلال عروض الأفلام، إلا أنها أشارت: "يعتبر الفيلم واحدًا من المناطق الأكثر حيوية في الناحية العلمية في الوقت الراهن، والأمر دائمًا متروك للمشاهدين إذا رغبوا في المشاهدة وكم من الوقت يودون أن يجلسوا".

وأضافت أن الغالبية العظمى من غير مشاهدي الفنون يشعرون بمزيد من الراحة مع مشاهدة فيلم، وأن هناك الكثير من الناس لديهم معرفة حول الأفلام، ولكن لا ينطبق الأمر على النحت والرسم.

وتعتقد أن الفن المعاصر قد توسع أكثر عن الممارسات التقليدية القائمة على أعمال الاستديو، ولكن أثبتت لينيت يواكي أن الرسم مازال يحتل مكانة مرموقة في مجال الفن المعاصر من خلال لوحاتها الجميلة في المعرض، وتظهر رسوماتها شخصيات خيالية أبدعتها في أغلب الأحيان في يوم واحد، بطلاء خفيف وسيولة متزايدة من المواد، وعرضت بجانب لوحات جيسيكا ورابيس المفاهيمية، من خلال صبغات متناثرة على اللوحة تعرض أنماطًا مثيرة تشير إلى الحوادث والكثير من الدراما.

وغاب العديد من الرسامين والنحاتين البريطانيين عن هذا المعرض، إلا أن الكثير منهم يعرض أعماله في أماكن مختلفة مثل معرض رايس تالبوت الذي يعطي مساحة رحبة للوحات بنديكت درو وهو فنان موسيقي يعمل بالرسم، تسيطر على لوحاته مفهوم "بائس" وهي أيضًا حالة انعكست على كل المعرض، إلى جانب أعمال ريان غاندار في مجموعة كبيرة من لوحاته.

ويقدم غاندر واحدة من أعماله التي رسمها مع ابنه، ويمكن لأي شخص لديه أطفال أن يزورها ويستمتع برسمهم لكائنات خيالية، فيما يعرض بابلو برونشتاين أعماله في غرفة مركزية في معرض انفيرليث هاوس وهو بناء كلاسيكي وسط حدائق نباتية في أدنبرة، ويبدو أن برونشتاين يترجم كل أحاسيسه من خلال لوحات كلاسيكية أحادية اللون.

ويستضيف نفس المكان باتريك ستاف أيضًا من خلال فيلمه الذي صوره في مؤسسة توم أو فنلندا في لوس أنجلوس، وتوم هذا فنان أعلن عن أنه مثلي الجنس وتوفي في ظروف مأساوية، والفيلم من الأعمال التي تستحق المشاهدة.

ويعد معرض انفيرليث هاوسمن الأماكن المميزة والتي لها ثقل في أدنبرة، ويحتوي على الكثير من الرسومات والمنحوتات المعاصرة، ويساعده حجمه الكبير وتعاونه مع ايلين سيمبسون و بين وايت على توسيع أرشيف الموسيقى لديه، وهو مشروع لنشر الموسيقى أكثر، وواحد من الأماكن التي تعبر عن جمال أدنبرة وقيمتها الفنية.