دبي ـ مصر اليوم
يستعد المخرج حمد الحمادي مع كوكبة من نجوم المسرح الإماراتي الشباب، بمقدمتهم حسن يوسف وصوغة ومروة راتب وأحمد مال الله وآخرين في إجراء العروض الأخيرة مسرحية "كِشّ بطير" لتقديمها، على خشبة "مسرح دبي الشعبي" في أول أيام عيد الفطر السعيد، بعرض جماهيري مفتوح، يراهن عليه فريق المسرحية مجتمعاً، بأنه سيكون بمثابة نقلة جديدة في تجربة المسرح الإماراتي، بل ربما أكثر من ذلك، إذ يعتبرها الحمادي ومعه النجم حسن يوسف خطوة تأسيسية لمسرح تجاري نظيف، قادر على المنافسة بشروط "أبو الفنون" الإبداعية فنياً وجمالياً، ليس في الإمارات فحسب، وإنما في الخليج والمنطقة العربية عموماً.
وأوضح الحمادي أن مسرحية "كش بطير" تقوم على ثيمة الرجل البخيل، الذي يدفعه تقتيره للزواج من آسيوية استرخاصاً بالكلفة، ما يتسبب بتفكك الأسرة وانزلاقها في متاهات من الاغتراب والضياع. ويتخلل العرض مفارقات تعالج موضوعات اجتماعية عدة قائمة في المجتمع وباتت ملحوظة بقوة. أما بشأن تمويل المسرحية، فينفي الحمادي وجود أي تمويل رسمي أو أهلي بالمعنى المؤسسي، وإنما "هو جهد خاص قام به مدير الإنتاج عيسى يوسف، واستجاب له الكابتن سبيت خاطر لاعب منتخب الإمارات سابقاً، والكابتن محمد فوزي لاعب منتخب الإمارات حالياً، بالإضافة إلى مكتب الاتحاد للسفر والسياحة في العين، فكانت الحصيلة نحو تسعين ألف درهم، ننفق منها على تنفيذ المسرحية".
وبخصوص السر الكامن وراء هذا الحماس، وهذا اليقين عن نجاحه بمغامرة المسرح الجماهيري بالمعنى التجاري. يؤكد الحمادي أن رهانه الأول والأخير على نجوم المسرحية، وعلى الجمهور الإماراتي التواق لمسرح نظيف، يستطيع المرء فيه أن يصحب زوجته وأولاده وبناته لحضور العرض المدفوع الثمن، مقابل المتعة المسلية والمفيدة في آن واحد.
من جهته يقول النجم حسن يوسف إن عرض "كش بطير" ليس مغامرة، فحسب وإنما هو تحد حقيقي، نضعه نصب أعيننا كفنانين ونجوم لاستعادة المسرح النظيف، الذي كان قائماً في التسعينيات الماضية، وأهم نماذجه مسرحية "أبو محيوس" التي استمر عرضها لشهور، ولكن مع الأسف لم تؤسس لمسرح يستمر وينافس في الساحة العربية، لأسباب لا حاجة للدخول في تفاصيلها.
ويؤكد يوسف أنه تغاضى عن أمور كثيرة بدءاً من أجره واسمه ونجوميته وأمور أخرى لا مجال لذكرها، في سبيل هذا الغرض، لأننا مجتمعون "نريد للمسرح أن يكون أكثر قرباً من الناس، وأن يساعدهم على اكتشاف ذاتهم وواقعهم ويساعدهم على صناعة أحلامهم ومسراتهم. نريد للمسرح الإماراتي أن ينهض بدوره الثقافي التنويري بموازاة الحداثة المادية التي تشهدها الدولة، حتى تكتمل عناصر النهوض الحضاري، لأن الحداثة الإسمنتية والصناعية والتجارية تبقى مشوهة إن لم توازيها حداثة اجتماعية بالمعنى الثقافي الواسع، وهذا من أولويات دور المسرح كفن مباشر".
من جهتها تقول النجمة صوغة التي تقوم بدور زوجة البخيل إنها تعود للمسرح كمثلة بعد قطيعة دامت نحو ثلاث سنوات، للمشاركة في هذا التحدي، وهي مستعدة لتحمل عناء ذلك على المستوى الشخصي بالمعنيين المادي أو الجهد الذاتي، بغرض النهوض بالمسرح الإماراتي، وكسر نمطيته النخبوية التي أبعدته عن الناس.
وترى أن "كش بطير" سيشكل نقلة نوعية جديدة في مسيرة المسرح الإماراتي، ستفاجئ الجميع لأنها واثقة بالمخرج وجميع الزملاء الممثلين. بدورها النجمة مروة راتب، التي تقوم بدور ابنة البخيل الطالبة الجامعة التي ترغم على العمل للإنفاق على الأسرة، بسبب تقتير الوالد، تقول إن العمل يمثل لها تحدياً شخصياً على مستويات عدة من أهمها أنها تقوم لأول مرة بدور كوميدي رغم مشاركاتها التلفزيونية والمسرحية التي تجاوزت أكثر من خمسة عشر مسلسلاً تلفزيونياً ومسرحية، وأنها تشارك زملاءها لهفة التحدي في تقديم عرض جماهيري. مؤكدة أن العمل مركب، وينطوي على معالجة مجموعة كبيرة من القضايا الاجتماعية والثقافية.
أما الممثلة نوف فترى أنها مقبلة على تجربة جديدة في "كش بطير" بعد دوريها في مسلسلي "حب ولكن" و"حكم وأمثال". لأنها بالمسرحية الحالية تعمل إلى جانب نجوم حقيقيين، ويتبنون مشروعاً يستجيب لطموحاتها في تقديم فن مسرحي إماراتي رفيع. مؤكدة أنها قبلت التحدي لأنها تعشق التمثيل وتحب أن تكون ممثلة إماراتية لها بصمة خاصة، ووجهها وحضورها يؤهلانها لذلك، حسبما يقول مخرج المسرحية حمد الحمادي