لندن - ماريا طبراني
عرض الفنان البريطاني بانكسي رسومًا فنية على الجدران المقابلة للسفارة الفرنسية في العاصمة البريطانية لندن، تنتقد استخدام الغاز المسيل للدموع في مخيم الغابة للاجئين في كاليه، حيث تجسَد أحد اللوحات فتاة بائسة تنساب الدموع من عينيها مع وجود عبوة غاز مسيَل للدموع أسفلها، كما تضمَن العمل الفني رموزًا مرتبطة بفيديو الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي المستخدمة في غارة الشرطة بتاريخ الخامس من يناير/ كانون الثاني.
وتعد هذه الرسوم أحدث أعمال الجرافيتي التي تنتقد تعامل أوروبا مع أزمة اللاجئين، ورسم بانكسي في ديسمبر/ كانون الأول لوحة جدارية للراحل ستيف جوبز في إحدى جدران مخيم اللاجئين وهو يحمل حقيبة، حيث ولد جوبز لأبوين مهاجرين واستطاع إحداث ثورة في عالم التكنولوجيا باعتباره رئيسًا لشركة آبل حيث أشرف على صناعة أى باد وأى فون.
وأجرى مطورون العقاريون تغطية للأعمال الفنية صباح الأثنين بعد اكتشافها بقطع كبيرة من الخشب الرقيق، حيث تم تثبيت الألواح الخشبية على الجدران من خلال المثقاب الكهربائي إلا أن المطوَرين حاولوا التراجع عن فعلتهم خوفًا من تأثر اللوحات القيمة وبسبب تغير رأي رؤسائهم على ما يبدو، حيث ذكر مدير إدارة "شوفال" العقارية المحدودة مايك سادلر، "ستقوم الشركة بالحفاظ على اللوحات الجدارية ونناقش حاليا خطط مستقبلية للوحات الفنية"، وأن قرار تغطية اللوحات تم بعد قيام مجموعة من الرجال بمحاولة العبث باللوحات وسرقتها ليلة الأحد.
وأوضحت شرطة سكوتلاند يارد أنها أرسلت ضباطًا للتحقيق في محاولة السرقة الساعة :45 مساء الأحد، إلا أن الرجال فروا من مكان الحادث، والتقط بعض محبي الفنان بانكسي الصور مع اللوحات الجدارية، وبينهم جولي مور (29 عاما) وهي مستشارة تعيش في لندن والتي هرعت لرؤية اللوحات الجدارية قبل رحلتها إلى اسكتلاندا، مضيفة "علمت عن اللوحات من الـ "فيسبوك"، وتوجهت إلى مكانها لرؤيتها قبل الذهاب إلى المطار، إنها أعمال فنية لا تصدق، إنها أقوى شيء بالنسبة لي لأني أحب المسرحيات الغنائية واستخدام هذ الصور القوية يعد شيئا رائعا، خاصة عند وضعها بالقرب من السفارةـ إنها توصل رسالة هامة".
وانتشرت اللوحات الجدارية في زاوية من مجمع كبير في نايتسبريدج الذي تحوّل إلى شقق فاخرة ومحلات تجارية، وذكر جيد غلودى (43 عاما) من البناة في الموقع "وصلت للتو إلى العمل ووجدت وسائل الاعلام هنا، وفى كثير من الأحيان لا تأتي إلى العمل وترى أعمال بانكسي".
وأضاف نيك بابافاسيليو (42 عاما) الذي يعمل في مجال الأعمال الخيرية في لندن، "في كل مرة يرسم بانكسي لوحة يتم بيعها عن طريق بعض الملاك للأعمال الخيرية، ولذلك عندما رأيتها جئت مسرعا إلى هنا قبل أن يتم إزالتها، ومن الممكن أن تساهم هذ اللوحات في رفع الوعي بالأوضاع في مخيم اللاجئين، ويفترض أن هذه الأعمال الفنية توصل رسالة".
وذكر بابافاسيليو عن وجهة نظره في أزمة اللاجئين "أعتقد بشكل شخصي أنه يجب علينا بذل أكثر مما نفعله الأن فنحن جميعا بشر في النهاية، إنهم أشخاص في ورطة وبينهم أطفال، ويجب أن نتصرف فقط على أساس إنساني"، في حين يناقش البناة العاملون في الموقع عن إزالة اللوحات ويبدو أن الخطة الأن تتمثل في تغطيتها بقطعة من الخشب.