غزة ـ محمد حبيب
نظَّمت وزارة الثقافة في غزة الخميس، حفلًا فنيًا لتكريم الفنانين التشكيليين والمنشدين على صمودهم وعطائهم أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لاسيّما وأنَّ منهم من تضرَّر من العدوان بشكل مباشر.
ورحَّب الوكيل المساعد لوزارة الثقافة مصطفى الصواف بالفنانين، مشيدًا بصمودهم في وجه العدوان وبدورهم في نقل معاناة الشعب الفلسطيني وجراحاته من خلال لوحاتهم التي جسدتها أناملهم كفنانين تشكيليين وأصوات المنشدين التي صدحت بالأناشيد التي تتحدث عن بطولات المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني من خلفها.
وأكد الصواف أنَّ وزارته رغم قلة إمكاناتها تسعى إلى الوقوف بجانب الفنانين ودعمهم ومساعدتهم في أداء رسالتهم الوطنية وإيصالها إلى العالم والتي تعكس رقي الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقه.
من جهته، أشار مدير عام دائرة الفنون والإبداع في الوزارة عاطف عسقول، إلى أنَّ هذه المبادرة رغم بساطتها تُعد رسالة من الوزارة للمبدعين الفلسطينيين الذين تضرَّروا خلال العدوان بأنَّ الوزارة تقف بجانبكم وبكل قوة, وأن كل شريحة من شرائح المجتمع الفلسطيني تقاوم بطريقتها الخاصة، موضحًا أنَّ الفنان يقاوم بريشته وألوانه والمنشد بصوته والمصور بعدسته والكاتب بقلمه والمقاوم ببندقيته والمواطن بصموده في وجه العدوان.
كما أوضح الفنان التشكيلي رائد عيسى في كلمته، أنَّه تضرَّر من العدوان كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، وقصف الاحتلال منزله المُكوَّن من خمسة طوابق، إضافة إلى مرسمه الخاص والمجهز بأفضل الأدوات والكتب المميزة والنادرة التي جلبها من الخارج, مؤكدًا أنَّ الاحتلال دمَّر ما يقارب الـ300 لوحة وعمل فني, مشيرًا إلى أنَّ ذلك لن يثنيه عن مواصلة أداء رسالته حيث سيفتتح خلال الفترة المقبلة معرضًا خاصًا على أنقاض بيته المدمر.
وفي سياق متصل، نظَّمت الإدارة العامة للعمل الأهلي في وزارة الثقافة، أمسية شعرية بعنوان "غزة قبلة الصمود", في حديقة الوزارة في مدينة غزة، بحضور الوكيل المساعد لوزارة الثقافة مصطفى الصواف, والمستشار عبد الفتاح أبو زايدة, ومدير عام العمل الأهلي سامي أبو وطفة بالإضافة إلى لفيف من الكتّاب والشعراء والمثقفين والمهتمين بالشعر والأدب.
وأحيا الأمسية نخبة متميزة من شعراء قطاع غزة الذين أبدعوا بأشعارهم وقصائدهم التي تتحدث عن العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير الذي تعرض له قطاع غزة واستمر مدة 51 يومًا متواصلًا طال خلالها البشر والشجر والحجر.
وافتتحت الأمسية بقصيدة للشاعر المميز محمد العكشية، تناول فيها مشاهداته الحية للجرائم التي تعرض لها حي الشجاعية شرق غزة خلال العدوان والدمار الذي لحق به, تبعه الشاعر محمود العيلة بقصيدة على شكل حوار بين أحد رجال المقاومة الفلسطينية ووالدته التي قدَّمته فداءً للوطن, وتلا ذلك قصيدة بعنوان "فصول من رقعة الحرب" للشاعرة إيمان أبو شيحة تحدثت خلالها عن التغييرات التي تركتها جرائم الاحتلال على تفاصيل حياة الغزيين.
ومن ثم ألقى الشعراء مصطفى مطر, وأمل أبو عاصي, وفاطمة عوني, وحازم البحيصي, ونور أهل, وربى صالح تباعًا قصائدهم الوطنية المميزة والتي حازت على إعجاب الجمهور وأثنوا على أدائهم الراقي.
كما تميّزت الأمسية بمشاركة الشاعر الصغير محمد الشاعر،11عامًا، بقصيدة من نظمه بعنوان "دماء ودموع وآلام في عيد النصر الحزين", بالإضافة إلى مشاركة الشاعرة المتألقة شهد دلول والتي أتحفت الحضور بقصائد شعرية مميزة.
وتقدَّمت وزارة الثقافة الفلسطينية بالتهاني الحارة من الشاعرة الفلسطينية سماح المزين لفوزها بالمركز الثاني في مهرجان الشاعر يحيى الواصلي والذي أقيم على الحدود السعودية اليمنية.
وكانت المزين قدَّمت للمسابقة مجموعة من قصائدها الشعرية؛ إلا أنَّ الحصار المفروض على قطاع غزة حال دون حضورها المسابقة, حيث شاركت فيها عبر الفيديو كونفرنس, وحصلت على المركز الثاني من بين مائتين من الشعراء المشاركين في هذه المسابقة.
وعبّر وكيل وزارة الثقافة المساعد مصطفى الصواف عن تقديره واعتزازه بالشاعرة الفلسطينية المزين وحصولها على الجائزة, داعيًا الشاعرة المزين إلى مواصلة إبداعها ومشاركاتها الشعرية المختلفة, معتبرًا أنَّ شعراء فلسطين وصلوا إلى العالمية من خلال جهدهم وإبداعهم رغم كل الظروف الصعبة التي مروا فيها.
وبيّن الصواف أنَّ الشاعرة المزيّن استطاعت اختراق الحدود والحواجز رغم الحصار المفروض على قطاع غزة وتشارك وتفوز.
ودعا الشعراء والأدباء الفلسطينيين كافة إلى اختراق الحدود وكسر القيود بطريقتهم للوصول إلى كل مكان بإبداعهم ونتاجهم الثقافي؛ لأنهم في مستوى راقٍ ولديهم إبداع وإنتاج متميز في كل المجالات الأدبية المختلفة.