سجن القلعة

سجن القلعة  في قلعة صلاح الدين الأيوبي أو الفرن كما يلقبة المؤرخين  صدر قرار منذ عام 1984 بتحويله إلى متحف قومي وهو الأمر الذي عرقلة الروتين ليدخل المتحف ضمن قائمة  طويلة من مماطلات المسؤولين والقائمين على الآثار في انتظار تحويلة إلى متحف أكثر من 30عامًا، يستمد المبنى أهميته من كونه من أشهر السجون المصرية، التي خصصت للقضايا السياسية ما قبل ثورة يوليو 195وما بعدها وترتبط به قصص بعضها مأسأوي والبعض الآخر "طريف" ولشهرته أعطاه المصريون ألقابًا عديدة فهو "سجن القلعة أو سجن الفرن" كما يسميه المفكرون الذين زاروه وأقاموا بداخله.

لهذا المبني قصة تاريخية تبدأ من عهد الخديو إسماعيل وتحديدًا من العام 1884م عندما أصدر قراره وقتها بإنشاء سجن القلعة الواقع بين "ردم" جامع محمد علي ليكون سجنًا للأجانب باعتبار سجن القلعة بزنزاناته القليلة وشدة حراساته هو أنسب الأماكن لأداء الغرض وبعد وفاة الخديو إسماعيل أصدر ابنه توفيق قرارا بتوسعة طاقة السجن الاستيعابية، وتحول سجن القلعة منذ عام 1897م لبعض التعديلات الطفيفة الملازمة لتحول السياسة الخارجية المصرية في ذلك الوقت، فلم يعد يقبض علي كثير من الأجانب واقتصر نزلاء سجن القلعة علي المعارضين المصريين لجبروت الخديو، ما طبع سمعته السجن بالتدريج بسجن سيئ السمعة.

وبعد قيام ثورة يوليو أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارًا جمهوريًا بتوسعة سجن القلعة من جديد بعد تسلم البوليس الحربي مفاتيحه وخضع لفترة طويلة تحت قيادة البوليس الحربي حتي قرر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعد توليه المسؤولية تحويله إلى متحف يتبع وزارة الثقافة.

وسجن القلعة يحتوي على 4زنزانة مقسمة علي قطاعين أحدهما شرقي والآخر غربي إضافة إلي ثماني "غرف تعذيب" أشهرها غرفة الفرن أو "الشواية" في الناحية الشرقية منه سبب تسميتها بهذاالاسم يرجع إلى تجهيزها بنظام غازي يجعل جدرانها ساخنة باشتعال مواسير مخصوصة.

وفي ذلك الوقت كان يتم إدخال المعتقلين 5 أفراد وإشعال المواسير ومع الوقت تؤثر حرارة الجدران علي أجسادهم في وسيلة لإجبارهم علي الاعتراف.

غرفة الشواية كانت المسؤولة حسب معظم الروايات عن مصرع المخالفين للنظام في ذلك الوقت وفي الناحية الغربية للسجن تقع غرفة التعليق وهي نفسها الغرفة التي تم تعذيب السادات فيها بعد فصله من الجيش المصري في العصر الملكي بعد اتهامه بمقتل أمين عثمان في القضية المعروفة قبل قيام ثورة يوليو195.

كما توجد غرفة "الحلقات" والتي صممها الفرنسي لوميان في عهد الملك فؤاد عام 193م علي غرار غرفة شبيهة بسجن الباستيل الفرنسي الشهير المسماة في غرفة نزع الاعتراف وفيها يتم تعليق السجين من قدميه بسقفها مع تدويره بسرعة إلى دقائق ما يصيب أجهزة جسمه بالاضطراب.

وعن آراء المعماريين الهندسيين وتفسيرهم لما يتطلبه سجن القلعة من إجراءات مازال روتين البيروقراطية سببًا رئيسيًا حتي الآن والحجر العثرة الحائل دون اغلاق ملف أشهر المعتقلات السياسية في المنطقة، ورغم أن خطة ترميم سجن القلعة وتحويله إلى متحف عادت تطفو علي السطح من جديد مرة آخري، إلا أن رغبة أشباح أرواح شهداء هذا السجن أقوى من الروتين الذي لم يحرك الموضوع طوال أكثر من 3عامًا.

وكلف أحد المراكز الاستشارية الهندسية بإعداد تقرير فني سريع للبدء فورًا في تنفيذ مشروع المتحف وحسب التكليف نفسه تولى مكتب الاستشاري رؤوف سليم وضع تصور عام للمكان ضمن خطة شاملة لتطوير منطقة آثار القلعة وتمت الموافقة علي المشروع وتجهيزه للتنفيذ، إلا أن المشروع تمت إعادة عرضه علي مكتب استشاري آخر عام2004، وحصل علي الدورة نفسها من الموافقات من دون أي جديد حتي الآن.

أرجع أسباب تعثر مشروع المتحف لأرواح الموتي من المعتقلين الذين قضوا نحبهم بالسجن طوال المئة عام الماضية وأكد أنه يسمع صياحهم من آن لآخر صادرة من زنازين من السجن الخالية وهناك الكثير من الأساطير عن مكان ربما مازال حتي الآن تحف به أرواح من مختلف الاتجاهات السياسية لمعتقلين نزلاء لم يشهد أي سجن آخر تشكيلة مشابهة ومتناقضة سوي سجن القلعة.