أحد رجال قبيلة كارو يتخذ موضعه للتصوير بجانب نهر أومو

قدّم المصور الإيطالي ماسيمو رومي مجموعة من الصور المذهلة التي تكشف عن قبائل وادي أومو في إثيوبيا، والذي يعد ضمن المناطق النائية والجميلة في العالم، ويعاني سكان المنطقة وعددهم 200 ألف شخص من تدني السياحة المحلية التي تهدد هذه المجتمعات، بل وأصبحت الحياة القبلية التقليدية مهددة بسبب التطورات الحديثة.

وذكر رومي أنه مثل أي مصور جاء إلى وادي أومو ليس فقط من أجل المناظر الطبيعية، ولكن من أجل الناس وملامحهم وتقاليدهم المميزة والعربات الملونة ونساء القبيلة الجميلات، وفي عالم مليء بالعولمة أراد السفر إلى هذه المنطقة النائية من أفريقيا قبل أن تغير الحداثة هذه الحياة القبلية القديمة.

وتعد منطقة وادي أومو في إثيوبيا بمنأى عن العولمة نسبيًا، وأضاف رومي "من الأمور المحبطة معرفة أثر السياحة السلبي على سلوك هذه المجتمعات على اعتبار أن البلاد أصبحت من الوجهات السياحية، إلا أن الأمر يزداد سوءًا مع الوقت، وفي كل مرة أقترب فيها من قبيلة اضطر إلى التفاوض لدفع رسوم لرئيس القرية لالتقاط الصور، وأحيانًا أضطر إلى دفع أموال للناس الذين أصورهم مباشرة، وتبدو النساء هناك مرتديات أبواق الزهور على رؤوسهم، ويبدو الأطفال وكأنهم موديلز لديهم خبرة ويعرضون تلوين جسمهم والقيام بأفعال معينة للتصوير، دفعت من أجل كل صورة التقطتها، إلا أن الفرص كانت قليلة بالنسبة إليّ للحصول على لقطات صريحة تجسد حياتهم اليومية".

والتقط رومي خلال الفترة التي قضاها في السفر عبر جميع أنحاء إثيوبيا من أكتوبر/ تشرين الأول وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 مجموعة صور للمطرقة والنساء والعربات الملونة، وجسدت صور أخرى احتفال بول جامبينغ، وتابع بقوله: عندما يصل رجل من قبيلة هامر إلى عُمر معين عليه القفز، ويعد هذا الاحتفال مؤهل له للزواج وإنجاب الأطفال، ويتم تحديد توقيت الحفل بواسطة والدي الرجل وعادة يكون بعد الحصاد، كنت محظوظًا لأشاهد هذه الطقوس الاحتفالية، وتعد إثيوبيا بلدًا غني تاريخيًّا وتستحق الزيارة قبل أن تؤثر السياحة الجماعية على أصالة المكان، إنهم لا يرتدون القمصان أو أحذية نايكي، لكنهم يرتدون الملابس الأصولية ولديهم طقوس حياة تنتمي إلى أصولهم القديمة، إلا أن دولارات السائحين سرعان ما أصبحت طريقًا لحياتهم".