لندن ـ كاتيا حداد
أنشئ متحف للأطفال في بيثنال غرين، شرق العاصمة البريطانية لندن قائم على تجسيد الشخصيات الخيالية التي يتخيَلها الأطفال ويصنعون منها أصدقاء لملء العالم من حولهم. حيث يعتمد متحف "V & A" للطفولة على تحويل الشخصيات من مخيلة أطفال حقيقيين إلى شخصيات مجسدة على يد كبار الفنانين المبدعين بما في ذلك الفنان الياباني تسونيو غودا، وصنَاع والاس وغروميت.
وأظهرت نتائج خيالية بما يكفي لدفع صناع أروع الرسوم المتحركة في هوليوود للتفكير في التقاعد المبكر، حيث أبدع الأطفال في تصوير شخصيات خيالية بكل تفاصيلها من الأزياء والألوان والأشكال. ويقول أحدهم، "ليس لدي شك أن الأصدقاء الوهميين لدينا مثل الاطفال والتي لها تأثيرات علينا بعيدة المدى، ليس فقط في تطوير عطشنا لرواية القصص، ولكن في مساعدتنا على التعامل مع جميع المواقف التي تلقيها في وجهنا".
ويعتبر أردمن مسؤولا عن إعادة الحياة للوحش صديق ليو جورجيو البالغ من العمر خمسة أعوام، وهو مخلوق بثلاثة عيون مع أربعة أذرع زرقاء، وأربع أرجل صفراء، بطعم الموز، كما أن لديه ميل للتنس والحاجة الملحة لطبيب الأسنان. وبدأ المشروع في أيلول/سبتمبر، عندما تم جلب 60 طفلا إلى ورشة عمل، وتمت دعوتهم للكشف عن تفاصيل أصدقائهم الخفيين.
وأظهر البحث عن شخصية أخرى وهي "مابل بريم" صديقة "كلو" الذي يبلغ من العمر سبعة أعوام، وهي فتاة في ثوب أرجواني مع سحابة في يد واحدة وباقة زهور في الأخرى. مثل الوحش، لديها ثلاثة عيون. ويقول مدير متحف V & A للطفولة ريان هاريس، إن الفنانين قاموا ببث الحياة لتلك الشخصيات ليراها الجميع، بدلا من أن تظل إبداعات موجودة فقط في خيال الطفل.
وابتكر المعرض أرفيد هارنكفيست، وهو الفريق المبدع في وكالة إعلانات AMV BBDO، الذين يقولون انهم يأملون أن المشروع سيمنح الخلود لأصدقاء الطفولة الخياليين، نظرا لأن الأطفال يخلقون العديد من الأشياء المدهشة"، ويوضحون، "الأطفال يتحدثون لأصدقائهم الوهميين طوال الوقت، وغالبا ما يصبحون جزءا من العائلة، ولكن عندما يكبر الطفل، هذه الإبداعات الرائعة تتلاشى. ويهدف هذا المشروع إلى تخليدهم".