المومياوات المصرية

تم الكشف عن أسرار المومياوات المصرية التي يبلغ عمرها 3 آلاف عام وإعادة بنائها لأول مرة باستخدام تقنية المسح الضوئي المتطورة، إضافة إلى عمل صور ثلاثية الأبعاد لستة مومياوات تتراوح أعمارهم بين أعوام 900 قبل الميلاد و140-180 بعد الميلاد من مصر القديمة في المتحف البريطاني بعد إزالة الغطاء عنها, وبهذا قدم المسح ناظرة ثاقبة لما كانت عليه الحياة على جانبي النهر في مصر منذ آلاف الأعوام. 

وأوضح دانيال أنطوان أمين الأنثروبولوجيا في المتحف البريطاني في مقر متحف باور هاوس في سيدني، الخميس،: " سنكشف عن تفاصيل كل البقايا المادية ومواد التحنيط المستخدمة من قبل المحنطين التي لم يسبق لها مثيل، وما نعرضه إلى الجمهور هو اكتشافات جديدة خاصة في الأجزاء الداخلية ".

وتم عرض اثنين من المومياوات سابقًا في المتحف البريطاني عام 2014 مع الكشف عن 4 آخرين للمرة الأولى أمام العالم في معرض سيدني الذي يفتتح، السبت، وتم استخدام ماسح ضوئي مزدوج الطاقة (CT) في مستشفى رويال برومبتون في لندن للحصول على آلاف الشرائح من صور المومياوات، وأوضح أنطوان أنه تم استخدام برامج الأحجام لاحقًا لخلق نماذج ثلاثية الأبعاد، ولا يوجد سوى القليل من هذه الآلات في العالم، وتسمح للزوار بالتفاعل ثلاثي الأبعاد مع طبقات من التاريخ من خلال المسح الضوئي (CT).

وأضاف أنطوان: "استطعت الحصول على صورة لشرايين المومياوات، وأستطيع حاليًا النظر إليها ومعرفة ما إذا كانوا يعانوا من الأمراض التي نعاني منها اليوم، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية". ويعتقد أنطوان أنه يمكن إعادة فحص المومياوات في غضون عقد باستخدام أحدث التقنيات لمعرفة المزيد عن حالتهم الصحية والأمراض التي كانوا يعانون منها وطبيعة وفاتهم.

وتابع أنطوان: "نأمل في المستقبل في الحصول على صور للأنسجة الرخوة على المستوى الخلوي للنظر فيما إذا كان يمكن العثور على أي أدلة لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان على سبيل المثال"، وكشف المسح الضوئي أن مومياء "تاموت" ابنة أحد الكهنة وتعود إلى عام 900 قبل الميلاد كان لديها ترسبات في الشرايين، وتم استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد لاستعادة التمائم التي عثر عليها أثناء عمليات فحص الرفات، وأشارت الأدلة الخاصة بالتحنيط في مصر إلى أن ممارسة لف الأجسام للحفاظ عليها بعد وفاتها يرجع إلى عام 4500 قبل الميلاد، ومن المقرر أن تسافر المومياوات إلى آسيا السنة المقبلة.

وتم الكشف الشهر الماضي عن زوج من الأرجل ذات الأصابع المقطوعة في المقابر المصرية ما كشف هذه النتائج، ووجد القدم الأول خلال الحفر في وادي الملكات منذ أكثر من قرن وتوجد هذه الأطراف المحنطة في متحف في تورين منذ ذلك الحين، وأوضح أحد علماء الآثار الشهر الماضي بعد فحص البقايا البالغة من العمر 3 آلاف عامًا أنها ربما تنتمي إلى الملكة نفرتاري زوجة الفرعون رمسيس العظيم.

وفي عام 1904 فحص عالم آثار إيطالي مقبرة الملكة نفرتاري وعثر على بعض البقايا فقط التي تركها اللصوص، ومن بين أنقاض المقبرة المنهوبة تم العثور على ثلاثة أجزاء من سيقان محنطة يعتقد أنها تنتمي للملكة، وأكد تحليل قام به فريق دولي بما في ذلك باحثون من جامعة نيويورك باستخدام أحدث التقنيات هوية الساقين، ووجد الباحثون أن الساقين تنتميان إلى امرأة في منتصف العمر يبلغ طولها نحو 5 أقدام و5 بوصة وربما كانت تعاني من التهاب المفاصل ويعتقد أنها لشخص يتراوح عمره بين 40-60 عامًا عند الوفاة وهي نفس الفئة العمرية للملكة نفرتاري.