معرض «تراثنا للحرف اليدوية والتراثية»

قد يُفاجأ زائر معرض «تراثنا للحرف اليدوية والتراثية» في مركز مصر للمعارض الدولية بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) من دقة وبراعة الفنانين والحرفيين المصريين الذين يعرضون منتجاتهم في أروقة المعرض الذي تزينه الألوان المبهجة، ويشارك فيه أكثر من 600 صانع وحرفي من مختلف محافظات الجمهورية.

وبعد تأثر معظم القطاعات الاقتصادية والفنون والحرف اليدوية في مصر ومعظم دول العالم بفعل جائحة «كورونا» خلال الأشهر الماضية، يسعى معرض «تراثنا للحرف اليدوية والتراثية» الذي ينظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لمساندة قطاع الحرف اليدوية المصرية وترويج منتجاته بعد العزلة التي فرضتها الجائحة، بالإضافة إلى إتاحة منتجاتها بأسعار تجارية.

المعرض الذي يستضيفه «مركز مصر للمعارض الدولية» بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، ويستمر حتى يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، شهد إقبالاً لافتاً بعد ساعات قليلة من افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له، قبل يومين.عبير سعد الدين، عارضة مصغرات تراثية، بالمعرض تقول : «رغم أنّ جائحة (كورونا) أثرت على مبيعات الفنون اليدوية بشكل لافت، خلال الأشهر الماضية، فإنني استفدت من تلك الأشهر في إنتاج عدد مميز من القطع الفنية التي تحتاج وقتاً طويلاً لتنفيذها وتهتم بالفلكلور المصري الأصيل المهدد بالاندثار».

وتعرض عبير أنتيكات على شكل قطع مصرية قديمة على غرار «الطبلية» و«الرحايا»، و«المطبخ الريفي»، و«البيوت القديمة».وتؤكد عبير أنّها فوجئت بحجم الإقبال اللافت من الجمهور على مقتنياتها، بعدما كانت تتوقع عدم تفهم الكثيرين لفنها الذي تشارك به لأول مرة في المعرض، وتقول: «شاركت بهذه المصغرات في معارض فنية سابقة كان زوارها من الجمهور المتخصص، قبل أن يتيح لي معرض (تراثنا) الاحتكاك المباشر بالجمهور العادي الذي أبدى إعجابه بما أقدمه، لذلك فإنني سعيدة جداً بهذا التفاعل والإعجاب أكثر من تحقيق أي ربح مادي، لا سيما أنني شاركت في المعرض بغرض نشر فن المصغرات وكسر العزلة، في المقام الأول، حيث كنت لا أتوقع إقبال الجمهور على اقتناء أعمالي الفنية شديدة الخصوصية».

وترى عبير أنّ معرض «تراثنا» منحها وسائر زملائها من العارضين فرصة جيدة لعرض فنونهم اليدوية وبيعها بعد أشهر من الركود. ولفتت إلى استغلالها فترة عزلة «كورونا» في التدريب على صناعة المصغرات عبر دورات افتراضية.ورغم كورونا، فإنّ المعرض الحالي يضم عدد مشاركات أكبر من العام الماضي، الذي شهد مشاركة 520 عارضاً و35 جمعية أهلية، وفق طارق صبور مدير المعارض بجهاز تنمية المشروعات الصغيرة، الذي أضاف في تصريحات صحافية أن المعرض الجاري يستضيف 630 عارضاً من جميع محافظات الجمهورية، من بينهم 45 جمعية أهلية، مشيراً إلى أن «جهاز تنمية المشروعات يتحمل 75 في المائة من تكلفة القيمة الفعلية للمعرض، للتخفيف على المشاركين، كما تُتاح إقامة مجانية للعارضين من المحافظات البعيدة».

ويهتم معرض «تراثنا» بالمنتجات المحلية فقط، وفق صبور الذي يقول إنّ «المنتجات المشاركة في المعرض تُتابع للتأكد من كونها محلية الصنع، وأي منتج يُكتشف أنّه مستورد يُستبعد صاحبه فوراً، لأنّ الهدف الرئيسي من معرض تراثنا هو الترويج للصناعات اليدوية والحرفية الوطنية».

وتحتفي الدورة الثالثة من معرض «تراثنا» بعشرات الفنون اليدوية والتراثية على غرار الأكسسوارات النسائية، وسجاد الحرير والصوف اليدوي، والمصنوعات الخشبية، والرسم على الحرير والأقمشة.بجانب منتجات الخوص، والنحاس، والديكوباج، والكروشيه، والخزف، والمشغولات البدوية، والأواني الخشبية، وأنتيكات خان الخليلي، والرسم على الزجاج، ولوحات أكريلك، ومنتجات الفضة، ومنتجات جلدية، وتحف مصنوعة من الخشب، والبامبو، بالإضافة إلى منتجات أخرى من خشب الزيتون، ومنتجات من سيناء وواحة سيوة (غرب مصر).

ويعاني قطاع الحرف اليدوية من توقف حركة السياحة، ووقف المعارض المحلية والدولية، بسبب وباء «كورونا»، وفق هشام الجزار، وكيل غرفة الصناعات الحرفية واليدوية باتحاد الصناعات المصري، الذي أضاف في تصريحات صحافية أن «المنتجات تراكمت لدى أصحاب هذه الحرف اليدوية، لذلك فإن (تراثنا) يعد فرصة ذهبية وكبيرة للترويج لهذا الإنتاج من الصناعات اليدوية والتراثية».

وقد يهمك أيضًا:

وصول تمثال ديليسبس إلى مقر المتحف العالمي لقناة السويس

"الأوبرا المصرية" تحتفل بعيدها الـ32 بـ"كورالية بيتهوفن"