أثينا ـ سلوى عمر
يستضيف متحف "بيناكي" للفن الإسلامي بآثينا، من 14 نونبر الجاري إلى فاتح مارس المقبل، معرضا للصور حول مدينة الدار البيضاء، يهدف إلى تعريف الجمهور اليوناني بخصوص مختلف جوانب العاصمة الاقتصادية للمغرب، حيث يقدم المعرض، الذي ينظم بالتعاون مع سفارة المملكة بآثينا تحت شعار "الدار البيضاء"، حوالي 60 صورة تجسد التراث المعماري الحديث لهذه المدينة العالمية، والحياة اليومية للساكنة، سواء في المناطق الحديثة أو في أحياء المدينة العتيقة، حيث يولي الناس أهمية كبيرة للتقاليد المحلية.
وتبرز هذه الصور، التي أبدعتها الفنانة اليونانية ميليتا فانجيلاتو، على سبيل المثال، الجانب المعماري المتفرد لمسجد الحسن الثاني، الذي يعد معلما يثير الإعجاب، ليس فقط بدقة وبراعة هندسته، ولكن أيضا بإبداع وعبقرية الحرفي المغربي.
كما تقدم هذه الصور للجمهور الوجه الحديث للعاصمة الاقتصادية للمملكة، مثل ساحة الأمم المتحدة المعروفة بشوارعها الكبيرة التي تعبر المدينة، ومنتزه جامعة الدول العربية الذي يقع في وسط الدار البيضاء، والذي يمثل نموذجا للعمارة الحديثة للمدينة، وكذلك بنايات إدارية راقية، تعكس في مجملها الأسلوب العربي الأندلسي وفن المعمار المعاصر.
وتعرض هذه الأعمال الفنية أيضا، الأوراش البحرية، وميناء الدار البيضاء، ثاني أكبر مينار بالمملكة بعد ميناء طنجة المتوسط، لتسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي تزخر بها المدينة التي تضم أكبر عدد من الساكنة بحوالي 4 ملايين 270، ألف و750 نسمة.
وتتوخى هذه الفنانة، من أصل يوناني والمستقرة في المغرب، من خلال هذه الصور، إلى إعطاء فكرة عن المعيش اليومي للساكنة وتقاليدها من خلال تسليط الضوء على بعض الأشياء المستخدمة كـ "الفرن التقليدي" لطهي الخبز، أو "الحمام" الذي يعكس غنى هذا التراث الثمين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت ميليتا فانجيلاتو: "شخصيا، هذه الصور تهمني كثيرا، فهي تجسد بشكل خاص تشبث الساكنة المحلية بتقاليدها والرغبة في الحفاظ على هذه القيم الثمينة المتوارثة عبر الأجيال"، مضيفة أن الدار البيضاء مدينة دافئة ومضيافة للغاية.
وسجلت أن "الناس ليسوا منغلقين على أنفسهم"، معبرة عن إعجابها الكبير بنمط العيش الجماعي والتضامن الذي يميز الساكنة البيضاوية، وعن حبها الكبير للمغرب، وخاصة الدار البيضاء التي يحلو لها أن تطلق عليها أسم "البيت الأبيض".
وأضافت هذه الفنانة المزدادة بالإسكندرية بمصر: "أنا أعيش في المغرب منذ أكثر من 20 عاما"، حيث يذكر أن مجموعة الفن الإسلامي لمتحف "بيناكي"، التي تنظم هذا المعرض، تعد واحدة من أهم المجموعات في العالم، سواء على المستوى الجغرافي أو التاريخي، والذي يقدم قطعا فنية من الهند والشرق الأوسط، وآسيا، وشمال إفريقيا وإسبانيا.
قد يهمك أيضا :
“اللوفر أبوظبي” يرفع شعار “10 آلاف عام من الرفاهية” في معرضه الجديد
"الخدمات الاجتماعية في الشارقة" تلقي الضوء على التجربة الإماراتية في رعاية الطفل