القاهرة - مصر اليوم
بهدف استعادة المكانة السياحية والقيمة التاريخية والحضارية، تشهد منطقة الفسطاط الأثرية بمصر حالة من مسبوقة، حيث يجري الآن على قدم وساق مشروع تطوير "حدائق تلال الفسطاط" التاريخية، ليكون المشروع الأكبر في الشرق الأوسط. يعمل المشروع، والذي يعد إطلالة على تاريخ مصر الخالد، على إحياء التراث المصري؛ عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، حيث نشر السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية، على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، فيديو يوضح تفاصيل المشروع، الذي وصفه بأنه الأكبر في الشرق الأوسط، بمساحة 500 فدان بقلب القاهرة التاريخية، لافتاً أن "المشروع الكبير يمثل إطلالة على تاريخ مصر، وقد آن الأوان لتستعيد الفسطاط دورها ومكانتها التاريخية".
تعتمد خطة تطوير حديقة الفسطاط بشكل أساسي على تصميم حديقة عامة تطل على العديد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، مما يجعلها وجهة سياحية إقليمية وعالمية، مع توفير عدد من الأنشطة الترفيهية. ويدعم مشروع التطوير إحياء عدد من الصناعات التقليدية الخاصة بالمنطقة، بالإضافة إلى إحياء تراث المنطقة عبر العصور التاريخية المختلفة. يستهدف المشروع تطوير منطقة جامع عمرو بن العاص الأثرية ومنطقة الحفريات ومتحف الحضارة وعين الحياة ومسجد أبوالسعود الجرحي ومجمع الأديان، وغيرها من المعالم والمناطق الأثرية. وقد تم وضع مخطط عمراني يربط بين هذه العناصر من خلال 8 مناطق رئيسية، منها منطقة الأسواق، التي تحتوي على ساحة ومسجد عمرو بن العاص، وأنشطة تجارية للحرف التقليدية المميزة للمنطقة، حيث تطل منطقة الأسواق على منطقة الحفريات.
ثم تأتي منطقة الوادي، حيث التلال المميزة، والتي ستحتوي على مسرح الوادي وبحيرة الزهور المصرية، لتشمل أنشطة احتفالية كالأفراح والحفلات الخاصة، بالإضافة إلى مسار الدراجات والتريض. على أن يتم تطوير منطقة الوادي، سيتم تطوير منطقة الحدائق التراثية، والتي ستحتفل بالإرث النباتي المصري، كما ستحتضن ضفاف بحيرة عين الحياة عدداً من المطاعم والمقاهي المميزة وساحة العروض الفنية والحفلات الموسيقية التي تطل على أيقونات بصرية مميزة.
يذكر أنه قد تم إنشاء حدائق الفسطاط في عام 641 ميلادية على يد عمرو بن العاص، ويتوسط موقعها الآن معالم القاهرة والجيزة، والفسطاط هي أول وأقدم عاصمة إسلامية، حيث بُنيت بعد فترة وجيزة من الفتح العربي الإسلامي لمصر عام 20 هـ (641 م) وقام بتأسيسها عمرو بن العاص، و"الفسطاط" تعني الخيمة، وهي تعرف حالياً بحي القاهرة القديمة، وتعد من أقدم أحياء محافظة القاهرة الكبرى، حيث تضم العديد من المواقع الأثرية البارزة، منها مسجد عمرو بن العاص الذي كان أول مبنى يقام في المدينة الجديدة، بالإضافة إلى عدد من كنائس منطقة مار جرجس المجاورة، ومنها الكنيسة المعلقة، وكنيسة أبو سرجا؛ التي شيدت فوق الكهف الذي لجأت إليه العائلة المقدسة خلال رحلتهم في مصر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الأعلى للآثار أكد أن أعمال تطوير منطقة الفسطاط تم تنفيذها وفقا للأصول الفنية والأثرية
«وزارة السياحة والآثار» تكشف تاريخ مدينة الفسطاط والحفائر بها تمهيدا لمشروع تطويرها