القاهرة ـ مصر اليوم
افتتحت مصر أمس قصر الأميرة خديجة بحلوان (جنوب القاهرة) بعد ترميمه وتطويره بمبلغ 26 مليون جنيه، وتحويله إلى مركز ثقافي تابع لمكتبة الإسكندرية في مدينة القاهرة. وتهدف المكتبة لأن يصبح القصر مركزاً ثقافياً ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية ومزاراً ذا قيمة سياحية بالعاصمة المصرية القاهرة، وبدأ الحفل بافتتاح مكتبة الطفل والنشء، ثم افتتاح معرض حلوان الأول للحرف اليدوية؛ وشمل الافتتاح أيضاً عرضاً علمياً مبسطاً للأطفال بعنوان «عرض عجائب العلوم»، وهو عرض تعليمي تفاعلي، مرح، ومشوق سريع الوتيرة مناسب لجميع أفراد الأسرة. ويُبسط الكثير من المفاهيم الأساسية للعلوم المختلفة، من خلال شخصية العالم «زنزون المجنون» بروحه المرحة وحسه الفكاهي.
وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، على هامش إعادة افتتاح القصر أمس، إن «هذا القصر يعتبر مركز إشعاع ثقافي ومفيد لكل أعمار وفئات المجتمع». ودعا الفقي المواطنين من مختلف المحافظات لزيارة هذه البقعة الثقافية المهمة، مع الحفاظ عليه لتعريف الأجيال المقبلة بتاريخه، وأوضح أنّ «المكتبة لا تألو جهداً في نشر الثقافة والمعرفة في أي مكان مثل القاهرة، ويشهد قصر الأميرة خديجة بحلوان، وبيت السناري بالسيدة زينب، ومركز توثيق التراث بـ(القرية الذكية) على الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية خارج مقرها الرئيسي بالإسكندرية».
ويقع المبنى الرئيسي لقصر الأميرة خديجة على مساحة 500 متر، ويحتوي على 50 قاعة تتدرج مساحتها من 25 متراً إلى 100 متر، وتتسع القاعة الرئيسية لـ120 فرداً.
أقرأ أيضًا:
تعاون بين مكتبة الإسكندرية وأكاديمية العلوم الشرطية في الشارقة
ورغم توقيع مكتبة الإسكندرية بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة، في عام 2017 لاستغلال قصر الأميرة خديجة، بحلوان، متحفاً لحضارة الأديان والثقافة، بعد الانتهاء من تجديد القصر ومرافقه بالكامل، فإنه تم استبعاد الفكرة والاتفاق على تحويله إلى مركز ثقافي، وفق الدكتور الفقي الذي قال أمس: «فكرنا في البداية، في تحويل القصر إلى مجمع للأديان، إلّا أنّ توافقنا على أنّه من الأنسب تحويله إلى صرح ثقافي يخدم أهل المنطقة أطفالاً وشباباً».
مشيراً إلى أنّ «متحف الأديان من الأنسب له أن يكون في مكان مرتبط بالسياحة».
ويعدّ القصر تحفة معمارية، وذا قيمة أثرية كبيرة ومسجَّلاً بوصفه طرازاً معمارياً متميزاً بقوائم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وكان القصر مقراً لمحافظة حلوان، بعد فصلها عن القاهرة، لكن بعد انضمامها للقاهرة وُضع برنامج لتطوير القصر باعتباره تحفة فنية ذات طراز معماري متميز، ومن الصعب استخدامه كمقر إداري.
وصاحبة القصر السابقة «الأميرة خديجة» هي ابنة الخديوي توفيق، سادس حكام أسرة محمد علي باشا، الذي حكم مصر من 1879 إلى 1892، وشُيد القصر عام 1895، لتسكنه الأميرة خديجة، لكنّها أهدته إلى وزارة الصحة في 1902، ليكون مستشفى لأمراض الصدر.
وعلى هامش افتتاح القصر، أطلقت مكتبة الإسكندرية معرض «رحلة الكتابة في مصر» الذي يستعرض أهم المحطات الرئيسية للتدوين، وأهم صوره في مصر منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث، وينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية يسرد كل منها طبيعة التاريخ والحضارة من خلال الصور المختلفة للتدوين، التي شهدتها مصر بتنوع الديانات والجماعات المختلفة في أرضها، ويحتفي المعرض بالخطوط والأبجديات النادرة التي صاحبت الهيروغليفية واحتضنتها أرض مصر مثل: النبطية، والآشورية، واليونانية، وغيرها.
وقد يهمك أيضًا: