باريس ـ مارينا منصف
اكتشف علماء الأثار في جنوب فرنسا أحجارًا فسيفسائية مذهلة، تصوّر مجموعة من الحيوانات والطيور منها البومة والبط والشادن إبن الظبي، تعود للقرن الأول قبل الميلاد. وكان العمل الفني يشكل أرضية مبنى روماني كبير داخل مدينة "أوسيتيا" الغامضة، وهي مستوطنة لم يعرف عنها سوى الاسم.
وقد توصل علماء الآثار حاليًا، إلى إكشاف شبكة معقدة من المباني، بما في ذلك مخبز قديم، داخل جدران المدينة السرية. وتم هذا الاكتشاف المفاجئ خلال عملية التنقيب في مدينة أوزيس الحديثة في جنوب فرنسا، حيث عثر على آثار المدينة المفقودة لأول مرة عندما وجد الباحثون كلمة "أوسيتيا" في مدرج على لوح حجري في مدينة "نيم". ولم يتم العثور على اي دليل على المدينة الا حينما قام علماء الآثار بالحفر لعمق 4000 متر مربع لإفساح الطريق لبناء مدرسة داخلية.
ويقول فيليب كين، من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية، أبتيموس:"قبل عملنا، كنا نعلم أنه كانت هناك مدينة رومانية تسمى "أوسيتيا" لأن اسمها ذكر في لوح ستيلا ، وهو لوح حجري يحمل نقوشا، وجد في مدينة في نيم، إلى جانب 11 اسمًا أخر من أسماء المدن الرومانية في المنطقة".
وكشف الفريق عن المستوطنة التى يعتقدون أنها احتلت في القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن السابع الميلادي. واكتشفوا أيضا مبنى يعود للعصور الوسطى، مما يشير إلى أن المدينة القديمة يمكن أن يكون لها حضارة رومانية سابقة. وقام علماء الآثار بحفر سور كبير وكتل من المباني يعتقد أنها كانت داخل جدران أوسيتيا.
وشملت الاكتشافات غرفة كانت مركزًا لفرن خبز القديم، وتم استبدالها في وقت لاحق بدوليوم - حاوية كبيرة من السيراميك. وأشارت الشبكة المعقدة للمباني التي اكتشفها الفريق إلى أن موقع الحفر في أوزيس كان المحور المركزي للمدينة المفقودة. ولكن علماء الآثار كانوا أكثر اندهاش من اكتشاف رقعة الفسيفساء. ويُعتقد أن المبنى الذي تبلغ مساحته 250 مترًا مربعا، الذي تم اكتشاف الفسيفساء فيه، كان واحدًا من أول المباني التي تم بناؤها في المدينة.
ويقول كين:"هذه الفسيفساء مثيرة للإعجاب للغاية نظرا الى حجمها الكبير، وحالتها الجيدة والزخارف التي تجمع بين الأشكال الهندسية الكلاسيكية والحيوانات". ووجد الفريق رقعة الفسيفساء المزخرفة مزينة بأنماط مستوحاة من الطبيعية. ولا يزال علماء الآثار غير متأكدين من ماهية استخدم المبنى الروماني المزخرف. وسوف تستمر أعمال الحفر حتى أغسطس/آب من هذا العام.