المكتبات العامة

صدرت أخيراً في مصر قصة الأطفال «مغامرات بحّار ونجمة البحار» التي تعد أول عمل إبداعي من نوعه يتخذ من التراث الثقافي المغمور بالمياه، موضوعاً له، وسيُوزع على الأطفال في المدارس والمكتبات العامة، والمشاركين في ورش الحكي التي تقيمها مكتبة الإسكندرية ضمن مشروع التوعية بالتراث الثقافي المغمور في المياه، وقد صدرت القصة بتعاون العديد من المؤسسات الدولية على غرار مؤسسة فاردينويانيس اليونانية، وكرسي اليونيسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه، ومركز الإسكندرية للدراسات الهلينستية، ومركز الآثار البحرية في جامعة الإسكندرية، ومؤسسة هونور فروست للبحث العلمي ببريطانيا.
الدكتورة جيهان نبيل، الباحثة الأكاديمية في الدراسات التراثية والمتحفية ومؤلفة القصة، تقول لـ«الشرق الأوسط»، «أنا مهتمة بالبحث في مختلف أنواع التراث الثقافي المصري المادي والمعنوي، وتأكدت خلال رحلتي، أنّ الحكي قادر على تقديم التراث للمتلقين من الأطفال بطريقة يمتزج فيها العلم بالفن والثقافة بالإبداع.
وتضيف نبيل التي تعمل خبيراً إقليمياً للتراث الثقافي غير المادي باليونيسكو، ومديراً للمركز التعليمي بالمتحف المصري الكبير «إنها ساهمت في تصميم وتنفيذ العديد من فعاليات الحكي للكبار والأطفال في مختلف المتاحف والمواقع التراثية؛ بهدف تعزيز الوعي بالتاريخ والتراث المصري، من خلال تحويله إلى حدوتة حية ومبسطة».
وذكرت نبيل، أنها شاركت في المشروع الذي أطلقته منظمة لليونيسكو، للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي من عادات وتقاليد وفنون ومعارف شعبية، وقامت بتأليف وحكي قصة للأطفال بعنوان «أمين والكنز» عن التراث الثقافي غير المادي، وارتباطه بحياة الإنسان وممارساته الاجتماعية اليومية.
ولفتت نبيل إلى أنها اختارت كتابة القصة بالعامية المصرية، وتحكي للأطفال من عمر 9 إلى 12 سنة عن التراث الثقافي المغمور بالمياه، وتهدف إلى رفع الوعي به لدى طلاب المدارس، والتأكيد على قيمة وأهمية التراث الثقافي المغمور بالمياه، وتوعية الأطفال بالبيئة البحرية وضرورة حمايتها، وتعتبر أول قصة عربية للأطفال عن التراث الثقافي المغمور بالمياه، وأشرف على مادتها العلمية الدكتور عماد خليل وفريق العمل بمشروع رفع الوعي بالتراث الثقافي المغمور بالمياه التابع لمركز الآثار البحرية بجامعة الاسكندرية.
بدوره، قال الفنان أسامة علي، إنه قبل قيامه برسم القصة عقد لقاءات عدة مع الكاتبة جيهان نبيل وفنانة الغرافيك هدير دهب التي أخرجت الكتاب وتصمم أنشطته التفاعلية، من أجل معرفة الخطوط العريضة للحكاية، والوقوف على تفاصيل القصة قبل عمل الرسومات المعبرة عن أحداثها».وذكر علي، أنه عدّل أكثر من مرة اللوحات والرسوم بعد استشارة خبراء الآثار والحياة البحرية المشرفين على تنفيذ القصة، التي تضمنت أكثر من خمسين رسماً عبرت عن أحداثها.
وبدأ مشروع القصة خلال رحلة تدريبية لطلبة الدراسات العليا بمركز الآثار البحرية المصري، بالتعاون مع جامعة ساوثهامبتون البريطانية، زاروا خلالها مؤسسات غير حكومية مهتمة بالتراث الثقافي الغارق في المياه، وقد لاحظوا بعد عودتهم عدم وجود أي مواد توعوية في العالم العربي، عن قيمة الآثار الغارقة موجهة للأطفال، حسب الدكتور عماد خليل مدير مركز الآثار البحرية.

قد يهمك أيضًا :

وفاة الشاعر اللبناني نسيم العلم بسبب معاناته مع فيروس كورونا

"ثقافة أسيوط" تسعى لتأسيس أول نادي للترجمة الأدبية لإبداعات الصعيد