المتحف الوطني السوري

أكد وزير الثقافة السوري محمد الأحمد، "أن إعادة افتتاح المتحف الوطني، هي رسالة حقيقية مفادها أن سورية لا تزال هنا، وأن تراثها لن يتأثر بالإرهاب وأن دمشق تعافت اليوم". جاء ذلك خلال حفل إعادة افتتاح المتحف الوطني السوري في قلب العاصمة دمشق، بعد أكثر من ست سنوات من إغلاقه وإفراغه مع اندلاع الحرب الأهلية في البلاد على العاصمة. وحضر الافتتاح مسؤولون سوريون وعلماء الآثار الأجانب وأخصائيو الترميم، وقد تم الترحيب بهذه المناسبة على أنها عودة إلى الحياة الطبيعية من قبل المسؤولين السوريين، الذين يتوقون إلى الاستفادة من الانتصارات العسكرية ضد الجماعات المسلحة التي قصفت دمشق مؤخراً وهدّدت مقر الحكومة.

وبدعم من حلفاء سورية (روسيا وإيران)، دخلت القوات السورية إلى جيوب المتمردين على مشارف دمشق، وطردت الجماعات المسلحة إلى الشمال واستعادت الهدوء. وقال محمد الأحمد وزير الثقافة السوري للصحفيين والزوار "إن افتتاح المتحف رسالة حقيقية مفادها أن سورية لا تزال هنا وأن تراثها لن يتأثر بالإرهاب. واليوم تعافت دمشق". ومن بين الآثار المعروضة معروضات جداريات من القرن الثاني لدورا - يوروبوس في شرق سوريا، ومنسوجات من وسط تدمر وتماثيل إلهة النصر اليونانية من الجنوب.

لقد كان الصراع السوري، الذي بدأ منذ أوائل عام 2011، كارثياً على التراث الغني للبلاد. وأغلقت السلطات المتاحف وأخرجت بأمان أكثر من 300.000 قطعة أثرية ، لكن العديد من المواقع دمرتها جماعة الدولة الإسلامية، والتي تضررت بسبب القتال أو النهب.

وقال محمود حمود مدير الإدارة العامة للآثار والمتاحف، إن أربعة أقسام من المتحف ستفتح أبوابها لعرض مئات المكتشفات الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والعصور الكلاسيكية والإسلامية. وقال إن بعض القطع الأثرية التي تم ترميمها أو الحصول عليها من قبل السلطات السورية ستعرض أيضا. وإن أكثر من 9 آلاف قطعة أثرية تم ترميمها واصلاحها منذ بداية الحرب، مشيرا إلى أن المتحف بحاجة إلى التجديد والأموال. وقال إن مئات الآلاف من القطع الأثرية والمنحوتات المهمة تم تهريبها إلى الخارج خلال الأزمة. وسيتمكن الزوار من مشاهدة ما يسترده المتخصصون من مئات الأشياء المرممة من تدمر، والتي احتلها مسلحو داعش لشهور، ودمروا بعض أشهر المعالم الأثرية في العالم.

وقال بارتوز ماركوشكي وهو بولندي متخصص في الحفاظ على المنحوتات الحجرية والتفاصيل المعمارية، كان يعمل في تدمر قبل اندلاع الحرب: "أنا أنقذ التراث، ومعظمها كانت في تدمر، حيث كنت أعمل قبل الأزمة"، "جئت مباشرة بعد التحرير وساعدت في الحفظ العاجل وحماية الأشياء المدمرة في تدمر ... ولا يزال هناك الكثير من الضرر في تدمر ونحن نعمل على اصلاحه".