مدينة تدمر الأثرية

دمر متطرفوا "داعش" نصب "tetrapylon"، وجزءا من المسرح الروماني في مدينة تدمر الأثرية، في أحدث هجوم للتنظيم على التراث السوري، وأوضح مأمون عبد الكريم مدير الآثار في البلاد: "إننا نعيش في فيلم رعب وسوف نرى أكثر من ذلك، وطالما أن المدينة تحت سيطرتهم ستظل رهينة، هذه فضيحة، تدمر محتلة وليس هناك غضب من المجتمع الدولي، نحن نحاول حماية الحضارة والأمر بعيد عن الاعتبارات السياسية ويجب أن يكون هناك تضامن دولي".

ونجحت القوات السورية والروسية، في استعادة المدينة من "داعش" في مارس/ أذار لكنها فقدتها مرة أخرى في هجوم مضاد في ديسمبر/ كانون الأول، واقتحمت "داعش" المدينة لأول مرة في مايو/ أيار 2015، وحطم المسلحون متاحف وآثار المدينة وفجرو معبد بل الذي يبلغ عمره 2000 عامًا وقوس النصر بجانب نهب قطع أثرية لا تقدر بثمن كما قتلوا عالم الآثار خالد الأسعد.

وأفاد عبد الكريم الجمعة، أن "داعش" دمرت نصب "tetrapylon" ومجموعة من الأعمدة الضخمة على منصة مرتفعة قرب مدخل المدينة القديمة، وجزء من واجهة المسرح الروماني، حيث وقفت أوركسترا ماريانسكي من سان بطرسبرغ وقدموا عرضًا في حفل انتصار، وبين عبد الكريم أنه يعلم بالتدمير منذ 10 أيام لكنه قرر عدم إطلاق أي تفاصيل حتى نشر صور الأقمار الصناعية من قبل باحثين في جامعة بوسطن.
ووصف رئيس الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة التدمير بأنه جريمة حرب جديدة وخسارة هائلة للشعب السوري والإنسانية، وقالت المدير العام لليونسكو إيرينا بوكوفا "هذه ضربة جديدة ضد التراث الثقافي ما أظهر أن التطهيرا لثقافي الذي يتبعه المتطرفون يسعى إلى تدمير كل الأرواح البشرية والمعالم التاريخية لحرمان الشعب السوري من ماضيه ومستقبله".

ويعد الهجوم الأحدث في حملة "داعش" ضد التراث في المنطقة ودمر التنظيم من قبل المواقع الآشورية التاريخية في العراق وغيرها من الكنوز في تدمر، ونقل علماء الآثار السوريين العديد من القطع الأثرية بما في ذلك حوالي 400 التماثيل إلى دمشق لمنع مزيد من الدمار إن عادت "داعش" ولكن بقيت العديد من النقوش والمباني في الموقع وكانت عرضة للتدمير، ويضيف عبد الكريم: "طالما استمرت عاصفة "داعش" أخشى أن تزداد سوءا، قلبي في هذه المباني الآثرية".