الرباط - عمار شيخي
تشهد مختلف المدن المغربية، حركية ونشاطا تجاريا استثنائيا، ترتبط بطقوس وعادات تسبق شهر رمضان المعظم، الذي له مكانة خاصة عند المغاربة، الذين يستعدون له استعدادا استثنائيا، نتوقف عند ثلاث مظاهر الاستعداد لرمضان، ونستطلع رأي مغاربة حول الموضوع، ووقد لا تجد امرأة لا تحرص على أن يأتي رمضان، إلا وبيتها في أبهى حلة، مع الحرص على تنظيف الأفرشة وغسل الأواني، تَروي نوال، أن "رمضان شهر فرض نفسه سنويًا بطقوسه وعاداته، ولأنه المطهر من الذنوب، نحرص على استقباله بطهارة الأبدان، كما نحرص على أن تكون منازلنا نظيفة، حيث تكثر زيارات الأهل والأحباب خلال هذا الشهر، من هنا كان حرصنا على أن نظهر في أبهى حلة".
وتحصل محلات الأزياء التقليدية، على ازدهار ورواجًا ملموسًا، ويرتفع الطلب على الخياطة التقليدية؛ فالمغاربة رجالا ونساء يفضلون ارتداء الجلباب المغربي الأصيل، ولا يستثنون من ذلك أبناءهم الذين يرافقونهم بهذه الأزياء لأداء صلاة التراويح، يقول بائع ملابس تقليدية، "يزداد إقبال المغاربة خاصة النساء منهم على اقتناء "الجلابة"، التي تجمع بين الأصالة والحداثة٬ وبين الطابع التقليدي وبساطة الشكل"، مشددا على أنه "رغم تعلق الشباب بمظاهر الحياة العصرية٬ فلازالوا يفضلون العودة إلى الزي التقليدي خلال رمضان"٬ وأبرزه "الجلباب" و"الجبدور" و"كاندوار"٬ بالاضافة إلى "البلغة"، يضيف آخر، "دائما يرتفع الطلب خلال رمضان، على الملابس التقليدية، وخاصة الجبدور والجلابة٬ فهما الزيان المفضلان خلال رمضان"، وتشهد محلات بيع المواد الغذائية بدورها، إقبالا متزايدا مع اقتراب اليوم الأول من رمضان، خاصًا على الفواكه الجافة، ومنها التمور ومواد صنع الحلويات الخاصة برمضان، وتتخصص بعض المتاجر في موسم رمضان، لإعداد وبيع الفطائر وحلوى الشباكية المميزة لمائدة رمضان المغربية، ويبدع أصحاب المحلات والمتاجر في تقديم جديد عالم الأواني الخاصة برمضان، منها المعالق الخشبية والصحون المقعرة.
وأعلنت الحكومة المغربية عن إجراءات رسمية لمراقبة السلع والمواد الغذائية، التي يكون عليها إقبال كبير من قبل المستهلكين، خلال شهر رمضان، نظرا للمخالفات التي يتم ضبطها غالبا والأسعار التي يتم رفعها من قبل بعض التجار بشكل غير قانوني. حيث يتم استغلال إقبال الناس على سلعة بعينها، ما يدفع بعض التجار إلى رفع السعر، بشكل غير مسبوق. وقالت وزارة الداخلية، إن "هذه السنة تتسم بوفرة المواد والمنتجات وبعرض يستجيب للحاجيات، ولاسيما من المواد والمنتجات الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان المبارك"، مؤكدة على "وجود وفرة في العرض تفوق الطلب".
وأعطت الوزارة تعليمات للولاة والعمال لتعزيز آليات اليقظة لضمان السير العادي للأسواق بمختلف مدن وقرى المملكة، ورصد أي خلل محتمل في التموين، قصد اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتداركه، ولتعبئة كافة المصالح المختصة واللجان المحلية للمراقبة، من أجل تكثيف الحضور الميداني وعمليات المراقبة خلال شهر رمضان..