لندن ـ سليم كرم
يستمرّ النّحات أوغست رودان في إلهام المؤرّخين والروائيين ومُخرجي الأفلام، إذ إنّه أحد أبرز الفنانين التشكيليين في النصف الثاني من القرن الـ19، ويعدّ أبوالنحت الفرنسي، وهذا هو معرض جديد يُقام في المتحف البريطاني لأعماله الرائع حيث التماثيل اليونانية وشغفه بها.
فكرة العرض
يبدو أن هذا العرض يدور بشأن شيئين في شيء واحد، وهو شغف رودان بالنحت اليوناني القديم، وشغفه الثابت بالمتحف البريطاني و"إلغين ماربلز"، والذي زاره لأول مرة في عام 1881، حين كان عمره 40 عاما، وكرس حياته لدراسة طويلة الأجل لما سبق، وكان يحتذي بالتزامهم العاطفي وبالقوة المطلقة للشخصية البشرية، سواء كانت كاملة أو مجزأة، ويمكنك حتى القول إنه شعر "دانتي" الإيطالي يدخل في صراع قوي مع شبح "فايدياس" النحات اليوناني، حتى يوم وفاته.
وما يلفت النظر في هذا المعرض هو المنظر الجميل للحداثة في المبنى الذي يعدّ بمثابة طريقا جديدا على غرار الطبول منذ إنشائه، وتم تقديم العرض بمزيج بين المنحوتات القديمة والحديثة، ومع ذلك فإن معارض سينسبري التي تقع في الجزء الخلفي من الطابق للمتحف البريطاني ليست جيدة بشكل كامل، فالمعروضات كانت هناك منذ عامين تقريبا، وتم تحويل مساحات الفضاء إلى صالة عرض واحدة طويلة، حيث تقود خطوط الرؤية في نهاية المطاف إلى الحدائق والأشجار، ويوحي المنظر بأنك تنظر إلى مدينة نيويورك.
أحبّ اليونان القديم
ويمكنك أن ترى التماثيل الكاملة اليونانية للنحات الفرنسي، وباختصار، فإن اليونان القديم وردان، هما شظايا رائعة للبارثينون، والتي تم نقلها من المنزل، ليبدوا جيدين هنا كما لو أنهم في أي مكان آخر.
وتعد قصة المعرض فكرة جيدة، ويتم إخبارها بطريقة جيدة أيضا، كما أنه يبعد المتحف عن ذلك النوع المعتاد من المعارض حيث الشعور بالنجاح بسبب المنح المعتمدة على السرعة، وهذه مشكلة حقيقية.