القاهرة - مصر اليوم
تعد المكتبة الوطنية البريطانية، من أهم مراكز البحث المكتبية في العالم؛ حيث إنها إحدى أكبر المكتبات في العالم من حيث حجم محتوياتها، فالمكتبة تضم حوالي 150 مليون محتوى ثقافي ومادة معرفية من كل بقاع العالم بمختلف اللغات وبأشكال متنوعة، مطبوعة ورقمية، مثل: الكتب والمخطوطات والرسومات والمجلات والجرائد والتسجيلات الصوتية والفيديوهات وبراءات الاختراع والخرائط والطوابع وقواعد البيانات، وغيرها.
وتحتوي المكتبة على ما يقارب 14 مليون كتاب وكميات ضخمة من المخطوطات والعناصر التاريخية يعود أقدمها إلى 2000 سنة قبل الميلاد، كما أنها تستلم نسخًا من جميع الكتب الصادرة في بريطانيا وأيرلندا، كما أن لديها برنامجًا لجمع المحتويات؛ حيث يضاف إلى محتويات المكتبة نحو 3 ملايين عنصر جديد كل عام تحتل 11 كيلومترًا من الرفوف الجديدة، والمكتبة مفتوحة للجميع؛ حيث يستطيع أي شخص الاطلاع على محتويات المكتبة والاستفادة من خدماتها العديدة، كما تبلغ الميزانية المرصودة للمكتبة 142 مليون جنيه إسترليني.
يعود تاريخ إنشاء المكتبة إلى عام 1973؛ إذ كانت قبل ذلك جزءًا من المتحف البريطاني؛ حيث قدمت الحكومة البريطانية مبلغ 6 ملايين جنيه إسترليني من أجل بناء المكتبة، واستمر العمل سنوات عدة وفي عام 1998 افتتحت ملكة بريطانيا المكتبة التي يعمل فيها أكثر من 1600 موظف وفيها أكثر من ستة ملايين كتاب بين مخطوط ومطبوع وملايين الوثائق والصحف والمجلات، وفيها أفضل الخدمات للباحثين في مجالات العلوم والفنون الإنسانية كافة.
أما بالنسبة للمخطوطات في المكتبة، فمنها ما هو معروف ومتداول ومنها ما هو محفوظ لم يفهرس، ولم تتح فرص الاطلاع عليه بعد، ومنها مقتنيات جديدة تحت الصيانة والفهرسة، وتفيد المعلومات المنشورة بأن عدد المخطوطات الشرقية يقارب 23500 مخطوط.
وتتنوع مخطوطات المكتبة البريطانية، وتأتي المخطوطات العربية الخط واللغة في مقدمة مقتنيات المكتبة البريطانية؛ إذ يقدر عددها 10600مخطوطة، تليها المخطوطات الفارسية ثم العثمانية ثم الأوردية والسريانية، والعبرية والبرديات المصرية، وهناك عشرات المخطوطات ببعض اللغات الشرقية مثل لغة الملايو والسند والبنجاب والبشتون والسواحلية وغيرها.
وتتعدد مصادر المخطوطات العربية في المكتبة، فبعضها كتب في البلاد العربية، وبعضها كتب في البلدان الإسلامية من الأندلس غربًا حتى إندونيسيا شرقًا، والمشترك بين تلك المخطوطات هو العلوم الإسلامية، واللغة العربية، أو الخط العربي، وتتنوع موضوعات المخطوطات لتغطي العلوم والفنون الإنسانية الدينية والدنيوية كافة.
وتضم المكتبة الوطنية البريطانية، عددًا وافرًا من المخطوطات النادرة تشمل الكتب الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية، وعلى رأسها مخطوطات التوراة والإنجيل، والقرآن الكريم ثم كتب الآداب والعلوم الدينية، وتوجد من القرآن الكريم مخطوطات بالخط الكوفي أحدها منسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وبعض مخطوطات القرآن الكريم مكتوب على رقوق جلد الغزال، وأكثرها مكتوب على الورق بكل أنواعه، وتوجد كذلك مخطوطات التاريخ والطبقات، والفلسفة والمنطق، وتوجد مجموعة من مخطوطات التصوف للغزالي وعبد القادر الجيلاني والنفري، وغيرهم، أما في مجال الأدب فتوجد مخطوطات عدة منها ديوان أبي تمام، وديوان المتنبي، ونسخة من كتاب ألف ليلة وليلة، كما توجد مخطوطات في علم العروض والبلاغة والنحو العربي والمعاجم.
أرشيف
ويتضمن أرشيف المكتبة، صورًا من مكة المكرمة تعود إلى عام 1907 للحرم المكي وللخيام المحيطة به، خلال موسم الحج والعمرة، كما توضح في هذه الصور وسائل النقل البدائية والبسيطة التي كانت تستخدم في الوصول إلى مكة المكرمة، آن ذلك. وقد بادرت المكتبة البريطانية في عام 2013 إلى تبني مشروع عمل متكامل يركز على حفظ المحتوى الرقمي للمملكة المتحدة على الإنترنت، وذلك كجزء من توثيق الثقافة والتاريخ البريطاني على شبكة الإنترنت، وطبقًا لهذا سيتاح الوصول إليها للأغراض البحثية، وكانت المكتبة قد بدأت العمل على هذا المشروع بعد مراجعات لقانون الملكية الفكرية في بريطانيا ومنحت المكتبة البريطانية بمقتضى ذلك حق تخزين نسخة من كل مطبوعة إلكترونية تصدر من داخل البلاد على الشبكة الإلكترونية.
في عام 2011 وقعت المكتبة اتفاقًا مع محرك البحث على الإنترنت "جوجل" يفضي إلى تمكين متصفحي الشبكة العنكبوتية من الاطلاع مجانًا على واحدة من أكبر مجموعات الكتب حوالي 250 ألف كتاب من الكتب التي تحتضنها المكتبة ويعود بعضها إلى القرن الثامن عشر، وتغطي حقبًا كثيرة وأحداثًا متنوعة، بينها، الثورة الفرنسية، والثورة الصناعية، واختراع السكة الحديد والتلجراف، كما سيمكن الاتفاق القراء والباحثين والطلاب المستخدمين الآخرين من البحث والاطلاع على الكتب والوثائق التاريخية ونسخها من دون أي كلفة مادية.
الشاعر يتحدث
أطلقت المكتبة مشروعًا متخصصًا بعنوان: "بين عالمين: الشعر والترجمة"، يهدف إلى طرح مواضيع متنوعة، مثل الترجمة واللغة والهجرة إلى بريطانيا، ويتجسد كصيغة توثيق حيوية لحياة ونتاج من يعيشون في بريطانيا من أصول عرقية مختلفة، ويتمثل المشروع في إجراء مقابلات مع هؤلاء الأفراد وتسجيل قصائدهم بلغاتهم الأصلية وبالإنجليزية، ويتيح ذلك لمحبي الشعر والأكاديميين والطلبة الاطلاع على تجاربهم الحياتية والشعرية، ومن خلالهم يمكن التعرف إلى ثقافات شعوبهم وإلى تطور الحركة الشعرية في بلدانهم الأصلية، وشملت القراءات الشعرية في المشروع 30 شاعرًا طوال 3 سنوات، لأفراد من روسيا والعراق والهند ورومانيا وتركيا والمكسيك وإيران وأوكرانيا، ومن المعروف أن المكتبة تحتفظ بتسجيلات لأكثر من 200 شاعر ضمن مشروع أطلقته في عام 1955 يسمى الشاعر يتحدث، وهناك مشروع ثالث يسمى أرشيف الشعر، ويجئ مشروع "بين عالمين" ليكمل هذين المشروعين ويوثق لشعراء أصبحوا جزءًا من المشهد الثقافي في العاصمة لندن.
قد يهمك أيضا :
راعي الكنيسة الإنجيلية بعين شمس يشارك بمناقشة كتاب "المتحولون دينيا"